لو كنت زعيما أو رئيسا لحزب سياسي في السودان، هل كنت ستستجيب لدعوة اللقاء التنويري مع رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الوطني؟ الإجابات ستكون قطعا متنوعة ومختلفة، والأسباب لكل موقف كثيرة، ولكل مبرراته، لكن لو كنت شخصيا في هذا الوضع لرفضت المشاركة في هذا اللقاء لعدة أسباب، مع كل الاحترام لشخص رئيس الجمهورية. الحوار الحقيقي يقتضي لجنة مصغرة تمهد له، وتضع الأجندة ، ويقتضي حيزا زمانيا ومكانيا معقولا، لكن يقتضي أولا وقبل كل شئ إرادة سياسية من جانب المؤتمر الوطني بالقبول بالحوار ونتائجه بدون فيتو، واستصحاب وجهة نظر الآخرين. الحوار و”لحس الكوع” لا يلتقيان، لأن أبجديات الحوار تقول بأن يسبقه إحساس بحق الآخرين في الوطن وفي إدارة شؤونه ، وبأن أمور الوطن وقضاياه أكبر من أن يحلها حزب واحد، مهما كان مقاس كوعه.