بالصورة والفيديو.. بعد أن علنت خطبتها.. شاهد تصريحات وئام شوقي السابقة عن الزواج: (أنا رافضة المؤسسة كلها وما بعرس راجل) وساخرون: (البنات الكانوا بباروها وبسمعوا كلامها طمنونا عليكم)    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    شاهد بالفيديو.. السيدة المصرية التي عانقت جارتها السودانية لحظة وداعها تنهار بالبكاء بعد فراقها وتصرح: (السودانيين ناس بتوع دين وعوضتني فقد أمي وسوف أسافر الخرطوم وألحق بها قريباً)    شاهد بالفيديو.. التيكتوكر السودانية خديجة أمريكا تظهر بإطلالة ملفتة وتزعم أنها "هندية" الجنسية    البرهان : لن نضع السلاح إلا باستئصال التمرد والعدوان الغاشم    وفد عسكري أوغندي قرب جوبا    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    مجاعة تهدد آلاف السودانيين في الفاشر    تجدّد إصابة إندريك "أحبط" إعارته لريال سوسيداد    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    لدى مخاطبته حفل تكريم رجل الاعمال شكينيبة بادي يشيد بجامعة النيل الازرق في دعم الاستقرار    شغل مؤسس    عثمان ميرغني يكتب: لا وقت للدموع..    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    تيك توك يحذف 16.5 مليون فيديو في 5 دول عربية خلال 3 أشهر    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    الشان لا ترحم الأخطاء    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عرمان : شُلة تعد على أصابع اليد تعمل لتحويل القوات المسلحة الى تابع وخادم لها
نشر في حريات يوم 10 - 08 - 2011

قال الأستاذ ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية بالشمال في حوار مع صحيفة (حريات) ان القوات المسلحة نفسها ضحية للمؤتمر الوطني . تم فصل الآلاف من الضباط بمن فيهم الاسلاميين الذين حاربوا الحركة الشعبية واطاعوا الأوامر ، مثلما حدث مؤخراً للواء الطيب المصباح واللواء عابدين واللواء حضرة عبر تحكم امزجة فاسدة ومصالح لا تراعي مصالح الوطن أوحتى الحزب أو قوانين المؤسسة العسكرية . والمؤتمر الوطني الآن هو اكبر حزب مسلح في السودان ، ويحتكر السلطة والثروة واجهزة الاعلام ومؤسسات الدولة ، ويعمل على تهميش وافقار ملايين الناس ، وتعمل (شلة) تعد على اصابع اليد على تهميش الاسلاميين انفسهم ، فدمرت كل مؤسسات الحركة الاسلامية على علاتها ، وحولت مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة الى تابع وخادم لهذه الشلة . وهذا هو مكمن الخطر الذي ان استمر سيؤدي الى ان يطلب الآخرون السلاح وينشئوا الجيوش ، فإذا اردنا جيشاً واحداً يجب ان نبدأ بنزع سلاح المؤتمر الوطني اولاً وابعاده عن القوات المسلحة ، وتكوين قوات مسلحة على عقيدة جديدة قائمة على استخدام السلاح ضد اعداء السودان لا ضد المواطنين السودانيين الذين ينشدون السلام والطعام والحريات .
وأضاف نحن نتابع الحوار داخل القوات المسلحة ، وفي اهم اسلحتها المدرعات والمشاة والمهندسين ، وحتى في أوساط الاسلاميين الذين اعتقدوا ان (جهاد) ابراهيم شمس الدين كان لتطهير النفوس لا لكنز الاموال ، وهذا الحوار يجب ان ينتهي الى ان يكون لشمال السودان جيش قومي يعكس تركيبته ويصون حقوق انسانه ويستخدم الموارد والسلاح ضد صدور المعتدين على السودان لا ضد شعب السودان. يجب ان نعيد التركيبة والعقيدة التي انتجت عبد الفضيل الماظ من حامية تلودي وسيد فرح وسليمان محمد وحسن فضل المولى ضباط القوات المسلحة الذين اعدموا في بري عام 1924م ، ويجب الرجوع الى علي عبد اللطيف ضابط القوات المسلحة.
لقد تم الزج بالقوات المسلحة في جنوب كردفان لمصالح حزبية ضيقة وتم الاساءة لنظم خدمتها بالاعدامات الجزافية لأبناء النوبة.
