لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحسن والحسين ومعاوية – مسلسل مفضوح!!1-2
نشر في حريات يوم 25 - 08 - 2011

ظاهرة الأفلام التاريخية الإسلامية في السينما منذ عقدية الخمسينيات وعلى شاشة التلفاز كمسلسلات تلفزيونية في حقبة لاحقة بعد اختراع التلفاز هي ظاهرة ممتدة وفريدة في العالم العربي. بدءا بفيلم عنتر وعبلة، وتلاه فيلم خالد ابن الوليد، وفيلم وا إسلاماه، فالمختار، والرسالة، والناصر صلاح الدين الأيوبي، والقادسية، وبلال ابن رباح، وهجرة الرسول الخ أما المسلسلات فهي كثيرة لا تعد ولا تحصى أشهرها سلسلة عصر الأئمة مالك والشافعي مع التركيز على أحمد بن حنبل الذي يعتبر تكملة لمسلسل الإمام الأعظم أبي حنيفة، ثم مسلسلات أخرى تسمى مع التابعين منها سعيد ابن المسيب، ومسلسل آخر أئمة الهدى لأبن تيمية الحراني الخ وأخرى مثل مسلسل خامس الراشدين عمر بن عبد العزيز، ومسلسل الأمير المجهول هارون الرشيد، ومسلسل تحت ظلال السيوف، ومسلسل ذو النون المصري، ومسلسل الزهرة والسيف، ومسلسل فارس السيف والقلم عن أبي فراس الحمداني، ومسلسل قاهر الروم عن سيف الدولة الحمداني، ومسلسل آخر المماليك عن طومان باي، ومسلسل صدق وعده – وأخيرا قمر بني هاشم، وآخرهم الحسن والحسين ومعاوية!!
ظاهرة الأفلام التاريخية أو الإسلامية بدأت في الخمسينيات بعد نجاح شعبية فيلم عنتر وعبلة، تلاه مباشرة فيلم خالد ابن الوليد..وبالطبع كنا نمتلئ إثارة عاطفية في طفولتنا بأفلام ومسلسلات تم حبكها خاصة فيلم خالد ابن الوليد سيف الله المسلول، وحين كبرنا تأملنا فيلم الرسالة وعمر المختار لشهيد السلفية الحشوية المخرج العبقري مصطفى العقاد وأنتوني كوين، ولكن حين محونا أميتنا الإسلامية أخذنا نتساءل لماذا الاعتماد على الأفلام والمسلسلات يزيد اطرادا، خاصة أن السينما السورية أخذت موقعا يتفوق الموقع المصري، بينما التمويل الخليجي أصبح هو المؤثر في إنتاج الأفلام والمسلسلات؟
عندما تأكد لي منذ محوي أميتي الإسلامية بدءا من عام 1995م أن المصادر الإسلامية السنية المعتبرة لا يتم طبعها، بل لا تطبع عن عمد لكي لا تصل يد العامة في الإقليم العربي فيما يشبه تجفيف المحيط، وملأ الفراغ بكتب ابن تيمية وتلاميذه – تأكد لي إذن دور السينما والتلفاز كأدوات انتقائية للتعامل مع التراث. فمثلا ستجد دور خالد ابن الوليد في السيرة التاريخية الواقعية لا ينطبق مع الذي يدرسونه عنه في المدارس أو كما نراه في السينما..لقد تم تضخيم دور خالد ابن الوليد عشرات المرات، ومن هذه التزاويق تصويره بدون حق كعبقرية عسكرية تاريخية.
إذن يجب أن نستنتج أن الهدف من هذه الأفلام والمسلسلات فضلا عن تكريسها في عقولنا صورة معينة مرسومة فيما يشبه غسل العقول، فهي أيضا تعويضا لا غنى عنه لملأ الفراغ الذي نتج عن سحب المصادر الإسلامية المعتبرة وتعطيل البحوث الإسلامية الحقيقية، وقد لا تخلوا هذه الأفلام أو المسلسلات من تزييف بعض المشاهد أو تحوير الوقائع التاريخية حتى تكتمل الرسالة الإعلامية المثالية البهية – التي تحاكي الإعلان التجاري!!
