:(smc) تظل شخصيته موضع اتهام دائم ما بين مؤيدين وآخرين منتقدين بل مناوئيين، فمؤيديه يعتبرونه بطلاً قدم نضالات كبيرة للنوبة عندما أًصبح قائدهم في الحركة الشعبية منتصف ثمانينات القرن الماضي، أما المنتقدين فيعتبرونه أضاع النوبة عندما قذف بهم بلا فرامل في الحركة الشعبية التي أحتفت بانضمامهم إليها فقامت بتوظيفهم في القتال ولكن بعد السلام تركتهم في العراء وتنكرت لتاريخهم النضالي وبطولاتهم والتي وصفته (بالنفير الذي لا يؤجر فيه أحد) الأمر الذي أدى إلى غليان داخل النوبة وهم يرون أن نضالهم الطويل و تضحياتهم في الجنوب أصبحت في كف عفريت والحركة تحتفل بميلاد دولتها الجديدة ليسقط مشروع السودان الجديد أسوأ سقوط ويطيح بكل آمالهم العريضة التي قاتلوا فيها بجانب الوحديون في الحركة الشعبية وعلى رأسهم جون قرنق الذي لجأ إليهم بل واعتمد عليهم بعد تمرد الانفصاليين في الناصر. لذا يرى معظم النوبة أنه يتحمل الجزء الأكبر من ضياع مكتسبات النوبة عندما استسلم لمواقف الحركة الشعبية ولم يعمل ليوم قد تبيع فيه الحركة أبناء النوبة في سوق (النخاسة السياسي) بعد أن حققت أغراضها، لذا يعتقد الكثيرون منهم أنه قام بإرسال خيرة ضباط النوبة المستنيرين إلى الجنوب ليعدموا لإنهم نصحوه بضرورة معالجة الظلم الذي يمارسه الجنوبيين على النوبة ، ومن يومها فقط لم يُعد للنوبة أي قيادات حقيقية ومستنيرة تقارع الحركة الشعبية الحجة بالحجة وتدافع عن طموحات ونضالات النوبة لأن حواء النوبة عقمت أن تنجب قادة سياسيين وعسكريين بقامة الذين أعدموا في الجنوب ظلماً وخيانة مثل المرحوم أبو صدر وعوض الكريم كوكو، فمن هو يوسف كوة الذي انتقل إلى الدار الآخرة ودماء الضباط الذين أعدمهم تطارده في قبره ومن قبلها سيحاكمه التاريخ بأنه لم يقف موقفاً واحداً للدفاع عن النوبة الذين تعرضوا لظلم الجنوبيين حتى مكاسبهم في المفاوضات ناور بها د. جون قرنق أقصى مناورة ليكسب النقاط الثمينة في نيفاشا للجنوب وبعدها فليذهب النوبة إلى الحجيم. الطريق الى برلمان كردفان تقول سيرته الذاتية إنه جاء إلى الوجود في منتصف موسم الأمطار في أغسطس من العام 1945م لوالدين من قبيلة الميري بمنطقة الأخوال بجبال النوبة جنوب غرب كادقلى ، حيث كان والده يعمل جندياً في قوة دفاع السودان وشارك في الحرب العالمية الثانية وخاض معركة العلمين الشهيرة إلى جانب الإنجليز. ألا أن يوسف كوة نشأ وترعرع بمدينة ملكال مع والده الذى أستقر هناك ضمن القوات المسلحة. تلقى يوسف تعليمه الأولى في موطن رأسه بالجبال بمدرسة ميرى الأولية ثم المرحلة الوسطى بمدرسة سنكات الوسطى وأكمل المرحلة الثانوية بالخرطوم التجارية ، ثم ألتحق بالكلية الحربية فى عام 1967 م ضمن الدفعة (21) ثم فصل من الكلية الحربية بقرار من لجنة طبية لتعرضه لحالة نفسية. وذلك وفقاً لوثائق تنظيم الكمولو وبعدها أتجه يوسف للعمل بسلك التدريس حيث عمل معلماً بالمدارس المتوسطة بمنطقة الضعين بدارفور، ثم ألتحق بجامعة الخرطوم كلية الاقتصاد والعلوم السياسة عام م1976. وتلمس يوسف كوة خطاه السياسية بجامعة الخرطوم حيث