ذكرت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة ، إن تفاقما للمجاعة سوف يحدث في مناطق النزاع بجنوب الصومال وفي السودان في الأشهر المقبلة. وأهتم تقرير صدر هذا الشهرعن شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة وهي منظمة دولية ، بتتبع نوبة الجفاف في القرن الأفريقي وأثرها على الموسم الزراعي الحالي، وذكر إن أربعة ملايين صومالي في حاجة لمساعدات طارئة بسبب الجفاف والحرب ، مع المجاعة المعلنة في ست من أصل ثماني مناطق في جنوب الصومال. وبشأن السودان ذكر التقرير إن الخبراء يتوقعون تفاقم المجاعة في ولاية النيل الأزرق وجنوب كردفان بسبب القتال بين حكومة المؤتمر الوطني والجيش الشعبي مؤكدا أن النزاع أدى لنزوح وانخفاض فرص العمل وأعاق تحركات الماشية ، في حين أن الأمطار المتأخرة والشحيحة تزيد من سوء التقديرات لموسم الحصاد الحالي. وفي حين توقع التقرير أن تتحسن الأوضاع من أكتوبر إلى ديسمبر في كل من كينيا وإثيوبيا إلا أنه حذر من وضع كارثي في بعض مناطق الصومال والسودان التي تعيش حروبا. وأضاف التقرير بالنسبة للسودان إن البداية السيئة لموسم الأمطار أدت لشح في المحاصيل الأساسية إذ انخفضت المساحة المزروعة بشكل ملحوظ في مناطق الزراعة المطرية سواء شبه الآلية أو التقليدية منها خاصة في القضارف وسنار والنيل الأزرق وهي التي تشكل (سلة الغذاء) للبلاد. وذكر إن الموسم الرئيسي للأمطار والممتد في الفترة يونيو-سبتمبر/ أكتوبر ابتدأ في وقت متأخر جدا في جميع أنحاء شرق السودان ، وإريتريا ، وشمال إثيوبيا كما أن الأمطار في الشهرين الماضيين لم تكن منتظمة. وأضاف إن القطاع التقليدي يساهم بحوالي 25% من إجمالي المحاصيل السنوية في السودان. وعادة ما تزرع المحاصيل في شهري يونيو ويوليو في هذا القطاع. ولكن في هذا العام كانت المساحة المزروعة في منتصف شهر أغسطس نحو 35 في المئة فقط من متوسط المساحة المزروعة سنويا، وذلك عقب الهطول الشحيح للأمطار في شهري يونيو / يوليو. وذكر التقرير إن القطاع المطري شبه الآلي في السودان يساهم بنحو 50 في المئة من إجمالي إنتاج المحاصيل السنوي للبلاد. والوقت الأمثل لزراعة المحاصيل في هذا القطاع يكون في وقت مبكر حوالي يوليو- أغسطس. وعادة ما تزرع نحو 80 في المئة من الأراضي بحلول نهاية شهر يوليو أو الأسبوع الأول من أغسطس. ولكن في هذا العام، وفي منتصف شهر أغسطس كانت المساحة المزروعة هي 40% فقط من المساحة. وأضاف التقرير إن الأمطار تحسنت منذ منتصف أغسطس وزرعت مناطق عديدة في القطاعين (شبه الآلي والمطري التقليدي) ولكن يتوقع ألا تتجاوز المساحة المزروعة في القطاعين 60-70% من المساحة المعتادة وأن يكون الناتج أقل من متوسط السنين الخمس الماضية وأقل كثيرا من محصول العام الماضي الجيد في كل المناطق الواقعة شرق ووسط السودان، والنيل الأزرق، وسنار، وجنوب كردفان. ويظهر مؤشر الغطاء النباتي المعتمد على صور الأقمار الصناعية أن هذه المناطق في السودان إضافة لأجزاء من غرب إريتريا وأثيوبيا الغربية أكثر جفافا من المعتاد هذا العام. وذكر التقرير إن التأخر في بدء الامطار قد يؤدي إلى تأخر موسم الحصاد بنحو شهر في المناطق المذكورة بحيث يتوقع أن يكون الحصاد في نوفمبر، ولكنه يقول إنه وبالرغم من ذلك فلا يتوقع لجميع هذه المناطق انعداما في الأمن الغذائي بسبب جودة الموسم الماضي والغلال المرحلة منه، وذلك باستثناء جنوب كردفان والنيل الأزرق ، حيث استمر القتال بين الحركة الشعبية والقوات الحكومية مما عطل سبل العيش وتسبب في تشريد المواطنين . وفصل التقرير نتائج الحرب في ولاية النيل الأزرق في تعطيل دورة الإنتاج وتراجع المحصول القومي، وقلة فرص الحصول على العمل الموسمي وانعدام الأمن الغذائي بين العمال الموسميين المعتمدين على دخل العمالة الزراعية في الولاية، إضافة لقلة الوصول لمناطق الرعي الموسمية لقبائل البقارة: رفاعة والفلاتة وكنانة واللحويين مما يعرض ماشيتهم وعيشهم للخطر.