فمثلا فيلم الرسالة لمصطفى العقاد -وهو فيلم جيد – أكتشفت فيه بعض التحوير والتزييف، تسترا على بعض الصحابة، وبالتحديد التستر على عبد الرحمن ابن عوف في معركة بدر. فقد أتى المشهد ببلال ابن رباح -أحمد ذكي- وهو يهز حربته أعلى كتفه ويصرخ: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوتُ إن نجوتَ!! وقذف بحربته -على طريقة وحشي الحبشي في قتله لأسد الله الحمزة – فأخذت الحربة طريقها محلقة واستقرت إلى ما تحت صرة أمية ابن خلف!! هذه المشهد لم يفت على ملاحظتي أنه مزيف ولا يتطابق مع التاريخ!!
كيف قتل بلال أمية ابن خلف؟
على بئر (بدر) – وهي على مقربة من المدينة – تقابل الجيشان لم تكن النسبة متقابلة بين الطرفين، لا في العدة، ولا في العدد.. فقد كانت قريش بجمعها ما يعد بألف أو يزيد عليه والمسلمون لم يتجاوزوا الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، ويتقدم جيش المسلمين علي بن أبي طالب، وسعد بن معاذ، يحمل الأول راية المهاجرين والثاني راية الأنصار.
والتقى الجمعان في معركة ضارية، تساقط فيها الأبطال من قريش، وتناثرت قوتهم، ودب الذعر فيهم، بحيث لم يبصروا طريقهم من الخوف والهلع. وانتصر المسلمون في المعركة..وتوزع المسلمون في الميدان يتعرفون على القتلى، وينقذون الجرحى ويمر عبد الرحمن بن عوف يحمل ما سلبه من القوم في طريقه إلى مضارب المسلمين إذ برجلين يلوذان بالقتلى، كي لا يبصر بهما أحد. ويرتفع نداء متقطع أثقله الهم، وأتعبه الجزع. يا عبد الرحمن، ويلتفت الرجل إلى مصدر الصوت فيلمح الرجلين ويقصدهما، ولما دنا منهما عرفهما: أمية بن خلف، وولده علي بن أمية – وكانت بينهما صداقة في الجاهلية – قال له أمية: هل لك فيَّ، فأنا خير لك من هذه الأدرع التي معك – وكانت بيده أدرع سلبها – قال: نعم، قال: نحن في حمايتك.
فطرح ابن عوف الأدرع وأخذ بيد أمية وابنه، وقال: مشينا، وأمية يقول: ما رأيت كاليوم قط. واسترد أنفاسه، ومسح عينيه من الغبار الذي علق بهما وجال بنظراته الشاردة إلى المعركة، ثم التفت إليّ وقال: من الرجل منكم المُعلم بريشة نعامة في صدره؟ قلت: ذاك حمزة بن عبد المطلب، قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل. وهما بهذا الحديث، ووجهتهما مضارب المسلمين، إذ لمحوا بلالاً مقبلاً فاضطرب أمية بن خلف، وبانت الصفرة على وجهه. هذا بلال الذي كان بالأمس يعذبه، فيلح في تعذيبه، ويقسو عليه فيتمادى في قسوته. وماذا سيكون مصيره معه الآن، ويعود فيُطَمئن نفسه أنه مع عبد الرحمن بن عوف شخصية له مكانة بين المسلمين فسيدفع عنه الموت.