ترأس فيها رابطة طلاب جنوب كردفان، وأستمر فى نشاطه السياسى حتى بعد تخرجه من جامعة الخرطوم فى العام 1980م خاصة عندما عمل معلماً بمدرسة تلو الثانوية بمدينة كادوقلى وقد أزداد نشاطه السياسى بشكل ملحوظ ألا أن ترشح فى الانتخابات التشريعية وأستطاع أن يفوز بتمثيل دائرة كادوقلى فى مجلس الشعب الاقليمى بكردفان ليصبح بعدها رقماً مهماً فى تنظيم الكمولو والذى تأسس فى نوفمبر 1972م من خلية صغيرة بأسم رابطة أبناء جبال النوبة وسط طلاب مدرسة كادقلى الثانوية العليا وتعود فكرة ونشأت قيام الرابطة الى نفر من أبناء النوبة على رأسهم كوكو محمد جقدول كوكو الذى يعتبر العقل المفكر لهذا التنظيم وأول قائد تنظيمى للكمولو منذ تأسيسه ومن المعروف أن تنظيم (كمولو) لم يبرز على الساحة لانه كان يباشر عمله سرياً فى عهد مايو لذا أنحصر نشاطه فى منطقة جبال النوبة بل وفى ريفى كادقلى تحت قيادة يوسف كوة مكى. ودفعت وتصاعد وتيرة الأحداث بأنضمام يوسف الى الحركة الشعبية فى نوفمبر 1984م لتبدأ مرحلة جديدة فى حياته عندما ولج الى ميادين التدريب العسكرى عندما أرسلته الحركة الشعبية الى كوبا فى عام 1986م لتلقى العلوم العسكرية، وفى عام 1994م أصبح رئيساً لمجلس التحريرالوطنى للحركة الشعبية ،واخيراً تم تعيينه مشرفاً عاماً على الشؤون الانسانية بالمجلس الوطنى التنفيذى للحركة الشعبية، وبعدها أصيب بمرض السلطان والذى ادى الى وفاته فى العام 2001م. الالتحاق بالحركة الشعبية ترجع وثائق تنظيم كومولو انضمام النوبة للحركة الشعبية لأسباب عديدة من أهمها تصاعد نتائج الخصومات الحادة بين يوسف كوة كنائب برلمانى والذى يشغل نائب رئيس هيئة مجلس الشعب الاقليمى بكردفان والفاتح بشارة حاكم الاقليم أنذاك والتى كانت متعلقة بنتائج انتخابات المرشح الفاتح بشارة كحاكم لاقليم كردفان فى ابريل 1983م والتى أفضت فى النهاية لإزدياد معدل الخصومة والتوتر بينهما وصلت الى الحد الذى تم فيه تجريد يوسف كوة من الحصانة البرلمانية وعزله من منصبه وطرده من منزله الحكومى الذي كان يقطنه بغية محاكمته بتهمة الخيانة، ولكن قبل أن يتم ذلك كان يوسف كوة قد استشار المكتب التنفيذي لتنظيم الكمولو فى الإلتحاق بحركة جون قرنق، فقام تنظيم الكمولو بالدعوة لإجتماع عاجل حضره ممثلين ومندوبين من الخرطوم والأبيض، ودخلوا في جلسة اجتماع مغلقة استمرت لأكثر من (17) ساعة متواصلة، ناقش فيها المجتمعون منفستو الحركة الشعبية ، وتداعيات الموافق الاخيرة والمستجدة وتوصل المجتمعون بالإجماع أخيراً إلى قرار الكفاح المسلح لأن في رأيهم الكفاح السلمي أصبح ليس ذو جدوى، ثم وافق التنظيم على سفر يوسف كوة مكي وكلفه بالذهاب إلى إثيوبيا لمقابلة زعيم الحركة الشعبية جون قرنق وتبليغه برغبة أبناء النوبة بالانضمام إلى حركته للتدريب والحصول على السلاح لمحاربة قوات الحكومة في جبال النوبة والتحالف معه، وقبل سفره اشترط التنظيم على الأستاذ يوسف كوة بأن يعمل دراسة كافية أثناء وجوده هنالك لتقييم الوضع وحدد له أسماء أشخاص بأعينهم عليه الاتصال بهم وتبليغهم نيابة عن التنظيم حتى يتمكن