وقال عرمان انه يجب فصل القوات النظامية ( القوات المسلحة والشرطة) عن حزب المؤتمر الوطني حتى يستقيم الحديث عن نزع سلاح القوى السياسية واقامة حياة ديمقراطية . المؤتمر الوطني ليس من حقه ان يشير الى سلاح الآخرين ، والذي لم يأتي عبر الانقلاب ، وينسى انه اكبر محتكر للسلاح في السودان . دون ان يطرح هذا الأمر بإستقامة فسيكون الحل معوجا .
وأضاف ان المؤتمر الوطني يعاني الآن من غياب الخط السياسي والأهداف الواضحة وانعدمت حتى سياسة رزق اليوم باليوم وطالت الاتهامات عناصر في قلب قيادة المؤتمر الوطني وخدمته باخلاص لسنوات طويلة وانعدمت الاخلاق حتى في التعامل مع اخوان الأمس الذين تنهشهم صحف الصباح مثل الضباع الجائعة كما حدث لصلاح قوش وهذا مؤشر لأزمة عميقة يمكن ملامستها حتى عبر الصحف السيارة دعك من أن الخرطوم مدينة لا تعرف الأسرار . وأصبح المؤتمر الوطني مثل الملك العاري يلوم الجمهور الذي يراه كما ينبغي .
وتساءل عرمان ماذا سيقول الدكتور محمود شريف اذا عاد لأزمنة الطيب مصطفي وشركات الدعاية والاعلانات والاتصالات التي تمت في زمن مهندس الغفلة ؟!
وقال ( من المهم للاسلاميين العقلانيين بدلاً من ان تكون اقصى طموحاتهم الصراع على الكراسي ونسيان انها كانت لله لا للسلطة ولا للجاه ، والصراع على منصب النائب الأول حتى ان قاصر مثل الطيب مصطفى يريد ان يستخدم علي عثمان ضد نافع وغازي صلاح الدين ضد علي عثمان ونافع ظناً منه ان السلطة والحركة الاسلامية في خدمة آل البيت وشركاتهم ، من المهم للاسلاميين العقلانيين ان يعودوا من حرب السيوف الى دولة الوطن ومن خدمة مصالح الأفراد الى خدمة مصالح الحزب ان وجد.ان الجمهورية الثانية بدأت بالحرب مثل الاولى ، والأسوأ أنها بدأت بالقطع بالسيف ولحس الكوع ولخدمة من؟ هذه هي ثالثة الأثافي).
( نص الحوار أدناه) :
لوح كمال رزق أحد رموز السلفية الحربية والقيادي بالمؤتمر الوطني في خطبة الجمعة الماضية باغتيالك ، فكيف تنظر لذلك ؟
الإغتيال المعنوي اخطر من المادي ، لأن حياة الانسان بطبعها محدودة في هذا العالم. وقد حظيت من ضمن آخرين بمحاولات مكثفة من الاغتيال المعنوي واثارة الكراهية ضدي. وخصصت للتشويه والأكاذيب منابر وصحف. وحبرت صحف بكاملها ومقالات تبدأ وتنتهي بإسمي. وشمل ذلك اسرتي. وتم تكفيري من علماء السلطة على رؤوس الأشهاد. يريدون ان يصادروا حقنا في الدنيا والآخرة معاً. والنتيجة اني حظيت بمزيد من محبة الخيرين والوطنيين والفقراء. ولكني زاهد في محبة تأتي من (زفرات حرى) و(حاطب ليل).
كذلك تمت محاولات اغتيال مادي ، اخرج أحدهم المسدس في داخل المجلس الوطني ، ولم يسأله أحد ، ولعلهم هنأوه على ذلك ، دون احترام لأي مؤسسة أو قانون. وتمت محاولة لتفجير مكتبي بالخرطوم وسجلت ضد مجهول موجود.
وهذا ليس بغريب من الذين عملوا على اغتيال السودان نفسه. ماقيمة شخص بالنسبة لما حدث في السودان ؟ الآلاف من دارفور، وفي جنوب كردفان وجبال النوبة، وفي جنوب السودان. اعتبر نفسي من المحظوظين والحمد لله ، قلت كل ما اريد ان اقوله في عصر الاعلام الالكتروني ووقفت بجانب الشعب. وحياة الانسان فسحة صغيرة وعابرة (ترانزيت) ستنتهي بشكل أو بآخر. والحياة دون قضية لعنة، ودون الوقوف في صف الفقراء والمهمشين لا قيمة لها. يجب ان نعمل لترك الحياة افضل مما وجدناها، بأي شكل نختاره. لقد عشت والتقيت وعملت مع الآف الشهداء، وعلى رأسهم د. جون قرنق مبيور، ولا نأسف على شيء، ولا نخاف من شيء. ولقد تعلمنا قليلاً من الحياة ومن الشهداء والأحياء . الأهم في كل ذلك مستقبل السودان، الى اين يتجه ، والمستقبل الانساني الواسع، بأن يكون افضل من اليوم.
