*كلام السبت الماضي بعنوان “قلبي أباها” وجد صدى طيبا وسط الشباب من الجنسين خاصة الشابات وقد بعثت لي إحداهن وهي “س. م” معبرة عن سعادتها بعودة “كلام السبت” بعد غياب امتد ثلاثة أسابيع. *قالت “س.م” إن رابع أيام العيد المقبل “عرس بت عمها” في البلد لكن بصراحة لن أذهب لأن عمي وكل أهل الوالد ما عندهم كلام إلا العرس، وما حيخلوني في حالي، وانت ليه مالك ما عرستي؟ ولحدي متين حتكوني كدا وانت جارية ورا القروش ومضيعة روحك؟ خلي القروش تنفعك. *الغريبة أنهم قايلني شغالة عشان القروش، وأصلا ما عارفين الماهية التعبانة الباخدا، بعد أن وجدت العمل بشق الأنفس، ملحوظة: أبوي- بارك الله فيهو- الوحيد في عائلتنا العلّم بناتو لكن أولاد وبنات أعمامي الفي البلد بعرسوا قبل ما يتمو تعليمهم وطبعاً دا سبب كافي إننا نرفض نعرس منهم- دا غير الحاجات الثانية الحامياني لأنه ما ممكن الواحدة تربط نفسها بشريك العمر بدون تفاهم مشترك أو على الأقل تناغم واتفاق. *وتمضي “س.م” في رسالتها قائلة: رغم كل هذا “أنا ما ندمانة على الحاصل لي، لأني لم أجد الزوج المناسب حتى الآن، ولدي قناعة بأن التبكير بالزواج أو تأخيره ليس مرتبطاً بالحالة الاقتصادية ولا بالفروق الأكاديمية فالمال يأتي ويذهب والشهادة الجامعية لم تعد ذات قيمة تذكر فالأهم في نظري إلى جانب الدين والخلق هذا التفاهم والتناغم الذي لا يمكن فرضه بالقوة. *إن شرط التفاهم والتناغم ضروري مع شرط حسن الدين والخلق فهذه عوامل استمرار واستقرار وديمومة للحميمية المفقودة في كثير من الأسر حالياً، ولكن المشكلة كيف يمكن اكتمال هذه الشروط مسبقاً في زوج المستقبل؟ وكيف أيضاً ضمان محبة وقبول “النسيبة” التي لا بد من اكتساب قبولها ومحبتها رغم أن ذلك صعب التحقق -كما أشرت في كلام السبت الماضي. *وبهذه المناسبة وجدت أن كاتباً آخر في مجلة البركة التي يصدرها بنك البركة السوداني وهو معتصم محمد الطيب قد تناول ذات الموضوع تحت عنوان: (وما شفت ملقوفة ومطفوقة مثلها) وهو يلخص ذات المعضلة النفساجتماعية لبعض الأمهات تجاه خطيبات وزوجات أبنائهن. *خطيبة صاحبنا في مقال البركة وضعت خطة محكمة للسفر مع أم خطيبها للحج وهناك فرّغت نفسها لخدمتها والتقرب إليها في محاولة لكسب ودها وكانت تمني نفسها بأنها قد نجحت في ذلك ولكن عندما عادت النسيبة من الحج وسألها ولدها عن الحج وإن شاء الله تكون وجدت رفقة طيبة هناك؟ قالت أمه: لا والله ظهرت لي واحدة محل ما أقبل مقابلاني ما خلتني أتنفس ولا آخد راحتي “ما شفت ملقوفة ومطفوقة مثلها” الله يعين الراجل الحياخدا. *طبعاً ليس لدي تعليق فقد كان تعليق أمه محبطاً على غير المتوقع، ولكننا لن نفقد الأمل فالعبرة بالنهايات ولا نريد أن نلعن الظلام النفسي والاجتماعي ولكننا نسعى دائماً لإضاءة شمعة حب في حياتنا الأسرية. *ورمضان كريم.