التنظيم من دراستها وتقييمها ولكن للأسف لم يفعل يوسف كوة ذلك، بل خالف تعليمات التنظيم وأصبح اتصاله بأعضاء آخرين واختار أعضاء بأسمائهم وقع عليهم الاختيار من جانبه للالتحاق بالحركة الشعبية وهم عوض الكريم كوكو، يوسف كوة هارون، تلفون كوكو أبو جلحة، صالح الياس (لم تكتمل إجراءات سفره وآخرون)، وكانت هذه أولى مخالفات يوسف كوة لتكليف أوامر تنظيم الكمولو، ولقد اختلف بعض أبناء النوبة الذين التحقوا فيما بعد بالحركة الشعبية في فهم التكليف ولقد حاول عوض الكريم كوكو ومجموعة من خيرة ضباط أبناء النوبة بالحركة الشعبية مناقشة القائد يوسف كوة في ذلك وتذكيره بأمر التكليف، وعن الوضع السيء لأبناء النوبة بالحركة وما فقدته من زخم ثوري الذي كان طابع المرحلة الأولى فلم يحقق المقاتلون أهدافهم الكلية لكن للأسف رفض القائد يوسف كوة الانصياع لرأي الأغلبية أو الاستماع إليهم أو حتى إلى النظر مسودتهم بحجة (إذا تركنا الحركة الشعبية إلى أين نذهب) مما جعل الأمل يخبو في النفوس لأن الخلافات بدأت تدب في أوساط صفوف قادة النوبة الذين أسسوا الحركة الشعبية بالمنطقة، وذلك حينما وصلوا معه إلى طريق مسدود طرح له سؤال عن نوعية وكيفية شكل العلاقة مع حركة القائد جون قرنق، والتهميش والظلم والاجتهاد الذي يمارسه أبناء الدينكا ضد أبناء النوبة داخل الحركة الشعبية الأم ونتيجة لتفاقم الخلافات قام يوسف كوة مكي باعتقال عدد من خيرة قيادات النوبة الذين أسسوا معه الحركة الشعبية بجبال النوبة، وسجن مجموعة كبيرة منهم لمدة تصل إلى (11) شهراً في عام 1991م ثم رحلوا فيما بعد إلى قيادة دانيال أويد أكون ببحر الغزال وكان على رأسهم القائدان المناوبان عوض الكريم كوكو ويونس أبو صدر منزول والنقيب طارق كودي أبو رأسين وآخرين، وأخيراً تمت تصفيتهم. ويوضح هنا اللواء تلفون كوكو أن من المفارقات أن يوسف أعترف لنا فى عندما كنا يجلس معنا فى جلسات خاصة بجبال النوبة( أن أستعمار الجنوبيين فى الحركة الشعبية والجيش الشعبى أشد قسوة من أستعمارالجلابة الشماليين) ولكن تخوفه من أن يسحب الجنوبيين بساط السلطة من تحت قديمه قام بالغدر بزملائه الضباط من دون أى رحمة. ويعتقد عدد كبير من قادة النوبة أن تلك التصفية لخيرة قيادات أبناء النوبة خلفت نوع من التذمر وأوجدت فراغاً قيادياً في منطقة جبال النوبة، وتركت المنطقة مرتعاً لضباط صغار يحاربون بلا قضية ولا هوادة وليس معهم هنالك من يخطط أو يفكر لهم أو يبصرهم بمخاطر طريق التحرير. أعدم زملائه الضباط كقربان للجنوبيين ويرى آخرون من قادة النوبة أن إعدام أولئك القادة المؤسسين أو نفيهم أو تغيينهم شكل صدمة قاسية لأبناء جبال النوبة الذين انضموا إلى الحركة من أجل (التغيير والتحرروالبناء القومي)، فانكمش بعده دور أبناء النوبة داخل الحركة الشعبية وقل عطائهم، مما حدا بمحمد هارون كافي ومجموعته أن تنشق عن الحركة وتوقع فيما بعد ميثاق السلام مع الحكومة لانهم لم يستطيعوا الصبر على الاستغلال السيئ الذى كانت تمارسه الحركة الشعبية على أبناء النوبة بدليل أن الفقرة الخامسة من بيانها الذي أعلنت