ولأن الضرب علي الميت حرَام ، سيُصار إلي غض الطرفِ عن هَجا الدكتور سيسي ، ورثاء حركة التحرير والعدالة ( المتوالي ) ، في هذا المقال ، وليكن تركيزنا علي مرحلة ما بعد إنقشاع نقع من حازو عُمر البشير المُجرم ، حزو النعلَ بالنعلِ ، وأكتفوا بالقليل من المناصب الصورية في حضرة المؤسسة الخربة ، وفي الأثر حقاً أن ، علي قدرِ أهل العزمِ تأتي العزائمُ . حركة العدل والمساواة السودانية ، اليوم في أحسن حالاتها الوجودية ، تغيرت الدنيا من حولها ولم تتغير هي إلا نحو الأفضل ، للوفاء بإلتزاماتها تجاه مواطني الهامش وعلي مصلحة العدد الأكبر من الناس ، خاصة أولئك في معسكرات خيام اللجوء في دقوبا ، حردمي ، كارياري ، تريجن ، بريجن وحجر حديد ، بل كل أولئك البؤساء الذين لم يزرهم دكتور السيسي يوماً ، أو أن يقف بين أهله بالمعني الوطني ليتعرف علي مصلحتهم الحقيقية التي تبدأ بجلب المجرم إلي ساحة العدالة ، لأن كرامة أهل دارفور لن تعود إلا بمحاسبة القتلة ، فإن أهل الدم المراق هم من لا يسمحوا لأصحاب الياقات البيضاء من أمثال السيسي الإقتراب باعٍ من حقوق الشهداء ، فالموضوع أكثر جدية من الإسترخاء في فنادق الدنيا وكتابة البيانات بأسم حركات وهمية ليس لها وجود في فيافي ووهاد دارفور ، أو الهرولة إلي عاصمة الدولة الفاشلة في خيانة لأهل الهامش كما فعل شوقار ويفعل سيسي الآن. أما أجهزة الحركة التنظيمية من مجلس تشريعي ، ومكتب تنفيذي ، وهيئة أركان قوات حركة العدل والمساواة السودانية ، فإنها قد إجتازت إمتحان كفاءتها ، وقد عملت بنجاح في ظروف غياب رئيس الحركة الرفيق الدكتور خليل إبراهيم في ليبيا ، غياب لظروف معروفة ، للضغط عليه يومها ليبارك ( الوثيقة ) ، التي بَصَم عليها دكتورسيسي الآن ، إلا أن الدكتور خليل إبراهيم رفض أن يبيع قضية الهامش حتي ولو بضغطٍ من تشاد أو غير تشاد ، فالرجل عند كلمته وقد وعد المهمشين بانه سوف لن يبيع قضيتهم في ( سُوق العصُر ) ، وطالب جيشه بالصبر والحرص علي الإمساك بالبندقية المناضلة ، لأنه السبيل الوحيد لنيل الحقوق. في مثل هذا اليوم من العام الماضي ، يتذكر الناس في نيالا والضعين وكل دارفور وكردفان ، بأن حركة العدل والمساواة ، قد أربكت حسابات حكومة حزب المؤتمر الوطني ، ونظام إدريس ديبي في إنجامينا ، علي حدٍ سواءَ ، وذلك بتواجد متحركات العدل والمساواة في وحّول جبال ( عدولة ) ، بجنوب دارفور وعلي بعد أمتار قليلة من مدينة الطويشة ، وخاضت جيش الحركة ( عشرة ) ، معارك ضروسة ، بدأت بمعركة السكة حديد بالقرب من ياسين وإنتهت بدحر جنجويد اللوابد ، كل ذلك من أجل أن تحترم رأيها علي طاولة الدوحة ، وليس الضغط علي رئيسها للإستسلام ، وحينما أعتقد البعض خطاً ، بأن يمكن لحركة مصنوعة في فنادق خمسة نجوم ( التحرير والعدالة ) ، أن تكون بديلةً ، لحركة العدل والمساواة السودانية ، المجربة بالحديد والمُعمدة بالنار. ولكن ما الجدوي ، لمن يتطاول بأطراف أصابعه من القِصرَ؟ ، ليتساوي بمن هو أطول قامة في الكفاح وتحمل المسؤلية ، وليس الهروب إلي الأقاصي الباردة والركون إلي أريكة المجتمع المدني ( صاحب المصلحة ) ، المفتري عليه. وفي مثل هذا العام ، عندما وقع السيد مني أركو مناوي علي إتفاق في ورقة وصفها الدكتور خليل يومها ، بأنها خالية الوفاض من حقوق أهل الهامش ، وعندما رفض المقبور مجذوب خليفة بان يضيف ولو شاولة علي الإتفاق الهزيل تلك ، فماذا جري علي الأرض؟ ، لقد خاضت حركة العدل والمساواة ، ضمن جبهة الخلاص الوطني ، سبعة معارك حسوماً ، بدأت بمعركة دونكي بعشوم ، وإنتهت بمعركة الكلكل الاولي في 27/7/2006م ، وبعدها أصبحت قوات السيد مني أثراً بعد عين ، كل هذا أصبح اليوم تأريخاً ، لا نجتر أحداثه للتشفي ، لكننا لنعتبر ونأخذ الدروس ، واليوم سيكفينا “سيسي” شر القتال لأنه لا يملك جيشاً. إذن ما العمل الآن ؟ ، يجب إستكمال مشروع التنسيق المتقدم ( تحالف قوي المقاومة ) ، بين قوات الثوار علي الأرض ، وقد تم الشروع الناجح في كل المعارك السبعة الأخيرة إبتداءً بمعركة وادي بوبا ، في مطلع نوفمبر الماضي ، ثم معركة كتال ، شنقل طوباي ، الراهب ، المزبد الثانية ، ساقور تلوك ، وأخيراً معركة دونكي حوش في يوم الثالث والعشرين من شهر مايو الماضي ، وإنتصرت فيها جيش قوي الهامش في جميع هذه المعارك ، وغنمت الآليات العسكرية والأسلحة جديدة من ميزانية وزارة الدفاع. إن التنسيق بين الثوار والدخول المشترك في معارك ، هي أرقي أنواع الوحدة المطلوبة ، وقد لاحظتم الإنهيار الكبير لقوات حزب المؤتمر الوطني وعدم قدرتها علي المواجهة في الفترة الأخيرة ، والمطلوب فقط من الناس في الهامش الكبير دعم قواتها المتمثل في تحالف قوي المقاومة وإعانتها للقيام بالواجب لتحرير ما تبقي من السودان من أيدي حزب المؤتمر الفاسد والمتفسخ ، دعماُ مادياً ومعنوياً وإستخباراتياً ، وفاليمتد التحالف لتشمل كل قوي الهامش في كردفان والنيل الأزرق والجزيرة والشمال الكوشي . أما رجاؤنا لأخوة النضال في الدياسبورا من أبناء الهامش ، هو التواصل في توفير بيئات وفعاليات لدعم الثورة والإستمرار في التظاهرات للتضامن مع دارفور ، وجنوب كردفان ، في كل أوروبا وأميركا وأستراليا ، لتضيقوا علي نظام حزب المؤتمر الوطني وتسدون عليه أبواب أية مهرب دبلوماسي أو عسكري يمكن أن يموت من جرائها المزيد من أهلكم في الهامش ، وعلي روابط دارفور وكردفان في المهجر إرسال وفودها عبر الحدود إلي الأراضي المحررة للتعايش في الميدان والتعرف علي أحوال المقاتلين من رفاقكم ، إن وجودكم دعم معنوي لاخوة النضال ووجودكم بين ظهرانيهم يسُرهم بالتأكيد ، وقد سبق وأن زارنا وفد كندا في شخص الرفيق عبد الرزاق ، وشهد معارك أجبي ، كرنوي ، وأمبرو وقضي في شمال دارفور لحظات تعرف فيها علي المعاناة الحقيقية للأهل ، كما تعرف علي جزء من الأرض المحررة التي لطالما غني لها لكنه أبداً لم يرها يوما . إذن الوقت للعمل الآن ، ويجب عدم ضياع الوقت فيما فعل الدكتور سيسي ، أبوقردة ، أو نيام ، يحق عليهم قول الشاعر أبا حكيمة ، يكفنُ الناسُ موتاهم إذا هلكو وبين .. ميت ما له كفنُ . فقضية الهامش أكبر من هؤلاء ، وطريق النضال طويل لكن حتماً النصر آتٍ ، لأنها صبرِ ساعة ، وكل شأبيب الرحمة لشهداء الهامش الأكرم منا ، وعاجل الشفاء للجرحي والحرية لأسرانا الأبطال . [email protected]