تواصلت تظاهرات أهالي الحامداب بالولاية الشمالية ظهر أمس الجمعة بعد أن كانوا خرجوا بالخميس، وذلك في مسيرة حاشدة طالبت برأس أسامة عبد الله وزير الكهرباء والسدود، وهتفت : منو الضيعنا بلا الكيزان؟ في إشارة للإسلامويين الحاكمين. وشارك في التظاهرة المئات من أهالي القرية رجالا ونساء وشبابا وأطفالا وطافت المسيرة الهادرة ( جمعة الغضب) القرية هاتفة: ما قصرنا في السودان منو الضيعنا بلا الكيزان؟- هجرتونا وضيعتونا ودمرتونا وجهجهتونا – يا مهجر دخلك كم ورطل الزيت بقى بي كم؟- راس أسامة مطلب شعبي- عطش المشروع الجاب الجوع- ما دايرين حل اسعافي يا متعافي. وكانت المنطقة شهدت أمس الأول الخميس 29 سبتمبر تظاهرة مثيلة احتجاجاً على انقطاع المياه، وقد أوردت (حريات) أمس كلمات أحد شيوخ القرية المؤثرة والتي تؤكد بان التظاهر ليس سوى ( المناظر) ، و( الكلام لي قدام). الجدير بالذكر أن أهالي الحامداب (وهم غالبا من قبيلة المناصير) هجروا قسرا منذ عام 2004م لصالح بناء (سد مروي) الذي نفذته وحدة بناء السدود وعلى رأسها أسامة عبد الله، وتم الاتفاق على إنشاء مشروع الحامداب الزراعي الإعاشي لأسرهم، ولكن السلطة لم تفي بالتزاماتها للأهالي وظل المشروع يعاني من (موجات عطش أدت لموت وتلف أشجار الفواكه والنخيل وعلف البرسيم، مع فقدان المزارعين كل تعويضاتهم ومدخراتهم وأصبحت أرض المشروع يباب) كما أورد بيان صادر عن أهالي الحامداب في وقت سابق. واعتصم أهالي الحامداب عدة مرات أمام المباني الإدارية للمشروع في أوقات عديدة في الأعوام الماضية، بدون أي مردود ولا اهتمام من وزارة الزراعة التي يقع المشروع ضمن اختصاصاتها. ووصف أحد شيوخ المنطقة ما آلت اليه الأوضاع قائلاً : (البلد بتحكى بى حاله براها مادايراة زول يحكيها يعنى لو الواطة والزروع بتبكى كان بكت البنى آدم الفيها كان ببكى الا انحنا ناس شجعان مابنبكى وهسه الشىء البنسوى فيهو ده دى المناظر لكن الفيلم لى قدام) ، (النهارده انحنا لبن ما لاقين والله خلقنا ماكنا بنشتريه والموية بتاعت الشراب بتجينا ساعتين بس فى اليوم وموية حامضة ومربوبة . اذا كان جناك حصلتلوا ظروف أو مشيت المركز الصحى تجى تلقى الموية قطعت ، موية الشراب البنشربا فى خشمنا خليك من الموية البتعيش بها انحنا النهارده فقدنا حياتنا باكملها انا مولود من سنة 46من الله خلقنى يوم واحد لا أخدته لى ملاح لا أخدت قش وماكانت فى جهة بتتسيطر فينا انحنا كنا ناس حرين عزيزين بنحل مشاكلنا وكنا مزارعين ، كنا مصنع كريمة ده مشغلنا انحنا لحد ماوقف. كنا الحامداب .. كنا بنغذى مروى كريمة ونورى كانوا حياتهم مننا بهائم لبن بصل ملاح النهارده انحنا الكنا بنغذى الناس نفقد القوت الضرورى!!). تظاهرات حاشدة بالثورة : ( خايفين لمتين بالجوع ميتين) خرجت تظاهرة حاشدة بمدينة الثورة – الحارات الخامسة والسادسة والرابعة – مساء أمس 30 سبتمبر ، احتجاجاً على الغلاء . واندلعت التظاهرة بعد صلاة المغرب ، حوالي الساعة السابعة مساء واستمرت الى ما بعد الثامنة ، وجابت الشوارع الرئيسية ، وأحرقت اطارات السيارات ، وهتفت : ( لا لا للغلاء ، خايفين لمتين بالجوع ميتين ، الشعب يريد اسقاط النظام) . وتجاوب المواطنون العابرون مع المتظاهرين وعلت أصوات تنبيه العربات (البوري) بشوارع الزلط في اشارة للتضامن . وواجهت الأجهزة الأمنية التظاهرة – كعادتها – بالقمع ، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع ، واعتدت على الشباب بالعصى والهراوات ، واعتقلت عدداً من المتظاهرين . والغلاء نتيجة لمجمل سياسات الانقاذ - لأولوياتها في الصرف على الأمن والدعاية خصماً على الانتاج والخدمات ، ولتبديدها الموارد في الفساد والصرف السياسي والبذخي ، وتخريبها المؤسسات والمشاريع الكبرى ، وباثر فقدان عائدات النفط بسبب الانفصال الذي دفعت له الانقاذ وصورته كمأثرة بطولية ، ولعزلها البلاد عن العالم ، مما أدى الى هروب رؤوس الأموال والاستثمارات وتناقص الاعانات والقروض . ولا يمكن حل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية القائمة ضمن معادلات نظام الانقاذ . وتشير خبرة السودان والخبرات العالمية الى ان الانتفاضة الشعبية تبدأ بالتحركات الجزئية والمحدودة الى أن تتوج بخروج واسع وشامل ضد النظام .