تتحدث تقارير غربية عن اهتزاز سلطة المشير عمر البشير . وقال دبلوماسي غربي لصحيفة ( واشنطن تايمز) الامريكية رفض الإفصاح عن هويته: ( نجح المتشددون داخل حزب المؤتمر الوطني في الوصول إلى سدة الحكم، وبات الجيش أكثر قوة. والبشير هو من يقف الآن في وضعية صعبة). وقال جون تيمن، مدير برنامج السودان في معهد الولاياتالمتحدة للسلام، إن التطورات الأخيرة خلقت كثير من الشكوك والتكهنات في الخرطوم. وأضاف: ( يبدو واضحاً أن ديناميكيات السلطة داخل الحكومة بدأت تتحول، لكن هذا أمر شائع إلى حد ما بالنسبة إلى السودان. لكن الأمر غير المألوف هو مزيج الضغوط الداخلية الذي تواجهه الحكومة في وقت واحد: ويتألف من النكسة السياسية المتعلقة بالسماح للجنوب بالانفصال، والضغوط الاقتصادية التي نجمت من انفصال الجنوب وعوامل أخرى، وكذلك القتال الدائر في جنوب كردفان ودارفور). وقال محللون ومسؤولون غربيون في هذا السياق إن النفوذ المتزايد للإسلاميين المتشددين مسؤول بشكل جزئي عن رد الفعل العنيف من جانب النظام تجاه التطورات الحاصلة في جنوب كردفان، التي تقع في شمال الحدود مع جنوب السودان. في غضون ذلك، أبرزت واشنطن تايمز تأكيدات منظمات دولية بشأن المجازر التي ارتكبتها قوات الجيش السوداني بحق مدنيين في جبال النوبة في جنوب كردفان. كما كشفت إحدى جماعات المراقبة أخيراً عن وجود مقابر جماعية في الولاية. ورغم نفي المسؤولين السودانيين تلك الاتهامات ، إلا أن جون برندرغاست، أحد مؤسسي (مشروع Enoughكفاية)، وهي جماعة مناهضة للإبادة الجماعية، رفض الموقف الذي تبنته السودان في تلك المسألة، وقال: (لا يعتبر الأمر أمراً داخلياً حين تذبح الحكومة مواطنيها. ولا تعتبر المسألة مسألةً داخليةً حين تُجَوِّع الحكومة مواطنيها. وفي مرحلة ما، لن يستمر المجتمع الدولي في إتباع سياسة الجزر مع نظام متخصص في عمليات الإبادة الجماعية. وفي مرحلة ما، سوف يبدأ في استخدام سياسة العصا). وأوضح أيضاً إي جي هوغندورن، مدير مشروع القرن الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، أن الأزمة المالية التي ستواجهها الخرطوم بمجرد التوصل إلى اتفاق متعلق بطريقة تقاسم عائدات النفط، من المحتمل أن تزيد من حالة السخط بداخل حزب المؤتمر الوطني. وتابع(وفي حالة سقوط نظام البشير، سيكون الخيار المحتمل حدوثه هو نشوب حالة من الفوضى، بدلاً من حدوث انتقال سلس وآمن للسلطة).