قرأت قبل أيام خبرا أرادت الإنقاذ من خلاله تسويق المدعو عبد السلام آدم كوكو علي أنه من جمهورية جنوب السودان، بينما يكذبها إسمه فالكل يعلم أي مناطق السودان تسمي كوكو. يقول الخبر أن حكومة جمهورية جنوب السودان رفضت السماح لمواطنيها (2) موسي (المك) كور فافيتي وعبد السلام آدم كوكو ويتضح جليا من الخبر محاولة بائسة لإخفاء المدعو عبد السلام خلف موسي كور الذي لا ينتطح في جنوبيته عنزتان فهو ينتمي إلي قبيلة الشلك وأسرته من ضمن ثلاث أسر تتناوب المكوكية، فمن هو عبدالسلام هذا؟. ولد عبد السلام آدم كوكو بجبال النوبة لأب وأم من جبال النوبة في اوائل ستينيات القرن الماضي. في منتصف سبعينيات ذات القرن (بعيد توقيع إتفاقية أديس أبابا)، سافر والده إلي مديرية أعالي النيل ليشتغل بالتجارة وسرعان ما لحقت به أسرته بمدينة ملكال حيث قام بشراء عربة لوري (سفنجة) أزرق المقدمة. إلتحق عبد السلام وأخيه صديق بمدارس ملكال لمواصلة تعليمهما الذي تكلل بدراسة عبدالسلام المرحلة الجامعية بجامعة أمدرمان الإسلامية حيث تم إستقطابه من قبل الجبهة الإسلامية القومية. عندما قامت الجبهة بإنقلابها في 30 يونيو 1989، قامت قيادة التنظيم الإسلامي بإستيعاب عبد السلام ضابطا بالأمن وإرساله إلي الصومال لتنسيق عمليات القاعدة وتوفير الدعم لهذه المنظمة الإرهابية الناشئة ضد القوات الأميركية التي دخلت الصومال توا من خلال عمله بمنظمة الدعوة الإسلامية. عندما إنكشف أمر عبد السلام لأحد أمراء الحرب المنافسين للقاعدة، هاجمت قوات أمير الحرب ذاك عربة عبدالسلام فإغتالت سائقه وحرسه الشخصي بينما لاذ عبد السلام بالفرار فقامت حكومة الإنقاذ بإجلائه من الصومال حيث إنكشفت أنشطته الإرهابية. في العام 1995 أرادت حكومة الإنقاذ الإسلامية الإستفادة من خبرة عبدالسلام الإرهابية في الصومال، فكان أن عهد إليه القيادة المباشرة للمجموعة التي حاولت إغتيال الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، وسرعان ما أبيدت المجموعة عن بكرة أبيها بواسطة الإنقاذ بعد فشل المهمة. لاحقا قامت الإنقاذ بتصفية الفنان خوجلي عثمان الذي كانت الإنقاذ قد أجبرته علي أخذ المجموعة الإرهابية معه إلي أديس أبابا بدعوة أنهم عازفي فرقته الغنائية. علي أن عبد السلام آدم لم تتم تصفيته بل تم تعيينه وفرضه علي ولاية أعالي النيل كأمين عام لحكومة الولاية حيث كان يفرض علي أي والي تعيينه وأداء القسم أمامه وظل عبد السلام في هذا المنصب ذهاء الثمان سنوات حيث تم إرساله إلي كينيا هذه المرة في وظيفة بمنظمة الدعوة الإسلامية وفي مهمة ستكلل بإغتيال الدكتور جون قرنق. جدير بالذكر أن أسرة آدم كوكو ظلت بملكال طوال سنوات الحرب ال 22. كما وأن عبد السلام خلال شغله منصب الأمين العام كان كثير السفر إلي كينيا بجواز دبلوماسي ناقلا الدعم إلي متشددي القاعدة الذين أفلحوا في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام في العام 98 في العام 2003 أرسلت حكومة الإنقاذ المقدم أمن عبدالسلام إلي نيروبي في وظيفة رفيعة بمنظمة الدعوة الإسلامية، وسرعان ما أعاد عبد السلام شبكة إتصالاته السابقة مستخدما الأموال التي كانت تتدفق عليه من الخرطوم وأموال خليجية حيث كانت الإنقاذ أفلحت في إيهام دول الخليج بأن هدفها إيصال الإسلام ونشره حتي رأس الرجاء الصالح وأن جنوب السودان (سابقا) كان العقبة الكؤودة أمام هذا الهدف. عندما كان الأستاذ علي عثمان يجيب علي أسئلة منسوبي حزبه بعد توقيع نيفاشا، كان الرجل منتشيا وهو يرد سؤال بسؤال عما إذا كان يعتقد بأن الحركة الشعبية ستظل موجود بعد 6 سنوات الفترة الإنتقالية وكان يستبطن جهود عبد السلام الهادفة إلي إغتيال قائد الحركة ومؤسسه ليتفرق أتباعه أيدي سبأ. أفلح عبد السلام وشبكته في إدخال العنصر الأخير (الفني العربي) الذي صعد إلي طائرة الدكتور قرنق المنكوبة في عنتبي، والذي أفلح في تفجير الطائرة حيث قام عبد السلام برشوة كبار قادة الجيش اليوغندي لإستبدال طائرة موسيفني الرئاسية بأخري تتبع للجيش حتي لا يجري الرئيس اليوغندي تحقيقا دقيقا في حال كانت الطائرة رئاسية. أرسلت سلطات الإنقاذ نافع علي نافع إلي نيو سايد حيث أصر علي فتح رأس تابوت د.جون أمام الكاميرات وأومأ برأسه معطيا إشارة للخرطوم بأن العملية ناجحة. بعد ثلاثة أيام من إغتيال د.جون قرنق، حضر عبدالسلام من بيروبي إلي الخرطوم ومن ثم إلي ملكال حيث قام بإجلاء أسرته لأول مرة منذ 1983 جوا (علي عجل) خوفا من أن ينكشف أمره ويتم الإنتقام من أسرته. السلام آدم كوكو أيها القراء لا يمت بأي صلة لقبائل جمهورية جنوب السودان، كما وأن أبناء الملكية علي إمتداد القطر لديهم أصول قبلية ودونكم أحمد محمود فديت من الرنك، أبو طالب إبراهيم كورديت من باليت، حمزة من الشلك…. عبدالسلام آدم كوكو أحد أبناء جبال النوبة الذين يستفيد نظام الإنقاذ من هيئتهم الأفريقية للقيام بأعمال إرهابية في شرق أفريقية، لذا فإن إجلائه بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة أمر لا بد منه قبل أن يحول كامل شرق أفريقيا إلي معقل للمنظمات الإرهابية. حسن علي دينق نقور