خرجت تظاهرة حاشدة بمدينة الثورة – الحارات الخامسة والسادسة والرابعة – مساء أمس 30 سبتمبر ، احتجاجاً على الغلاء . واندلعت التظاهرة بعد صلاة المغرب ، حوالي الساعة السابعة مساء واستمرت الى ما بعد الثامنة ، وجابت الشوارع الرئيسية ، وأحرقت اطارات السيارات ، وهتفت : ( لا لا للغلاء ، خايفين لمتين بالجوع ميتين ، الشعب يريد اسقاط النظام) . وتجاوب المواطنون العابرون مع المتظاهرين وعلت أصوات تنبيه العربات (البوري) بشوارع الزلط في اشارة للتضامن . وواجهت الأجهزة الأمنية التظاهرة – كعادتها – بالقمع ، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع ، واعتدت على الشباب بالعصى والهراوات ، واعتقلت عدداً من المتظاهرين . والغلاء نتيجة لمجمل سياسات الانقاذ - لأولوياتها في الصرف على الأمن والدعاية خصماً على الانتاج والخدمات ، ولتبديدها الموارد في الفساد والصرف السياسي والبذخي ، وتخريبها المؤسسات والمشاريع الكبرى ، وباثر فقدان عائدات النفط بسبب الانفصال الذي دفعت له الانقاذ وصورته كمأثرة بطولية ، ولعزلها البلاد عن العالم ، مما أدى الى هروب رؤوس الأموال والاستثمارات وتناقص الاعانات والقروض . ولا يمكن حل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية القائمة ضمن معادلات نظام الانقاذ . وتشير خبرة السودان والخبرات العالمية الى ان الانتفاضة الشعبية تبدأ بالتحركات الجزئية والمحدودة الى أن تتوج بخروج واسع وشامل ضد النظام .