ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخروم دانيال كودي والرقص من على فوق جثث أبناء النوبة !!
نشر في حريات يوم 10 - 08 - 2011

إن سقوطك السياسي والأخلاقي والديني لعظيم جدا يا دانيال كودي – ومكانك الطبيعي هو مزبلة التاريخ ومقابر الجبناء والخونة !! – ولنا فقط أن نتأمل ما يقوم به أو يقوله هذا الكودي في الوقت الذي يقتل فيه شعبه بدم بارد من قبل حزب المؤتمر الوطني وعصاباته :
يوم الأحد الموافق 8 اغسطس 2011 ( أطلق اللواء دانيال كودى مبادرة لوقف الحرب بجنوب كردفان ودعا في مؤتمر صحفي عقده بقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية ومعالجة قضية أبناء النوبة بالجيش الشعبي عبر الحوار من خلال الترتيبات الأمنية والسياسية .وقال كودى ان مبادرته هي مبادرة شخصية وبدون أي إنتماء هدفها فقط تحقيق السلام والإستقرار لإنسان جنوب كردفان -
وأبان أن مبادرته جاءت نتيجة للمشاورات شملت غالبية أبناء ولاية جنوب كردفان وقياداتها الفكرية والسياسية والقبلية والحادبين علي مصلحة الوطن وسلامته وامن كودى علي كل المبادرات التي طرحت من أجل وضع حد للنزاع في جنوب كردفان مبيناً عدم ممانعته من توحيد هذه المبادرات لإنهاء الأزمة مشيراً إلي تأمين كافة القيادات علي إطلاق سراح القائد تلفون كوكو وكل المعتقلين من أبناء الولاية بهدف تحقيق الإستقرار والسلام بالولاية -
وأكد دانيال بأن الأسباب التي استند عليها عبد العزيز الحلو في اشعال الحرب بالولاية هي أسباب غير مبررة ولا يسندها منطق.قائلاً بأن الحلو لم يستفيد من الفرص التي أتيحت لمعالجة القضايا الخلافية بين الطرفين بالطرق السلمية وجنح لخيار الحرب مبيناً أن هذه الحرب هي إستغلال لأبناء جبال النوبة لخدمة أجندة جهات لا علاقة لها بالمنطقة والمجتمع مشيراً إلى أنها ليست فيها أي مصلحة لقضية جبال النوبة -
وأضاف بان الأجندة التي وردت في البيان الأول للحلو نادى فيها بإسقاط النظام وهذه ليست مطالب وأجندة ابناء جنوب كردفان مشيراً إلي أنه لم تتم أي مشاورات مؤسسية داخل الحركة الشعبية بخصوص اندلاع الحرب وان قرار الحرب أتخذ بصورة فردية وفورية وغير عقلانى ولم تراع فيه انعكاسات وتأثير الحرب علي المواطنين من مختلف النواحي -
كما طالب كودى الفريق مالك عقار وبصفته رئيس للحركة الشعبية قطاع الشمال لحين إجراء المؤتمر العام للحركة بأن يتخذ موقفاً واضحاً ووطنياً ويعلن رفضه للحرب ويعمل من أجل تحقيق الأمن الإستقرار بولاية جنوب كردفان وهذه تعتبر مسؤولية تاريخية وعليه أن يكون أكثر وضوحاً فيما يتعلق بموقف الحركة الشعبية قطاع الشمال مما يدور الآن بجنوب كردفان -))
