أكد مصدر دبلوماسي ل (حريات) بأن المشير عمر البشير طلب ترتيب لقاء مع رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بالشمال الفريق مالك عقار بالدمازين . وكان الرئيس ثابو أمبيكي رئيس الوساطة الافريقية في لقائه مع قيادات الحركة الشعبية بجوبا 26 يوليو نقل رسالة من المشير عمر البشير يطلب فيها اللقاء برئيس الحركة الشعبية بالخرطوم . ورفضت قيادات الحركة الشعبية اللقاء بالخرطوم ، كما صرح الاستاذ ياسر عرمان أمين عام الحركة ل(حريات) 28 يوليو (… لا يعقل ان تطالب باعتقال قيادات الحركة الشعبية ، وتواصل قصف المدنيين ، وتغلق بعض مكاتب الحركة ، وتعتقل بعضاً من عضويتها ، وتقوم بالغاء الاتفاق الذي مهرته بيدك ، ثم تقول فلتأتوا اليّ في الخرطوم دون وساطة للاتفاق مجدداً ، فكيف أعاهدك وهذا اثر فأسك ؟! ) . ويؤكد طلب عمر البشير للقاء رئيس الحركة بالدمازين عمق الأزمة التي أدخل البشير نفسه بها بالمراهنة على الحل العسكري ، وهو الأمر الذي فشل فيه . وكانت قوات الجيش الشعبي بقيادة القائد عبد العزيز الحلو حطمت متحركاً قوامه أكثر من ثلاثة آلاف عنصر من القوات الحكومية والمليشيات 25 يوليو ، في منطقة الكيلك . وخطط للمتحرك باعتباره الضربه القاصمة لمركز قيادة الجيش الشعبي . وأعطى الضوء الأخضر للعملية بالتزامن مع زيارة المبعوث الافريقي ثابو أمبيكي والمبعوث الأمريكي ليمان للخرطوم ، بحيث يتم القول انه تم القضاء على (عبد العزيز الحلو) كقائد وعلى قواته الرئيسية . وحطم الجيش الشعبي المتحرك وأسر المئات واستولى على عدد كبير من الآليات العسكرية . وكانت تلك الهزيمة الخامسة لمتحركات كبيرة تهدف لتصفية مركز قيادة الجيش الشعبي بجبال النوبة ، بعد الهزيمة الكبرى السابقة في الجمعة 1 يوليو ، يوم اعلان المشير عمر البشير رفضه للاتفاق الاطاري لأديس أبابا ، حيث كان يراهن يومها على متحرك كبير يعتقد بأنه سيحل القضية عسكرياً . وبهزيمة الحلول العسكرية ورفض الحلول السياسية أدخل عمر البشير نفسه في أزمة عميقة يحاول الخروج منها باستجداء لقاء رئيس الحركة الشعبية ، حتى ولو في الدمازين .