[email protected] عاب علينا البعض لغة السباب التي إنتهجناها في بعض مقالات سابقة و تسآءلوا ما فرقنا عنهم إن كنا جميعا نرِد ذات بئر السوقية من منحط الكلام و تعللوا بأن لغة السب و الشتم لن تزيد المؤتمريين إلا استقواء و سيطرة لأنهما من الأدوات غير الفعالة لهذه المرحلة. دعونا نريهم أنفسهم بمنظار ما يفهمون .. دعونا نعريهم فيُرجعُ الغافلُ منا البصرَ كرتين ليرى ما فيهم من فطور .. دعونا نبتر بعضنا مجاهدة في سبيل أستئصالهم لأنهم عمل غير صالح .. دعونا تنفر منا فرقة و ترميهم بحجارة كلامية تسكت نباحهم الذي تمادوا فيه .. دعونا نريهم بأنا لسنا نعاجا تساق بفرقعة السوط و زجرالصوت و لكنا متى نضام نعطي اللئيم بؤسا يحرمه النوم و يبعث في عقله قلقا يزلزله و يأبى السكون .. دعونا نسرقهم ليستبين ما يكنزون .. دعونا نفعل كل شيئ .. إنهم لا يستثنون. إن همجيا أحمق كالبشير و دمويا بذيئا كنافع و خبيثا ماكرا كطه و فاسدا أنانيا كالمتعافي و خائنا سفيها كوزير المالية و أجيرا رخيصا كإسحاق فضل الله و متعجرفا متعاليا كأمين حسن عمر و سفاحا قتالا كأحمد هارون و القائمة تطول .. تكسَّر دون مبلغ آذانهم كل مقال رشيد على مدى العقدين من سنوات حكمهم حتى أيس النصحاء و تلاشى فأل الحكماء في الداخل و الخارج من رجاء فيهم .. تراهم كذباب ينكفؤون على جثة السلطة النتنة حتى إذا أتخموا و ملأوا منها البطون .. استفرغوها سفها و رعونة على مسامعنا البريئة حتى عزلتهم تلك السياسة و أصبحوا منبوذين أمهاتنا أينما ثقفواعلى الصعيدين المحلي و الدولي. لا شأن لنا بهم في أشخاصهم .. فلينزلوا بها قعر المنحط من كل القيم و ليغرفوا ما شاء لهم الغرف من بحر الدرك الفاسد و لكن ليس بإسمنا .. أرأيت لو أن والدك يتسول لأجلكم .. أكنت ترضى؟ أرأيت لو أنه يبيد في إخوتك و يشرد بهم أكنت تحسن إليه و تشنف أذنيه بمعسول الكلام؟ نعم لا شأن لنا بما يجرّون على أنفسهم كأفراد و لكن عندما تتعدى اسقاطاتهم فيسلقون كرائم بألسنة حداد و يؤذون ببذيئ كلامهم شرفاء آباءنا و عندما يخاطبوننا بلغة لحس الكوع و شاكلاتها .. عندها نعلنها داوية: لن يصلح معهم إلا ما يصلح مع الكلب العقور فالجرثومة الخبيثة لا يزيدها تطييبك إلا زيادة في شهية النهش و لكن يردعها مبيد لأجلها خصيصا صنع. ثم على أي شيء نتأدب معهم؟ على صونهم و حفظهم أرض الجدود؟ أم على تسببهم في رخاء و هناء الشعب السوداني؟ أم على إجتثاثهم جزور الفتنة و الفساد و إبدالهما بأمن وصلاح؟ كيف تريدني أن أتأدب مع نافع و هو يهدد بمن قتل منا و أصبح مقبورا و يتوعد الخارجين عليهم بأنهم أحياء و لكن قبورهم محفورة؟ كيف تريدني أن أتأدب مع البشير و هو مجرم يطارده الورى ليس لأنه أجرم في حق بني إسرائيل و لكن في بني جلدته المنوط به حمايتهم و بذلك أخذ الله منه ميثاقا غليظا. لو أن كل كلمة بذيئة خطرت على عقل البشر من لدن آدم إلى يومنا خُلطت فنتج عنها خلاصة خلاصة الخليط لما ادخرتها و هي قطعا عاجزة عن وصف الطغمة و لن تبلغ درك ما هبطوا إليه و لو جئنا بمثلها ألف خلاصة.