ما قاله دانيال كودي في مؤتمره الصحفي يتلخص ببساطة في أن ما يجري في جبال النوبة من حرب جنونية ضد الشعب النوبي ، ما هو إلآ ” فتنة ” يحيكها القائد عبدالعزيز الحلو لضرب الأمن والاستقرار في جبال النوبة/جنوب كردفان . وبالطبع ، كال المديح ل” قيادة المؤتمر الوطني الحكيمة ” وسياساتها ، وأشاد بالتلاحم بينها وبين الشعوب السودانية ( سبحان الله !! هاك هذا التلاحم يا أيها المناضل المضروب المأزوم المخمور !! )
القس دانيال كودي يعبِّر بالطبع عن الموقف الرسمي الذي يتبناه حزب المؤتمر الوطني الحاكم سياسيا وإعلاميا تجاه ما يجري في جبال النوبة/جنوب كردفان من تطهير عرقي وابادة جماعية ، وهو الموقف الذي رفضه ويرفضه بشدة النوبة بكل قطاعاتهم وقبائلهم ، لأنه موقف عدائي يستهدف النوبة في وجودهم وهويتهم ولغتهم وثقافتهم وتاريخهم – الخ
المخروم – دانيال كودي يعتبر أن دفاع الجيش الشعبي عن نفسه ضد اعتداءات جيش المؤتمر الوطني ومليشياته ومرتزقته الصومالية والنيجرية والتشادية – الخ ، ما هو إلآ ” فتنة ” يقف من وراءها عبدالعزيز الحلو ، وبأجندة امريكية كما يقولون ، وبالتالي فهو يستحق القمع والقضاء عليه ، في الوقت الذي تطالب فيه المنظمات الحقوقية المحلية والاقليمية والدولية والعالمية بحظر الطيران من فوق أراضي ولاية جبال النوبة ، وارسال قوات حفظ السلام لتوفير الأمن للمواطنين النوبة – فهل لنا نحن أبناء النوبة أن نعتبر هذا الدانيال كودي نوباوياً في الوقت الذي يرى فيه شعبه يموت بطائرات حزب البشير ؟
في خلال شهرين فقط من حرب الابادة الجماعية والتطهير العرقي في جبال النوبة ، قتل جيش عمر البشير ومليشياته ومرتزقته آلالاف من الأبرياء العزل في مدينة كادقلي وحدها . وقبل ذلك ، سقط ما يزيد على مئات القتلى في مدينة الدلينج وسلارا وام دورين وهبيلا وكاودا من المواطنين ، هذا العنف والقمع للمواطنين النوبة ، وكل هذا العدد من الذين سقطوا قتلى وجرحى ، لا تجد له أي ذكر على الإطلاق في كل تصريحات دانيال كودي ، بل وجدناه يلقي اللوم كله على الجيش الشعبي في جبال النوبة – وهل هذا الرجل حقا سليم العقل وجاد في تهمته القذرة هذه تجاه الحلو والجيش الشعبي ؟
هذا السقوط السياسي والأخلاقي والديني والأدبي ، الذي جسده موقف القس دانيال كودي مما يجري في جبال النوبة ، هو بالنسبة إليه أمر طبيعي وبديهي تماماً ، إذ يعبر عن جوهر ما في داخله من خزي وعار وجبن ، والذل والهوان ، والرجل كما قلنا لم يطلق طلقة واحدة في حياته ضد العدو – فماذا يتوقع منه غير لعب دور الرجل الجبان !!