ويقترب بلال من المقبلين، ويعرف أمية بن خلف وابنه فيصيح في وجهه: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوتُ إن نجوتَ، فيقول له ابن عوف: يا بلال انه أسيري، وحميته، قال بلال: لا نجوتُ إن نجوتَ. فاحتد عبد الرحمن، وصاح ببلال: أتسمع يا ابن السوداء أنهما في حمايتي، فلم يهتم لحديثه بلال بل صاح: يا أنصار اللّه، هذا رأس الكفر أمية بن خلف. أنسيت أيها الظالم ما كنت تعمله بنا. كنت إلى الرمضاء إذا حميت، فتضجعني على ظهري، ثم تأمر أن توضع الصخرة العظيمة على صدري، ثم تقول: هكذا تبقى، حتى تفارق دين محمد.. نسيت هذا يا ظالم، ولذت بابن عوف لينجيك من الموت. لا نجوتُ إن نجوتَ، وأحاط وجماعته بالأسيرين، يقول ابن عوف: وجعلونا في حلقة كالسوار، وأحدقوا بنا وأنا أذب عنهما، وأدفع وأصيح بهم احفظوا من حميتهم، ولكن دون جدوى، قد ضرب أحدهم بالسيف علياً فوقعت على رجله، فوقع مضرجاً، وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط، قال ابن عوف فالتفتُ إلى أمية وقلت له: أنج بنفسك، فواللّه ما أغني عنك شيئاً، ولكن الرجل ما كان يود مفارقة ابنه وهو يصارع الموت ولم تمض لحظة، حتى رأيت بلالاً يتهوى عليهما بالسيف، ويتناوبه إخوان من كل جانب، حتى قطعوهما، وأنا لا أملك شيئاً، وأمام النبي (صلى الله عليه وآله) وقف ابن عوف يقول: يرحم اللّه بلالاً ذهبت أدراعي، وفجعني بأسيري. ويرمق النبي بلالاً، وهو يرفع يديه إلى السماء ويقول: (الحمد لله الذي ساعد بلالا على أخذ الثأر ممن عذبه).
هذه هي القصة الحقيقية – وشتان ما بينها وبين الصورة السينمائية التي أخرجها مصطفى العقاد!! ففي معركة بدر قتل المسلمون سبعين مشركا قتل منهم علي أبن أبي طالب وحده خمسة وثلاثين أي النصف، والبقية قتلهم المسلمون!! هذه النقطة بالطبع لن يذكرها العقاد!! وبما أنها أول معركة للمسلمين أنشغل الصحابة بعد المعركة، وعبد الرحمن ابن عوف مثلهم، بالمغانم والسلب فأساؤوا الأدب مع بعضهم البعض طلبا للمغانم – فنزلت سورة الأنفال توبخهم (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ..فأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين!!!). فحرمتهم من كل مغنم وصارت المغانم كلها لله وللرسول (ص) تأديبا لهم، فجمعت المغانم (الأنفال) ومع ذلك فرقها نبينا الكريم ذو القلب الرحيم عليهم بالعدل!!
أما خالد ابن الوليد لقد بنو شهرته على عبارة مشكوك فيها قالوا قالها الرسول (ص) حين أستشهد زيد، وجعفر الطيار، وابن أبي رواحة على التوالي، وقد أمر الرسول (ص) الثلاثة على إمرة الجيش قبل أن ينطلق الجيش إلى مؤته بهذا الترتيب الذي أستشهدوا به، قال لهم النبي (ص): إذا أصيب زيد ليأخذ الراية جعفر فعبد الله. فأين كان خالد ابن الوليد من الإعراب؟ لماذا لم يأمره الرسول (ص) ضمن الثلاثة إذا كان فعلا عبقرية عسكرية؟
وكر جيش المسلمين راجعا من مؤتة لقلة عدده وكثرة الروم ولم يفتحوا شيئا، وقد أمر خالد نفسه على الجيش الجريح وتولى قيادة انسحابه. وعندما قيل في بعض الأحاديث حين أخبروا الرسول (ص) أن خالد أمر نفسه على جيش مؤته بعد استشهاد الثلاثة أن قال في خالد: سيف من سيوف الله!!