فيه انفصالها عن الحركة الأم تضمن هذا الامر: (تعذيب واعتقال وسجن وتصفية قيادات جبال النوبة بجانب ابعادهم عن الجبال إلى الجنوب)... وتعتبر هذه واحدة من الأسباب التي دعتهم إلى الانشقاق عن الحركة الأم، إضافة إلى الصراعات التي نشبت بين أبناء النوبة داخل صفوف الحركة الشعبية بين أبناء جنوب وشمال الجبال حيث يعتقد أبناء جنوب الجبال أنهم أحق بقيادة الحركة الشعبية لأنهم الأغلبية في صفوف قواعد الحركة، بالإضافة إلى الصراعات التي ظهرت بين المسيحيين والمسلمين حول من هو أحق بقيادة الحركة الشعبية في جبال النوبة، حيث كان يعتقد دانيال كودي أنه أحق من يوسف كوة بالقيادة لأن المسيحيين أكثر من المسلمين في قواعد الحركة إضافة إلى أن أبناء هيبان وجنوب الجبال يمثلون جلهم التيار المسيحي هم الأغلبية، هذه الصراعات الخفية لم تصل إلى مرحلة الانشقاق وتكوين فصائل مختلفة إلا أنها حالت دون أن يستطيع أبناء النوبة توحيد كلمتهم داخل الحركة الأم، لذلك استفاد جون قرنق وحركته من هذا التناقض والوضع الذي لا يحسد عليه أبناء النوبة فجعل الكل يحتاج إليه إلى أن وصل الأمر بمجموعة محمد هارون كافي أن تشق عصا الطاعة وتأتي إلى السلام منفردة فكانت تلك بداية رحلة الضياع من الظلم والتهميش لأبناء النوبة في صفوف الحركة الشعبية وأسباب الفشل في جبال النوبة. ويقول اللواء تلفون كوكو عن يوسف كوة بأنه أول نوباوي موفود من تنظيم كمولو أخذ الأقديمية العسكرية ولكنه للأمانة والتاريخ لم يكن أول نوباوى أنضم للجيش الشعبي لتحرير السودان فقد كان قبله كل من محمد جمعة نايل ومبارك الباشا ومبارك شرف الدين ورحمة رحموة ولكنهم كانوا يمثلون أنفسهم وهذا هو الفارق، بينما تحفظ المقدم يعقوب إسماعيل (أحد أبرز قيادات النوبة) في مسألة الانخراط في الجيش الشعبي وظل بقواته في قندر الإثيوبية ضمن قوات حزب الأمة دون أي نشاط عسكري إلى أن استسلم بقواته لحكومة السودان في عهد حكومة الصادق المهدي عام 1986م. الذهاب بطريق الاخطاء القاتلة ويرى تلفون أن يوسف كوة عُرف على أنه فتح طريق النوبة للنضال المسلح، وبطل من أبطال النوبة وزعيم تغنت له الحكامات من النوبة والعرب بالتمجيد وبالمجد ولكن كانت هذه واجهة واحدة من حياته فلنسميها بالتاريخ الساطع ولكن المنطق يقول ماذا عن الواجهة الأخرى من حياته ؟ إذ يصبح طبيعي عندما أتناول يوسف كوة من هذه الناحية لأننا عشنا معه تجربة النضال السياسي المسلح وعن قرب جداً ونتيجة لهذا التعايش فلقد تضرر بعضنا منه غاية الضرر، فمنا من اتهمه بمحاولة القيام بانقلاب ليحلوا له اتخاذ إجراءات الاعتقال ، فاعتقل البعض وأرسلهم إلى جنوب السودان وهم مجموعة عوض الكريم كوكو تية ويونس أبو صدر منزول و (10) من ضباط برتبة صغيرة و (24) ضابط صف ولقوا جميعهم مصرعهم ماعدا اثنين ضباط واعتقل الآخرين وكذلك تم تعذيبهم وطردهم من جبال النوبة إلى جنوب السودان موثقي اليدين وأخيراً نقل باقي الضباط الكبار كلهم من جبال النوبة إلى جنوب السودان ولم يترك ضباط كبير في جبال النوبة إلا من يقول له (حاضر يا ريس)، وانقلب ضدنا وأصبح لا