لكن من هو دانيال كودي ؟
1/ هو من أبناء جبال النوبة الذين انضموا إلى صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان في الثمنينيات من القرن ، لكنه لم يطلق طلقة واحدة في حياته كعضو في الجيش الشعبي تجاه العدو ، إنما يطلقون عليه لقب ” اللواء ” مجاملةً من القيادة العليا للحركة الشعبية للأنشطة الكنسية والصلواتية التي كان يقوم بها في المعسكرات الخاصة بالحركة الشعبية والجيش الشعبي في جنوب السودان ومنطقة جبال النوبة 00 كما أنه لم يكن يوماً ما من القيادات الأساسية والمؤثرة في الحركة الشعبية اطلاقاً ، نسبةً لإدمانه شرب الخمر 7 أيام 24 ساعة 365 يوما ، الأمر الذي جعل القيادة العليا للحركة الشعبية ترسله إلى يوغندا وكينيا ثم جمهورية مصر في أواخر التسعينيات من القرن الماضي للعمل هناك
إذن القس دانيال كودي كما يسمونه أحياناً ، مجرد شخص واهم ، انضم الى صفوف الحركة الشعبية ، وعاش على أمجاد وانتصارات القادة النوبة/ عبدالعزيز الحلو / جميس جلاب / يوسف كوة / جمعة نايل/ – الخ ، حتى التوقيع على اتفاقية نيفاشا في عام 2005 بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية — وليس له أي رصيد نضالي وكفاحي عملي حقيقي ليتباهى به أمام أي شخص أو أمام حزبه الجديد ( المؤتمر الوطني ) الذي يقتل النوبة بالطائرات والدبابات والآليات العسكرية الثقيلة منذ الخامس من يونيو 2011 -
2/ عندما أصبح دانيال كودي نائبا لوالي ولاية جبال النوبة/جنوب كردفان ، لم يمضي على توليه لهذا المنصب سوى بضعة أشهر حتى اقتلعه أبناء النوبة منه ، لإدمانه شرب الخمر ، وعدم اهتمامه بشئون الولاية والجيش الشعبي – الأمر الذي تطلب تدخلا من قبل ” مجلس جيش التحرير ” لإستدعاءه واقالته من منصبه وتعيين القائد/ عبدالعزيز آدم الحلو خلفاً له بإجماع أبناء النوبة بجميع قبائلهم وإثنياتهم ، ليحتج كودي على هذه الاقالة ، لكن دون جدوى – لعدم تمتعه بأي شعبية ، وعدم وجود أي تأييد له وسط النوبة
3/ في الإنتخابات التكميلية الأخيرة التي جرت شهر مايو المنصرم في ولاية جبال النوبة/جنوب كردفان ، وبينما عبدالعزيز الحلو كان يجول الولاية مدينة مدينة – قرية قرية للتعبئة الانتخابية لصالح الحركة الشعبية وبرنامج السودان الجديد ، كان دانيال كودي في رحلة ترفهية الى اوروبا توعد خلالها المؤتمر الوطني بالهزيمة في الانتخابات الولائية ، وحذر من تزويرها ، مضيفاً ان المشورة الشعبية لجبال النوبة والنيل الأزرق خط أحمر لا يمكن تجاوزه ، وقال انه سيحارب ” بالكلانشنكوف ” إذا تلاعب المؤتمر الوطني بمصير الشعب النوبي – لكنه للأسف الشديد لم يصمد ولو ليوم واحد عند سماعه صوت أول طلقة سلاح في جنوب كردفان ، بل هرب الى جنوب السودان لكي يكون بعيدا عن مناطق سماع الطلقات النارية
4/ عندما نفذ جيش البشير هجمته الغادرة على الجيش الشعبي في كادقلي قفز كودي هاربا إلى جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان كما ذكرنا ، وقِيل انه كان يرتدي زي الجيش الشعبي خلال وجوده في جوبا ، غير انه لم يجد الاهتمام الذي كان يريده من أبناء النوبة ، الأمر الذي أغضبه ليحزم حقائبه ويعود إلى الخرطوم بزيه ” الجيش الشعبي ” ، وعندما لم تسأله السلطات الأمنية عن سبب ارتداءه لهذا الزي ، قلع زيه هذا لينضم إلى الجوقة النوبية التي حملت القائد عبدالعزيز الحلو مسئولية ما حدث في جبال النوبة ، بل أضاف كودي : قائلا أن قيادة الجيش الشعبي لم تعرف ما كان يخطط له عبدالعزيز الحلو ، وهذا الكلام لدليل واضح وصريح على أن الرجل ليس من الذين يصنعون القرار داخل الحركة الشعبية والجيش الشعبي !