هناك أنباء عن اتفاقات بينكم وبين حركات المقاومة في دارفور ؟
صلتنا بالحركات السودانية التي انطلقت من دارفور لم تنقطع ولن تنقطع وهي حركات تمثل قضايا حقيقية وقضايا عادلة .
والحركة الشعبية لتحرير السودان هي رائد حركات الهامش والدكتور جون قرنق دي مابيور لا يزال رائد التأهيل النظري والسياسي والعملي في طرح قضايا الهامش وضرورة تغيير المركز كحل يفضي للحفاظ على وحدة السودان والابتعاد عن تمزيقه .
لدينا حوار مستمر مع حركات المقاومة في دارفور وازداد كثافة بعد قيام دولتين في السودان وهدفنا الرئيسي من الحوار هو تغيير سياسات مركز السلطة في الخرطوم والوصول لدولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية . والتقينا في الفترات الماضية بالأستاذ عبد الواحد محمد نور والقائد مني أركو مناوي وقادة حركة العدل والمساواة ، كما تحدثت بالأمس مع الدكتور خليل ابراهيم الذي نتضامن معه في وضعه الحالي . والحوار لن يتوقف عند تلك الحركات وسيمتد مع كل القوى الوطنية الراغبة في التغيير والديمقراطية . ومتى ما وصلنا الى اتفاق أو رؤية مشتركة أو آلية فستعلن في وقتها المناسب . والخط الرئيسي والاستراتيجي للحركة الشعبية في الشمال هو بناء شمال ديمقراطي جديد وموحد يعترف بحق الآخرين في ان يكونو آخرين وهذا يحتاج لاصطفاف جميع قوى التغيير . وان عواصف التغيير ومحيطاتها الهادرة لن تستثني السودان ، بل شعب السودان هو الأجدر ، ويؤهله تاريخه ونضالاته لاقامة وطن جديد وجمهورية لا تدار بالسيف .
تتردد أقاويل عن خلافات بين مالك عقار من جهة وعرمان والحلو من جهة أخرى ؟
لا يوجد خلاف بل توجد رؤية مشتركة للتصدي لواقع معقد ، ثلاثتنا والآخرين من قادة الحركة الشعبية عملنا على مدى ربع قرن وواجهتنا أوضاع أكثر تعقيداً واليوم نحن مؤهلين أكثر من أي وقت مضى لمواجهة الأوضاع الحالية .
وما يبدو من توجهات متباينة سببه الرئيسي الاعتداء على الجيش الشعبي في جنوب كردفان ، الأمر الذي حذرنا منه وعملنا على تفاديه لأن السلام هو مشروعنا وليس الحرب ، ولكن المؤتمر الوطني والمجموعة التي تحتضن اطروحات منبر السلام العادل ظنت ان الاعتداء على الجيش الشعبي نزهة . كنا نريد الابتعاد عن الشرور ولكن هذه المجموعة تصر على ولادة المحن والذي يلد المحن عليه ان يربي عيالها . فهي التي أشعلت الحرب في جنوب كردفان وتصدى لها الجيش الشعبي بقيادة واحد من أهم قادته المجربين القائد عبد العزيز آدم الحلو ، وبداية من الفريق مالك عقار رئيس الحركة الشعبية الى آخر عضو ملتزم ذو انتماء حقيقي للحركة الشعبية نحن في خندق واحد مع عبد العزيز آدم الحلو لا وجل ولا تلاعب بالالفاظ . كلما قام به الحلو من عمل مجيد هو لمصلحة شعوب السودان وعلى الأخص شعوب جنوب كردفان من نوبة وعرب . وموقف القبائل العربية مشرف وسيتطور لمصلحة بناء جنوب كردفان جديدة وسودان جديد . ونحن في حوار متصل مع قيادات المسيرية والرزيقات وأعداد هامة منهم موجودة في الجيش الشعبي . واثبت عبد العزيز من جديد أن الحركة الشعبية قوة رئيسية في شمال السودان لا يمكن التعامل معها باستهانة .