يعمل بنصحيتنا وأصبح يعمل بنصيحة الجنوبيين فقط وكان يوجه لنا تُهم العمالة والتجسس والخيانة وهي تهم ملفقة لكي يمهد لطردنا وبالتالي عمل على تدمير واغتيال شخصياتنا كمناضلين مثله بل على الرغم من أننا لعبنا أدواراً أساسية لم يلعبها هو، فبعد أن أرسل يوسف المجموعة الأولى من الضباط وقام الجنوبيين بقلتهم فطنوا لهذه المسألة لذا عندما أرسل يوسف كوة المجموعة الثانية والتي كان قد خطط لها لكي يقوم الجنوبين بتنفيذ الاعدامات فيهم، فقال الجنوبيون لماذا يرسل يوسف كوة ضباطه الكبار إلى جنوب السودان بدلاً أن يحل خلافاتهم هنالك؟ فلماذا لا ينفذ فيهم حكم الإعدام في جبال النوبة؟ فهنا عرف الجنوبيون بأن يوسف كوة تنقصه التجربة في القيادة مثله مثل القائد رياك مشار والقائد لام أكول والقائد جميس واني فقد قيموهم برتبة نقيب بعد تدريبهم ولكن بعد شهور قليلة جداً تمت معالجة رتبهم إلى رتبة الرائد ومنها تسلموا مسئوليات كبيرة جداً لمناطق بعيدة يكونوا فيها هم أي شيء فهذا كان العامل الأساسي في إخفاق وفشل قيادة يوسف كوة ورياك مشار والآخرين فلم يعلموا نحن قيادة أعلى منهم لكن يتعلموا منهم القيادة لأن قيادة الجيش تحتاج لخبرة بالممارسة ولذلك دائماً تبدأ بملازم وملازم أول وإلى آخره فقد كان من الأخطاء اليت ارتكبها يوسف كوة هو أنه كلما اختلف مع ضابط من ضباطه الكبار يقوم باعتقاله وطرده من جبال النوبة أو ينقله من جبال النوبة بينما كان الصحيح هو وضعهم في الحبس ثم إدخالهم المكاتب وهو( الاجراء المعروف فى الجيوش لمحاسبة الضباط) وعدم ترك الأمور للآخرين، وكما أنه لم يستفيد أو يحلل لماذا لم يحصل أن اعتقل الجنوبيون بعضهم في جنوب السودان وأرسلو إليه المطرودين أو المنبوذين إلى جبال النوبة؟. نعم كان يوسف كوة غيور على قضية النوبة قبل انضمام النوبة إلى الحركة الشعبية وكنا نؤيده (100%) ولكن بعد انضمام النوبة إلى الحركة الشعبية انقلب على أصحابه الذين كانوا يخوضون النضال معه إلى الداخل وخاصة عوض الكريم كوكو تية رئيس تنظيم كمولو والذي قام بتنظيم الشباب في جبال النوبة حتى فوزوا يوسف كوة إلى مجلس الشعب الإقليمي في الأبيض وفوزوا دانيال كودي إلى مجلس الشعب القومي لكنه انقلب علينا نحن الذين لبينا نداءه لكي نلحق به فى الوقت الذى تنصل فيه الآخرين فأدركنا أنه أصبح ليس الشخصية التي كانت معنا قبل الدخول للحركة الشعبية. أضاع الفرص التاريخية للنوبة ليحفظ مكانته لدى الجنوبيين ويواصل كوكو الحديث عن يوسف فيقول: بدأ يشعر بالتميز منذ أن تم منذ تعيينه سفيراً لجمهورية اليمن الاشتراكية في عام 1985م وعندما أصبح تسند إليه مهام كبيرة كان سوف لن يقوم بها لولا الحركة، مثلاً عند إيفاده لمقابلة بعض المسئولين ورؤساء الدول الإفريقية والعربية والأوروبية كما أنه كان الوحيد من أبناء النوبة فقط الذي حظى بتدريب عسكري في كوبا فشعر بهذا التمييز الإيجابي فأصبح متعلقاً بقيادة الحركة الشعبية أكثر من قضية النوبة لدرجة أنه جعل سكرتيره الخاص من غير النوبة لأنه لا يضمن أبناء النوبة. وللتأكيد على أنه أصبح لا يستمع إلى نصيحة