أيها القارئ الكريم – أننا أمام معضلة سياسية وأخلاقية من نوع آخر . فما قاله دانيال كودي وتناوله في مؤتمره الصحفي القبيح يتجاوز في حيثياته السياسية مخيلات اردأ نوباوي في التاريخ السوداني . كما أن ما ينادي به ، ليس هو في الحقيقة الأمر سوى سقوط مدوِ في هاوية لا قاع لها من الارتباط المذل والمرتهن تتقزز له كل نفس شريفة تريد للشعب النوبي الاستقلال والسيادة والحرية والحياة الكريمة
معضلتنا تكمن أيها الرفاق الكرام بأننا سنضطر تلبية لضمائرنا ولأخلاقنا النوبي الأصيل ، ولانتماءنا السياسي الذي يشكل فيه ، وعن حق ، تراث وفكر ونهج العقيد /الدكتور/ جون قرنق جزءا عضويا . ان نواجه المدعو دانيال كودي مواجهة مباشرة لا لبس فيها ولا مواربة ، لتجنيب الشعب النوبي المزيد من الآسى والمصاعب والكوارث من أمثاله
يندرج المؤتمر الصحفي الذي عقده دانيال كودي في قاعة الشارقة بالخرطوم وبكل ما طرحه من أكاذيب وتلفيقات مخابراتية سبق وان قام بها البعض في سياق الحملة المدروسة للقوى التي يحتضنها حزب المؤتمر الوطني الحاكم – للتشكيك بجدوى الثورة التي يقودها عبدالعزيز الحلو ، والهجوم المدروس على شخص القائد آدم الحلو ، والمساعي الحثيثة الجارية لإقناع النوبة بأن ما يحدث في جبال النوبة ليس هو خيار نوبي ، إنما هو خيار عبدالعزيز الحلو – وتجلت ذلك في التجنيد الذي يقوم به المؤتمر الوطني لبعض أبناء النوبة من ذوي النفوس الضعيفة – وهنا نؤكد بدون أي التباس سياسي أو أخلاقي انضمام دانيال كودي لطابور هذه الأبواق النوبية الشنيعة المرتبط عضويا بقوى تحاف الجلابة لتحقيق التالي :
أولاً : استهداف القائد عبدالعزيز الحلو من خلال اتهامه بأنه يخوض حربا في جبال النوبة دون استشارة قيادة الحركة الشعبية وبأجندة غربية أمريكية اسرائيلية
ثانياً : استهداف دولة جنوب السودان الوليدة وخاصة دورها في جبال النوبة/جنوب كردفان المناهض للدور الجلابي
ثالثاً : تكثيف الهجوم على قوى الثورة النوبية ، والتأكيد على وهم ارتباطها بالمشروع الغربي والإسرائيلي
هذه النقاط هي ما قام دانيال كودي باستهدافها في مؤتمره الصحفي المشؤوم ، مغلفا ادعاءاته بمجموعة من الحقائق والاحداث البائسة والملفقة والمدونة بايادي المخابرات السودانية . هذه التدوينات تشكل في مجموعها افتراءات وأكاذيب واضغاث أحلام مثيرة للغثيان ، اثارت قناعة جميع مؤمني فكر السودان بأن دانيال كودي قد قطع نهائيا كل ارتباط له بأي خط حركي نضالي قد يقربه ولو قيد انملة من فكر الدكتور جون قرنق دي مايبور
هذا السقوط المدوي المرتهن لدانيال كودي لم يأت من الفراغ ، أي لم يبدأ مع هذا المؤتمر الصحفي ، فقد بدأ هذا المخلوق العجيب منذ سنتين ، وهو الحامل لقب “لواء مدني ” باتهام القائد عبدالعزيز الحلو بأنه ليس نوباويا أباً وأماً ، وذلك عبر تحليل مسطح وعشوائي ضمن تلفيقات ركز بها هجومه على شخص الحلو – وبعدها انتقل الى التحرك وبشراسة مع عدد من المستلبة النوبة لمحاصرة الحلو ، وقد لوحظ بأنه كلما تمسح بشخصية المناضل الحركي ، كلما مسخ فكر السودان الجديد وبدأ كالحمار في سوق هيبان !
