حطمت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة القائد عبد العزيز الحلو متحركاً قوامه أكثر من ثلاثة آلاف عنصر من القوات الحكومية والمليشيات أمس 25 يوليو ، في منطقة الكيلك . وحشدت القوات الحكومية والمليشيات أفضل قواتها ، باشراف مباشر من نافع علي نافع وقطبي المهدي ، اللذين تابعا واطمأنا على الترتيبات العسكرية في زيارتهما الاخيرة للمنطقة تحت ستار الحوار مع القوى السياسية . وعبأ المتحرك أهم القوات والمليشيات الموجودة في أبيي . وخطط له باعتباره الضربه القاصمة لمركز قيادة الجيش الشعبي . وأعطى الضوء الأخضر للعملية بالتزامن مع زيارة المبعوث الافريقي ثابو أمبيكي والمبعوث الأمريكي ليمان للخرطوم ، بحيث يتم القول انه تم القضاء على ( عبد العزيز الحلو ) كقائد وعلى قواته الرئيسية . ولكن الجيش الشعبي حطم المتحرك وأسر المئات واستولى على عدد كبير من الآليات العسكرية ، سنوافيكم لاحقاً بتفاصيلها . وتعتبر هذه الهزيمة الخامسة لمتحركات كبيرة تهدف لتصفية مركز قيادة الجيش الشعبي بجبال النوبة . وكانت الهزيمة الكبرى السابقة الجمعة 1 يوليو ، يوم اعلان المشير عمر البشير رفضه للاتفاق الاطاري لأديس أبابا ، حيث كان يراهن يومها على متحرك كبير يعتقد بأنه سيحل ( الموضوع) عسكرياً . وتؤكد هزيمة المتحرك الخامس للقوات الحكومية في جبال النوبة على عدم قناعة ضباط وجنود القوات المسلحة بأسباب الحرب وجدواها ، التي يطلقون عليها (حرب عمر حسن) ، ويرون بأنها أكبر الاخطاء الاستراتيجية والتاكتيكية للنظام منذ تورطه في دعم الغزو العراقي للكويت . هذا وسبق وصرح الاستاذ ياسر عرمان الامين العام للحركة الشعبية بالشمال قبل بداية الحرب ، بأنه لا بديل عن الاتفاق على ترتيبات أمنية جديدة في المنطقتين( جبال النوبة والنيل الأزرق) ، في اطار ترتيبات دستورية جديدة للبلاد ككل ، وان نزع سلاح الجيش الشعبي ليس نزهة مثل تفريق تظاهرة لتلاميذ مدارس . وعلمت (حريات) أن المبعوث الامريكي ليمان اتصل برئيس الحركة الشعبية الفريق مالك عقار وطلب الاجتماع بالحركة الشعبية بالشمال . كما سيقابل وفد من الحركة الشعبية بقيادة عقار وعرمان المبعوث الافريقي ثابو أمبيكي في زيارته الحالية لجوبا قادماً من الخرطوم . وعلى عكس تخطيطات وتدابير حكومة المؤتمر الوطني فانه لا المبعوث الامريكي ولا المبعوث الافريقي قادران على القول بانه تم القضاء على قيادة الجيش الشعبي وقواته الرئيسية في جبال النوبة ، وفي المقابل يحق لقيادات الحركة الشعبية الاعلان بملء الفم ان المؤتمر الوطني عاجز عن الحلول السياسية وفي ذات الوقت عاجز عن الحلول العسكرية .