منذ الخامس من يونيو عمت ولاية جنوب كردفان/جبال النوبة حالة من الحزن والغضب الشديدين ، بعد أن حاول جيش المؤتمر الوطني ومليشياته مهاجمة الجيش الشعبي في مواقعه لتجريده من أسلحته 0 غير أنه لم يستطع من تحقيق هدفه هذا حتى اليوم ، حيث ظل الجيش الشعبي قويا ، ومحتفظا بمواقعه القديمة مع إحتلال مواقع جديدة لها كانت تحت سيطرة جيش النظام المتهالك الهارب إلى الأمام عندما لم ينجح الجيش في دحر الجيش الشعبي كما كان يتوقع ، دخل سياسيو المؤتمر الوطني على الخط للتشويش على مواقف الحركة الشعبية قطاع ( جبال النوبة ) بالقول إنها هي التي بدأت بالهجوم على مواقع الجيش الشمالي بمدينة كادقلي في الخامس من يونيو 2011 ، ليتبعهم السيد مكي علي بلايل ويؤيد تلك الرواية التي تفتقد إلى المصداقية ، ليضيف قائلاً إن ما قامت به الحركة الشعبية في جنوب كردفان عمل انتحاري وجبان ، وسيقود الولاية إلى نتائج كارثية 00 ويتضح بجلاء من كلام مكي بلايل أنه يحمل الحركة الشعبية كامل المسئولية عن أحداث العنف في جنوب كردفان ، بدل مطالبة حكومة المؤتمر الوطني بوقف طائراتها التي تقصف المدنيين والأهالي النوبة ، والبحث عن سبل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال توجيه نداء للمجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي وبينما السيد مكي بلايل وقف بجانب حزب المؤتمر الوطني ، وقال إنه مستعد للإنخراط في صفوف جيش البشير لقتال الجيش الشعبي ، شوهدت الطائرات السودانية في الأسبوع الثاني من شهر يوليو 2011 وهي تحلق في سماء قرية المندل التي ولد فيها السيد بلايل ، وتطلق نيرانها العشوائية على الأبرياء العزل ، وارتكبت مجزرة راح ضحيتها عدد غير محدد من النساء المندليات وأطفالهن ، وعدد آخر من الشيوخ والأنعام القصف الوحشي الطائراتي على جبال النوبة منذ 5 يونيو 2011 أسفر حتى الآن عن نحو أكثر من 10ألف ضحية نوباوي ونوباوية ما بين قتيل ومصاب بجروح خطيرة . وقد تناقلت محطة الجزيرة الفضائية باللغة الإنجليزية مشاهد فيلمية وصور جثث مشوهة ومنازل وبيوت محروقة ومزارع وابقار واغنام قد قصفتها الطائرات الحكومية النظام في الخرطوم في رده على الذين انتقدوا هجوم طائراته على قرية المندل ، قال أن الهجمة جاءت لضرب معاقل الحركة الشعبية ” الجيش الشعبي ” في المندل ، التي تهدد حسب زعمه أمن واستقرار المواطنين 00 لكن الحقيقة هي أن منطقة المندل ليس فيها أصلاً مواقع للجيش الشعبي ، أو حتى أفرادا ينتمون إليه 0 إذن المسألة لا تعدو كونها كذبة من كذبات النظام المتكررة يوما تلو الآخر لتبرير قتل الأبرياء من ابناء النوبة في كل مكان من الولاية المنكوبة لم يكن مصدر حزننا العميق نحن أبناء النوبة في الخارج والداخل هو الهجمة على قرية المندل فحسب ، ولكن المصيبة الكبرى هي عدم صدور أي رد فعل حتى الآن من السيد مكي علي بلايل الذي يعتبر واحداً من أبناء المندل المعروفين سياسيا ، رغم مرور أكثر من أسبوعين على الهجمة ، ولا يوجد تلويح أو تصريح منه لإدانة فعل طائرات البشير لكل مناطق الجبال . وهل يريد السيد مكي بلايل أن يُقتل كل أهله وقبيلته وأهله وشعبه حتى يخرج من جحره ليقول شيئا ما بالخصوص ؟ أين يختبئ مكي بلايل في هذه الأيام الحرجة لكل نوباوي ونوباوية أصيل ؟ ولماذا لم يتحدث لوسائل الاعلام السودانية التي كانت تجري معه لقاءات صحفية من وقت لآخر قبل أحداث جنوب كردفان ؟ وهل كان تهديده للإنخراط في صفوف جيش البشير لقتال الحركة الشعبية ، ثم صمته وسكوته على الغارات الحكومية على القرى النوبية هذه الأيام له علاقة ؟ 00 انه يبدو لكثيرين من أبناء النوبة ، وكأن ما يحدث الآن في المندل وسلارا وتندية وفارشي تم بالإتفاق معه ضمنا . أننا بصدد جرائم كبرى تدخل ضمن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد الشعب النوبي ، وأن هذه الجرائم الحكومية ما كان لها أن تقع لولا المواقف الضبابية لبعض أبناء النوبة ، خاصة الذين آثروا الصمت والهروب من تحمل مسئولياتهم تجاه شعبهم ، وحاول بعضهم تبرئة هذه الجرائم التي لا تصلح معها تبرئة الذمة ، حيث جرائمها واضحة للدان وقاص ، حتى الصخور والحجر والأبقار تعرف من هو الجاني ومن هو المجني عليه التحرك المنتظر تجاه انقاذ الشعب النوبي ، ليس من المجتمع الدولي أو المنظمات الاقليمية والدولية والعالمية ، ولكن الحل بيد أبناء النوبة أنفسهم ، فالمجتمع الدولي والمنظمات الدولية لم ولن تقدم إلآ مساعدات إنسانية وبعض الإغاثة 00 إنما الأصل هو التحرك السريع لأبناء النوبة على كافة الاصعدة داخليا وخارجيا ، فلو وُجد هذا التواصل وهذا التحرك لساهم في تعزيز القضية النوبية اقليميا ودوليا . وعلى الرغم من أهمية إعلان بعض الشعوب والدول تضامنها الإنساني وغضبها مما جرى يجري في جبال النوبة /جنوب كردفان ، إلآ أن هذا التضمامن لن يغير معادلة الصراع المعول على جميع أبناء النوبة الذين يمتلكون الإرادة التي تخشاها حكومة الخرطوم الحرب العدوانية على جبال الوبة دفعت بالنظام السوداني لإعتماد ” البجاحة ” أسلوبا في التعاطي مع قضية الشعب النوبي ، فاعتمد الخطاب التشويشي على الحركة الشعبية أسلوبا لدغدغة عواطف الجماهير السودانية ، وهي لعبة استمرأها في الماضي ، فأصبحت الحركة الشعبية ( قطاع الشمال ) عنده هي رأس المشكلة ، وهي عنصر حسب قولهم يخدم التوجهات الغربية والإسرائيلية في السودان ، وهي مصدر قلق واضطراب ، لرفضها تجريد عناصرها من أسلحتها وإدماجها في ” حظيرة ” جيش ومليشيات حزب المؤتمر الوطني 00 فهل السيد مكي بلايل اصبح من مؤيدي الحل العسكري الذي يفرضه الجيش على الشعب النوبي ولا يرى بديلا له ؟ الحرب الراهنة على الشعب النوبي ، والجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات عمر البشير في الجبال تجري بدون أي مقاييس أو اعتبارات أخلاقية أو دينية أو إنسانية ضد من يطمحون إلى حياة كريمة وحرية واستقلال . فقد تجلت ملامحها منذ اليوم الأول من اندلاعها ، بانفلات القوة الغاشمة عن كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ، وجعل كل الأبواب مفتوحة أمام وقائع التشريد والهروب الجماعي والقهر الإنساني ، والموت العشوائي ، والإبادة الجماعية ، ومجازر يقشعر من هولها بدن من كان له قلب ، أو ضمير إنساني 00 وأمام هذه الأحداث المأساوية الكارثية ليس هناك موقف وسط خاصة لأبناء النوبة ان يتخذوه ، وأما أنت مع الشعب النوبي وقضيته العادلة ، أو مع قوة الشر والعدوان والظلم التي تشن حرب الابادة الجماعية والتطهير العرقي ضده 00 فيا مكي علي بلايل أخرج من الجحر الذي تختبئ فيه ، وقول لنا هل أنت معانا ولا مع العدو الذي يقتل شعبك ؟ والسلام عليكم