بدأت كرة الثلج تكبر في انحدارها السحيق ، فأطل علينا دانيال كودي في مؤتمره الصحفي في فندق الشارقة (من اين له التمويل )؟ وهو الذي كان يعتمد في معاشه على نثريات من الحركة الشعبية ، ليقذفنا بآرائه السياسية الساقطة والمرهونة بأجندة المؤتمر الوطني – ويقول كلاما هو عين ما يردده حزب المؤتمر الوطني ومخابراته ومافيته الأمنية
لم يكن لدانيال كودي ، لا من حيث التنظيم أو من حيث المسؤولية السياسية الحركية أي علاقة بمسيرة الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وكل ما يدعيه من معلومات عن الحركة الشعبية والجيش الشعبي ، ليست سوى مجموعة أحاديث وأخباريات سمعها أو التقطها من هنا وهناك لقربه من قياديين في الحركة الشعبية في فترة زمنية معينة – ولم يكن له يوما ما أية مسؤولية ذات شأن داخل الحركة الشعبية ، وإنما كانت له بعض الارتباطات الجانبية دون أي قيمة تذكر، وهذه الارتباطات يعود الفضل فيها بالدرجة الاولى كما قلت في بداية مقالي لعلاقاته بالأنشطة الكنسية والخيرية — واستمر القس كودي بإنحداره وانحرافه وتوثيق ارتهانه للتحالف الجلابي بقبوله القيام وعن وعي تام بدور البوق لعرقلة مسيرة الثورة النوبية ، واستهداف شخص عبدالعزيز الحلو بالتشويش عليه وسط أبناء النوبة
نعم لم يكن للمواطن دانيال كودي أي رصيد نضالي وسياسي حتى يستعرضه أمام أسياده الجلابة ، لكن الجلابة اليوم مزنوقين جدا جدا في جبال النوبة/جنوب كردفان ، فهم يبحثون عن أي نوباوي مهما كان بلادته وغباءه لإعطاءه مساحة اعلامية ما في الإذاعة أو التلفزيون لإستعراض عضلاته ضد القائد/ عبدالعزيز الحلو والجيش الشعبي عسى أن يحدث اختراق ما لصالحه ضد ثورة الكرامة التي بدأت بتاريخ 5 يونيو 2011
دانيال كودي على أي حال سيكون عبئا ثقيلا على حزب المؤتمر الوطني من كل النواحي ، لعدم تمتعه بأي قاعدة شعبية ، سواء على المستوى النوبي أو على مستوى القبيلة التي ينتمي إليها حتى يستفيد منه – فنقول للمؤتمر الوطني جربوا حظكم معه عسى وعلّ أن يفيدكم ولو ببعض الأقاويل والقوالات والأخبار التي يسمعها من أصدقاءه الحركيين القدامى – لكن تأكدوا ان كودي هذا الذي باع أهله وشعبه بغزازة بيرة يمكن ان يبيعكم بكأس مريسة
ختاماً نؤكد للجميع من براءة أبناء النوبة سياسيا ودينيا وأخلاقيا وأدبيا من المدعو دانيال كودي وادانتهم التامة والشاملة لكل ما طرحه في مؤتمره الصحفي المذكور ، وهذه ليست ادانة وتبرؤ لاختلاف في الرأي ، إنما بسبب سقوطه المدوي ، المرتهن لقوى تحالف الجلابة المعادية للشعب النوبي ، وبسبب دوره المخزي الذي يعبر عن نفسه في طرح سياسي مأزوم يريد الدفع بجبال النوبة وقضيته إلى أحضان الجلابة ومشروعهم الإسلاموعروبي
وكمؤيد للحركة الشعبية من الألف للياء ، ومن مسؤوليتي الأخلاقية تجاه ضميري وشعبي ، أعلن وبكل وضوح ان لا علاقة لدانيال كودي بالنهج السياسي والفكري للسودان الجديد . بناءاً على ما ساقه في مؤتمره الصحفي من افتراءات وأكاذيب ضد ثوار جبال النوبة – والمكان الطبيعي لأمثاله في نهاية المطاف هو مزبلة التأريخ
والسلام عليكم -


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.