وأود أن اقول بوضوح ان واحد من القرارات التي لم نعلنها ونعلنها اليوم ان القائد عبد العزيز آدم الحلو هو رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي في كل شمال السودان بما في ذلك النيل الأزرق شاء من شاء وأبى من أبى .
واذا غامر المؤتمر الوطني في النيل الأزرق سيجد ما يستحقه . رئيس الحركة الشعبية حاكم منتخب لولاية النيل الأزرق واذا التقى المشير البشير لمناقشة قضايا شعب النيل الأزرق الذي انتخبه فهذه أمانة سيؤديها الرفيق مالك عقار على أكمل وجه ، فهو لا يسعى للحرب ولن يرضخ للمؤتمر الوطني . اما مناقشة قضايا الحركة الشعبية ومن بينها الترتيبات الأمنية فلن تتم الا على أساس : قبول الاتفاق الاطاري ، وساطة طرف ثالث ممثلاً بالآلية الرفيعة للاتحاد الافريقي ، والتفاوض خارج السودان . ولا حوار مع المؤتمر الوطني حول جنوب كردفان الا عبر هذه الثلاث نقاط المعلنة .
والمؤتمر الوطني يرفض ان يشتري بالجنيه السوداني الآن ولكنه سوف يأخذ ما يرفضه بالاسترليني غداً . والمؤتمر الوطني في ورطة في النيل الأزرق ان قبل واقع الحال الحالي سيستمر رئيس الحركة الشعبية كحاكم للولاية بالبرنامج الذي طرحه في الانتخابات واذا هاجم المؤتمر الوطني الجيش الشعبي مثلما فعل في جنوب كردفان بحجة تجريده من السلاح فهو خاسر .
في لقائنا الأخير مع القائد عبد العزيز آدم الحلو وضعنا استراتيجية لكل ما يجري الآن ، ونحن تعلمنا السباحة في بحر المتناقضات ودخلنا هذا الفيلم من قبل ولا توجد قضية نختلف حولها . ما يقوم به عبد العزيز الحلو دفاع عن النفس وهو نفسه الذي يقوم به مالك عقار عبر العمل السياسي . والطرة والكتابة وجهان لعملة واحدة واذا اردت ان تحتفظ بالعملة عليك ان تقبلها بوجهيها .
وان شعب النوبة شعب يمتلك قضية عادلة ، لن تمحوها المقابر الجماعية أو التطهير العرقي ، شعب لا يوجد أقدم منه في أرض السودان الا نهر النيل ، وما يستحقه ليس التطهير العرقي بل الحقوق والحريات وأن يبني مع شعوب السودان الأخرى جميعها مشروعا وطنيا سودانيا وانسانيا جديدا .
لماذا ترفضون نزع سلاح الجيش الشعبي ، وما المخرج ، هل يعقل ان يكون للشمال أكثر من جيش واحد ؟
المعقول هو ان يكون للشمال جيش واحد مثل كل الدول هذا ما ورد في الاتفاق الاطاري. والشمال يستحق ويحتاج جيشا واحدا مهنيا تقوم عقيدته العسكرية على الدفاع عن السودان في وجه اي اعتداء خارجي. المؤتمر الوطني اساء للقوات المسلحة وسخر موارد الشعب واسلحة ومعدات القوات المسلحة في شن الحرب على المواطنين السودانيين والقبائل السودانية والاقاليم السودانية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.
تم ذلك بشكل لم يحدث من قبل . صحيح ان الجيش حارب منذ الخمسينات حروبا داخلية ولكن الحروب في زمن الانقاذ اختلفت نوعياً في التوجه والعقيدة العسكرية والرؤية الايديولوجية ودمرت النسيج السوداني واساءت للاديان وللإنسان بل دمرت القوات المسلحة. والقوات المسلحة نفسها ضحية للمؤتمر الوطني. تم فصل الآلاف من الضباط بمن فيهم الاسلاميين الذين حاربوا الحركة الشعبية واطاعوا الأوامر ، مثلما حدث مؤخراً للواء الطيب المصباح واللواء عابدين واللواء حضرة عبر تحكم امزجة فاسدة ومصالح لا تراعي مصالح الوطن أوحتى الحزب أو قوانين المؤسسة العسكرية . والمؤتمر الوطني الآن – وهذه ملاحظة مهمة – هو اكبر حزب مسلح في السودان ، ويحتكر السلطة والثروة واجهزة الاعلام ومؤسسات الدولة ، ويعمل على تهميش وافقار ملايين الناس ، وتعمل (شلة) تعد على اصابع اليد على تهميش الاسلاميين انفسهم ، فدمرت كل مؤسسات الحركة الاسلامية على علاتها ، وحولت مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة الى تابع وخادم لهذه الشلة . وهذا هو مكمن الخطر الذي ان استمر سيؤدي الى ان يطلب الآخرون السلاح وينشئوا الجيوش ، فإذا اردنا جيشاً واحداً يجب ان نبدأ بنزع سلاح المؤتمر الوطني اولاً وابعاده عن القوات المسلحة ، وتكوين قوات مسلحة على عقيدة جديدة قائمة على استخدام السلاح ضد اعداء السودان لا ضد المواطنين السودانيين الذين ينشدون السلام والطعام والحريات .