ستفهم لاحقا أن تلقيب خالد ابن الوليد “بسيف الله المسلول” والإصرار على هذا اللقب وصنع الأفلام فيه، هو لسحب اللقب من الإمام علي ابن أبي طالب وتعتيمه. ولا نبالغ في ذلك. ففي معركة أحد سمع المسلمون صوت جبريل عليه السلام يكبر وينادى في السماء ويقول: “لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي!! فحين فر كل المسلمين في أحد وتركوا النبي (ص) قائما سوى ثمانية يصدون عنه ومنهم الإمام علي يصد الكفار عن النبي (ص) بشجاعة نادرة أثارت إعجاب جبريل، نزل جبريل عليه السلام على رسول الله (ص) قائلاً في علي: يا رسول الله إن هذه لهي المواساة، فقال النبي: يا جبريل إنه مني وأنا منه، فقال جبريل: وأنا منكما - تاريخ الطبري ج2 ص197.
متى أسلم خالد ابن الوليد ابن المغيرة المخزومي؟ من المعروف أن خالد ابن الوليد أسلم ومعه عمرو ابن العاص بعد فتح خيبر في العام الهجري السابع – كان خالد يقاتل في بدر، وأحد، والخندق ما عدا خيبر في الجهة الأخرى مع صف المشركين. ففي بدر قتل الإمام علي خمسة وثلاثين مشركا، وفي أحد أبلى في الدفاع عن النبي (ص) وقتل أصحاب الرايات من بني عبد الدار، أما في الخندق فقد قتل الإمام علي عمرو ابن عبد ود العامري وكان من أشجع شجعان العرب – نزل عمرو يرجز ويتبختر في الخندق ويستهزئ بالمسلمين، قال النبي (ص): (من يخرج لهذا وله الجنة)…ثلاثة مرات، فأحجم الجميع وعلي يقول أنا له يا رسول الله!! وحين خرج له قال النبي (ص): (برز الإسلام كله للشرك كله) ودعا له!! أين كان خالد ابن الوليد في معركة الخندق – لم لم يخرج لمبارزة المسلمين إن كان ؟ ولعمري كل ما حبوه به من عظمة عسكرية هي حين ترك الرماة موقعهم على جبل أحد ونزلوا طمعا في الغنائم فصنعوا ثغرة، طبلوا وزمروا أن “العبقري” خالد فطن لنقطة الضعف هذه وتسبب في هزيمة المسلمين، وما هي العظمة كأن يفطن هو أو غيره لهذه الثغرة في معركة أنت فيها إما قاتلا أو مقتولا؟ فضلا عن أننا لا نجد البتة ماذا فعل خالد في أحد – ومن قتل من المسلمين، فكتب السيرة تخلو من ذلك!! أما في معركة خيبر فقد قتل الإمام علي مرحب اليهودي أشجع صناديد العرب واليهود وخلع الإمام باب الحصن بقوة إلهية مدخرة له في كتب اليهود، وكان يعرفون من كتبهم من يقتل مرحب أسمه إليا أو حيدرة (الأسد) - -وكان أمرا مفعولا كما قال الله تعالى في سورة الإسراء أي في وقت نزول الوحي.
وبعد أن فعل خالد فعلته في سرية بني جذيمة وقتله لهم بدون حق، أرسل النبي (ص) لهم عليا فأرضاهم ودفع لهم دية قتلاهم حتى رضوا وزادهم فأستحسنه رسول الله (ص)، ثم قال النبي (ص) في خالد ابن الوليد رافعا يديه الإثنين نحو السماء: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ابن الوليد..ثلاثة مرات!!) – وبعدها لم يأمره الرسول (ص) في سرياته أو غزواته وليس له ذكر، حتى في معركة حنين هرب خالد مع الهاربين، وحين هرب المسلمون جميعهم لم يكن خالدا من التسعة الذين صمدوا حول النبي (ص). عجبي لسيف الله!! فخالد يجيد المكيدة والغدر كما فعل مع مالك ابن نويرة وبني خذيمة، ويتحاشى المبارزة المباشرة فهرب مثلا في معركة تبوك، وتهرب من المبارزة في اليرموك الخ.
