لا أعرف إلي أين يمكن أن تسير بنا دفة الأمور!!!!، فقطعاً، لا تسير نحو الأفضل!!!!!، في ظل مناخ انعدمت فيه الحريات، وعلت وطغت فيه أصوات الفساد والظلم!!!!!. فبعد أن قضى أبوذر عاماً ونصف العام بسجن كوبر!!!!!، يبدو أن قضيته لم تنتهي، بل ستبدأ ثانية، وتأخذ منحىً جديداً في قضية أخري، حاكت لها أفاعي السوء!!!!!!، فما زال في جعبتهم الكثير من الحقد واللؤم والجبن!!!!!، وما انفكوا يدبرون من الدسائس والمكائد، ويختلقوا من التهم ما لا يليق بصحفي، لا يحمل سوى فكر راسخ وقلم شجاع ورأي سديد!!!!. فهناك من يتربصون به الدوائر، ويسؤؤهم أن يروه حراً طليقاً!!!!، وهو الذي سدد لهم طعنات قاتلة ومسمومة، أصابتهم في مقتل!!!!!. وبما أنه ليس هنالك تحمل للأخر أو حرية تعبير وتفكير تكفل ممارسة حرة وسليمة، فلم يبقى أمامهم إلا أن يرتجفوا خوفاً من البعبع الذي سوف يغض مضاجعهم وينغص عليهم حياتهم الشقية!!!!. وبما أنهم يملكون السلطة والقوة، فليس أمامهم سوى أن يسخروها للنيل والكيل والبطش بمن يخالفهم الرأي، من أصحاب العزيمة والقلم الحر الجريء!!!!!!. ومن العجيب أن نراهم ترتعد فرائصهم خوفاً من رأي سديد وقلب صنديد وقلم شجاع!!!!، فأبوذر لم يكن يحمل السلاح في وجوههم، وإنما سطر بقلمه ما عجزت الأسلحة الكيمائية الفتاكة عن فعله!!!!، فإظهار بشائع وقبح أعمالهم وفضحها للعلن، بعد أن فاحت رائحتها النتنة، هو من وجهة نظرهم جريمة نكراء شنعاء، لا يجدر بمرتكبها أن يرى النور مرة ثانية!!!!، ولا يليق به إلا أن يعاني السجن بعد السجن، مرة بعد أخرى!!!!!. ولكن، هل يا ترى سوف ينال ذلك من عزيمة أبوذر؟؟؟ أو يقلل من كبرياءه؟؟؟ أو يرده حاسراً كئيباً؟؟؟ أو يرتد قلمه ذليلاً؟؟؟ أو يوهن أو يصيب السقم فكره؟؟؟ أو يمرض أو يختل عقله؟؟؟ أو يداخله الشك والرهبة في قناعاته؟؟؟ أو يزعزع أو يضعضع من مبادئه وقيمه؟؟؟ أو يسلب ويضعف ثقته في نفسه؟؟؟ أو تخور إرادته؟؟؟ أو تضيع وتنعدم شخصيته؟؟؟؟ إذا كان ذلك ما كادوه وأرادوه وسعوا له سعيه، فإن سعيهم وكيدهم ومكرهم لن يفلح شيئاً!!!!!، وأن ما خططوا له، قد فشل فشلاً ذريعاً، وأن ضعفهم وجبنهم قد سول لهم وخذلهم شر خذلان!!!!!. ولن يغني لهم من الحق شيئاً!!!!، فقد جانبوا الصواب وفارقوه!!!!، وقد أفلحوا في إدارة معركة خاسرة، خرجوا منها بخسائر تطوق بأعناقهم وتظل تذكرهم بخزيهم وعارهم وذلهم وهوانهم وضعفهم وجبنهم!!!!. وإن صدقوا يوماً مع أنفسهم، فسيظلوا يرددون لأجيال قادمة إلى أى مدى كانت حقارتهم وخستهم ودناءتهم ووضاعتهم وسفالتهم وجهلهم وسفههم!!!!. أما أبوذر فقد سطر التاريخ بكلمات من ذهب قوته وشدته وإصراره على تحدي الصعاب ومجابهتها، فلم ولن يلين أو يخور عزمه، بل إزداد قوة على قوته، وثباتاً على ثباته!!!!، ووجه لهم لكمة قاسية، إن كان لهم عقل لوعوها!!!!!. أمروا بسجنه، فكان هو سجانهم الذي أذلهم بفعلتهم وفضح منكر قولهم وفعلهم!!!!!، نصبوا لمحاكمته، فحاكمهم بشرورهم وسوء أعمالهم المنكرة!!!!!!، وفضَّح جبروتهم وتسلطهم وقبح وشنائع عملهم وفظائعه!!!!. لم يعرف أبوذر يوماً، معنى الخنوع والذل والاستسلام والهوان، ولن يزيده السجن إلا شجاعة وبسالة وكبرياء ونصر على نصر!!!!!، فإن لم يعوا الدرس وأرادوا تلقينهم دروساً وعِبر أخرى، فأبوذر لها، مصابر، مرابط، مصادم، مثابر، قادر على يخوض المعارك تلو المعارك ويخرج منها منتصراً، مرفوع الهامة والقامة، مكللاً بنجاحات ساحقة وفوزاً مبين!!!!!. فمن أراد المحاولة فعليه أن يعد العدة لها، أو سيخرج مهزوماً، مكلوماً، خائر الوهن والعزم، خائب الرجاء، كما في المرة السابقة حيث نال أفاعي السوء والسحت صفعة قوية وهزيمة نكراء، ونال أبوذر من الاحترام والمكانة الرفيعة ما يليق بفكره وشجاعته وقوة رأيه!!!!!، عسى أن يكونوا قد وعوا الدرس واستوعبوه!!!!، أما أبوذر فالله حاميه من كيدهم ومكرهم ومؤامراتهم الدنيئة!!!!، والله خير حافظ