زملائه من أبناء النوبة فمثلاً في عام 1987م عندما نصحناه بعدم الانسحاب من جبال النوبة لأي سبب من الأسباب لم يأخذ بنصيحتنا له وأخذ بنصيحة الجنوبيين ولكن بعد أقل من (24) ساعة أتضحت له الحقيقة وأن نصيحتنا له كانت هي الصائبة ونصيحة الجنوبيين له كانت خاطئة. ويعتقد معظم النوبة أن يوسف أضاع الفرصة الذهبية فى تحديد مستقبل النوبة فى الحركة الشعبية وفرض شروطهم على جون قرنق لضمان حقوقهم النضالية لاحقاً بعد انشقاق د. رياك مشار، دكتور لام أكول لأن كل المؤشرات كانت تؤكد بأن د. جون قرنق سيرضخ في نهاية المطاف للأستجابة لحقوقهم ومطالبهم ولكن يوسف كوة مكي كان يخشى اتخاذ قرارا كهذا وكان يفضل أن يبدأ به الجنوبيون لكي لا يصفون النوبة بالخونة. وفى مسلسل أضاعة يوسف كوة للفرصة التاريخية لتحقيق مكتسبات للنوبة رفضه التام لوقف الحرب مع الحكومة فى جلسات مؤتمر النوبة بالجبال عندما طلب من المؤتمرين أن يصبروا لمواصلة الحرب من دون المراعاة لحرية التعبير ليخرج الأغلبية بقرار استمرار الحرب، بحجة( لكي لا ننادي نحن النوبة بالانفصال ولكي لا يوصفنا الجنوبيين بالخونة) ولم يمض (6) أشهر بعد المؤتمر وإلا استردت قوات الحكومة جميع الحاميات بالمناطق التي استولينا عليها إلى أن حاصرتنا في قمم الجبال، ولم يصبر يوسف كوة حيث قام بنقل أسرته المكونة من ثلاث زوجات وأولادهن وبناتهن إلى نيروبي وترك شعبه بالجبال تحت راجمات الصواريخ وقذائف الانتوف البرميلية المخيفة الانفجار والهجمات المستمرة من قوات الشعب المسلحة بالمدفعية والهاونات، ومثل نقله لأسرته من مسرح العمليات إلى مدن دول الجوار من أجل الأمان تقليد جعل بقية الضباط الكبار يقلدونه وينقلون أسرهم إلى حيث الأمان وهذا خلق بالضرورة شعور غاضب من بقية الضباط الصغار وصف الضباط والجنود وعامة الشعب بجبال النوبة لهذا التمييز الذي قسم الناس إلى طبقتين طبقة في أمن وأمان ونعيم وطبقة في حجيم ونيران وشقاء في جبال النوبة ليس هذا فحسب فهذه النقلة تتطلب مبالغ كبيرة من الأموال لإيجار البيوت والإعاشة والتعليم والصحة والمواصلات وأشياء لزوم المدينة. أختلاس أموال الجبهة الرابعة فكان طبيعي أن يتورط يوسف كوة في حق الآخرين حيث أنه كان يؤجر شركة للنقل من خمس عربات هينو تم الاستيلاء عليها فى معارك جنوب السودان كانت نصيب جبهة جبال النوبة لكي تعمل في ضخ الأموال من أجل استخدامها في نقل العتاد الحربي إلى جبال النوبة ولكن كان هذا حق أريد به باطل فعندما استمرت هذه الشركة تعمل لسنوات طويلة من دون أي مراجعة تذمر الضباط بجبال النوبة مطالبين بكشف حسابات هذه الشركة ولكن للأسف لم يوافق على كشف حسابات الشركة إلى أن توفى. وبعد وفاته واستلام عبد العزيز آدم الحُلو لقيادة الجبال واصل الضباط في مطالبهم بكشف حساب الشركة إلى أن اضطر الُحلو بكتاب تفويض لى (تلفون كوكو) بتشكل لجنة من (5) ضباط لمراجعة حسابات (شركة كمولو) وقمنا بذلك حيث كونت لجنة من خمس ضباط برئاسة النقيب بشرى قوردن والذي وصل الآن إلى رتبة عقيد، وبعد المراجعة التي استمرت لأكثر من شهرين حيث بدأوا عملهم من