نحن نتابع الحوار داخل القوات المسلحة ، وفي اهم اسلحتها المدرعات والمشاة والمهندسين ، وحتى في أوساط الاسلاميين الذين اعتقدوا ان (جهاد) ابراهيم شمس الدين كان لتطهير النفوس لا لكنز الاموال ، وهذا الحوار يجب ان ينتهي الى ان يكون لشمال السودان جيش قومي يعكس تركيبته ويصون حقوق انسانه ويستخدم الموارد والسلاح ضد صدور المعتدين على السودان لا ضد شعب السودان. يجب ان نعيد التركيبة والعقيدة التي انتجت عبد الفضيل الماظ من حامية تلودي وسيد فرح وسليمان محمد وحسن فضل المولى ضباط القوات المسلحة الذين اعدموا في بري عام 1924م ، ويجب الرجوع الى علي عبد اللطيف ضابط القوات المسلحة.
لقد تم الزج بالقوات المسلحة في جنوب كردفان لمصالح حزبية ضيقة وتم الاساءة لنظم خدمتها بالاعدامات الجزافية لأبناء النوبة.
يجب فصل القوات النظامية ( القوات المسلحة والشرطة) عن حزب المؤتمر الوطني حتى يستقيم الحديث عن نزع سلاح القوى السياسية واقامة حياة ديمقراطية . المؤتمر الوطني ليس من حقه ان يشير الى سلاح الآخرين ، والذي لم يأتي عبر الانقلاب ، وينسى انه اكبر محتكر للسلاح في السودان . دون ان يطرح هذا الأمر بإستقامة فسيكون الحل معوجا .
والمؤتمر الوطني يعاني الآن بوضوح من غياب الخط السياسي والأهداف الواضحة وانعدمت حتى سياسة رزق اليوم باليوم وطالت الاتهامات عناصر في قلب قيادة المؤتمر الوطني وخدمته باخلاص لسنوات طويلة وانعدمت الاخلاق حتى في التعامل مع اخوان الامس الذين تنهشهم صحف الصباح مثل الضباع الجائعة كما حدث لصلاح قوش وهذا مؤشر لأزمة عميقة يمكن ملامستها حتى عبر الصحف السيارة دعك من أن الخرطوم مدينة لا تعرف الأسرار .
وأصبح المؤتمر الوطني مثل الملك العاري يلوم الجمهور الذي يراه كما ينبغي .
ان المرء ليعجب ماذا سيقول الدكتور محمود شريف اذا عاد لأزمنة الطيب مصطفي وشركات الدعاية والاعلانات والاتصالات التي تمت في زمن مهندس الغفلة ؟!
ومن المهم للاسلاميين العقلانيين بدلاً من ان تكون اقصى طموحاتهم الصراع على الكراسي ونسيان انها كانت لله لا للسلطة ولا للجاه ، والصراع على منصب النائب الأول حتى ان قاصر مثل الطيب مصطفى يريد ان يستخدم علي عثمان ضد نافع وغازي صلاح الدين ضد علي عثمان ونافع ظناً منه ان السلطة والحركة الاسلامية في خدمة آل البيت وشركاتهم ، من المهم للاسلاميين العقلانيين ان يعودوا من حرب السيوف الى دولة الوطن ومن خدمة مصالح الأفراد الى خدمة مصالح الحزب ان وجد.
ان الجمهورية الثانية بدأت بالحرب مثل الاولى ، والأسوأ أنها بدأت بالقطع بالسيف ولحس الكوع ولخدمة من؟ هذه هي ثالثة الأثافي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.