ولكن شهرة خالد ابن الوليد أتت أولا لاقتحامه بيت فاطمة عليها السلام وكسر بابها مع عمر ابن الخطاب وبموافقة أبي بكر، وثانيا لانحيازه التام لأبي بكر ضد عمر بشكل مطلق. وثالثا في حروب ما يسمى بالردة كان خالد ابن الوليد رئيس أركان حرب أبي بكر وطوع بنانه ورجله المهمات الخاصة.
كانت هنالك عداوة مرة ما بين خالد ابن الوليد وما بين عمر تقوم على العنصرية والتحقير، فأصل عمر من الأب والأم حبشي، فأم عمر حنتبة بنت هشام ابن المغيرة المخزومية (كانت ربيبة حبشية لهشام بالتبني ونسبت إليه أي أخذت أسمه)، وعليه افتراضا يكون خالد ابن الوليد ابن المغيرة المخزومي خال عمر ابن الخطاب – فكان خالد دائما يعايره بلونه وأصله ولا يقول فيه أقل من: يا ابن أم شملة (وزَرْة: الثوب القصير للمرأة يغطي البطن وحتى الفخذين)!! وفي حروب الردة هذه فعل خالد ابن الوليد الأفاعيل منها قتله مالك ابن نويرة غدرا ونزا على زوجته في نفس الليلة وكانت من أجمل نساء العرب، قال مالك وهو مربوط اليدين والرجلين لخالد: ما قتلتني والله إلا هذه!! يقصد زوجته. قال الطبري: (كان مالك ابن نويرة من أكثر الناس شعراً؛ وإن أهل العسكر أثفوا برؤوسهم القدور، فما منهم رأس إلا وصلت النار إلى بشرته ما خلا مالكاً، فإن القدر نضجت وما نضج رأسه من كثرة شعره، وقى الشعر البشرة حرها أن يبلغ منه ذلك. تاريخ الطبري ج2 ص 154). وتوضيحا لروايته مختصرا، انه يقول جعلوا رأسه أثفية أي منصبة لقدر الطبخ واشتعلت النار حتى نضج الطعام، ولم تحرق النار وجه مالك بن نويرة، ويعلل الطبري ذلك بكثرة شعره! فهل من عاقل على وجه البسيطة يعقل مثل هذا؟ التفسير المنطقي: إما أن يكون مالكا قتل مظلوما، وهذه كرامة له من الله سبحانه وتعالى، وأراد الطبري أن يلفت عقول الناس لهذه الكرامة، فذكر علة الشعر تمويها، مخافة من سيف السلطان في وقته، أو أن يكون مجنونا وهذا مستبعد!!
هذا هو حال “سيف الله المزعوم” فهل يعقل أن يقتل سيف الله المسلول مسلما وهو مالك ابن نويرة التميمي، الذي حدث فيه النبي (ص): من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل!! كلا. وبذكاء يحسد عليه ذكر الحفاظ هذا الحديث بنفس لفظة رجل دون أن يصرحوا أنه مالك ابن نويرة سترا على فظائع سيفهم خالد ابن الوليد، وقد قتله بدعوى ردته من الإسلام وبعد قتله مثل به بوضع رأسه منصبة للقدر يطبخ اللحم لكي يولم في ليلة عرسه، ثم لا تأكل النيران رأس مالك ابن نويرة كرامة له، ثم ينزو خالد على زوجته في ليلته هذه وكانت من أجمل العرب!! أيها القراء الكرام أعطوني عقلكم – ما أكذب هذه السيوف!!
(كاتب و(محل سياسي)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.