كبوكو ونيروبي وناكرو وياء خلصوا في النهاية بكتابة تقرير كامل عن المراجعة وجاءت النتيجة أن العربات ضخت مبالغ كبيرة جداً من الدولارات ولكن صرفت كلها على أسرة المرحوم يوسف كوة منذ 1998م وحتى 2003م ووجدوا أن الشركة صرفت على نقل العتاد الحربي مرة واحدة فقط ومنه أرسلت هذا التقرير إلى عبد العزيز آدم الحلو مع النقيب بشرى قوردون في جبال النوبة وبالطبع تم حفظ التقرير والذي أصبح سراً لا يعرفه غير عبد العزيز آدم الحلو، رائد جون أمبدي، مقدم النور صالح، رائد أحمد يوسف، عقيد كليكس إيليا كورمال، عقيد بشرى قدردون وشخصي. الانحراف عن مسار قضية النوبة لذا يؤكد مظم قادة النوبة أن يوسف كوة انحرف عن مسار النضال وعن قضية جبال النوبة مثل انحراف قيادة الحركة الشعبية عن شعارتها التي رفعتها العدالة والمساواة، الحرية والديمقراطية، السودان الجديدة لذا أصبح يوسف كوة مثل قيادة الحركة الشعبية بجنوب السودان ركب معهم نفس القطار إلى دول الجوار وتركوا شعوبهم في السودان يعيشون ويقاسون من شدة المعاناة والحرب بينما أسرهم في دول الجوار تعيش في ترف ونعيم بعيدة عن انفجارات دانات الانتوف والراجمات والهاونات. وتلقى القيادات العسكرية والسياسية المستنيرة من النوبة داخل الحركة الشعبية باللوم على يوسف كوة لرفضه التام فكرة أعداد دستور يخص قضية النوبة بداخل الحركة الشعبية مع أنهم حاوروه مراراً وتكراراً حول ضرورة تنظيم النوبة داخل الحركة الشعبية تحسباً لأي طارئ في المستقبل أذا اختار الجنوبيون حق الانفصال لأنه كان يخشى أن تكتشف الاستخبارات الحركة الشعبية بجبال النوبة هذا الدستور وبالتالي سيتم سحب الثقة منه فعاكس قيام دستور خاص بالنوبة بالحركة الشعبية إلى أن ُتوفى والآن لا يوجد أي طرح أو دستور واضح يجمع عليه قيادة أبناء النوبة بالحركة الشعبية مما يجعلهم فقط ينتظرون التوجيهات من جنوب السودان الأمر الذي أضر ضرراً بالغاً بقضية أبناء النوبة. ياليته كان موجوداً رغم انتقال يوسف كوة إلى الدار الآخرة في العام 2001م إلا أنه يظل متهم في نظر الكثيرين من النوبة الذين يرونه يتحمل كل أخطاء نضال النوبة في الحركة الشعبية لأنهم يؤكدون أنه انساق بالوقوع في شرك الجنوبيين عندما أيقن أن مصالحه الشخصية تتطلب ذلك ، أما النوبة فليذهبوا إلى الجحيم رغم أن البعض يحاول أن يضفي عليه صفة القداسة الثورية باعتباره مناضلاً جسوراً ولكن كنا نأمل أن يكون موجوداً الآن ليرى بأم عينيه كيف باعت الحركة الشعبية نضال النوبة ؟ ويسمع بأم أذنيه كلمات باقان أموم الذي قال على الملأ :( إن نضال النوبة كان عبارة عن نفير وانتهى والمشاركون عادة في النفير لا يؤجرون) وفي مناسبة أخرى قال للنوبة (باى باى) بكل سخرية وتهكم حتى بدون أدنى أحترام لتاريخيهم الطويل مع الحركة الشعبية فى أدغال الجنوب. لذا تظل حياة يوسف كوة مفتوحة للأجيال لكي تأخذ العظة والعبرة وأن تتجنب الوقوع في الأخطاء التاريخية لضبط بوصلتهم فى الاتجاه الصحيح لنضالهم وأتخاذ كافة الترتيبات والضمانات لكى تضيع بوصلة النضال مرة أخرى فى أى أحراش غير أحراش جبال النوبة.