[email protected] جيش مفكك .. حكومة فاشلة .. اقتصاد متداع .. دولة مستباحة .. و شعب متفرج عار علينا أن ندمن لعب دور الصمت .. أصبحنا قطعا خشبية لا نشجب و ندين و لا نستنكر .. أفضل منا القادة العرب .. كلنا بلا استثناء مسؤول عما يحدث .. كلنا مشارك في جريمة الإهمال و التناسي التي لن يغفرها لنا الوطن .. أرأيت لو أن عربة فيها أهلك و صغارك تهوي من جرف .. أكنت تجلس و تقتل المشهد تنظيرا و تقلبه بين وجهات النظر و الإرجاء و التسويف و اللا مبالاة؟ أم تحسب نفسك بمنجاة من السقوط؟ و الله إن ثمة ما يقيدك و يربطك بتلك العربة الهالكة و ما إن تبدأ في الانحدار حتى تسحبك بكثير اضطرار و قليل اختيار فتسقط عليهم و كان في وسعك النجاة و هم معك .. كلنا ينتظر شخصا ما من مكان ما ليحدث تغييرا ما .. سلسلة من المجاهيل لا تودي بنا إلا إلى قعر المجهول! فلنجتث من عقولنا فكرة أن الإنقاذ جبل لا يتزحزح .. إنه من الضعف و الخور بمكان و إن نفخة منا جمعاء تجعله هباء صفصفا .. و إن دبوسا صغيرا من صغيرنا سيفرغ هواءه الفاسد و يجعله جلدا يتكوم .. لكنا ننفخ إذا نفخنا في وسائدنا .. لكنا نخاف للنفخة أن تحصيها عيون الأمن فنجعلها حبيسة الصدر .. ألسنا خائنين لمن قُتل و عُذب و اغتُصب و شُرد في سبيل قضيتنا ؟.. لا تتلفت باحثا .. البطل لا تسقطه السماء .. البطل تلده أنت من رحم عزيمتك .. أنت البطل حارب بكلمة .. اهتف باسم الوطن ضد العملاء .. شهِّر بهم .. كن كابوسا في أحلامهم .. ضيق عليهم الطرقات .. أرهم عارهم لن تقوم بالأمنيات دولة .. لن تنهض أمة قادتها عصابة .. لن يردع جيشنا المفكك العدو الطامع .. لن نملك إرادة و اقتصادنا هش متداع و مآل كل ذلك دولة مستباحة و هيهات لضخامة فيل كسيح أن يدفع عن نفسه لسعات الذباب الضعيف. ملأ قادة الإنقاذ أسماعنا تعبيئة لفظية و لا يزالون .. عابوا على الصادق المهدي ثرثرته و كثرة كلامه لكنهم بزوه و زادوا عليه بمنحط القول و خبيث الكلام .. عمدوا لبتر الأعضاء الحيوية لدولتنا .. أيقظوا فتنة القبلية النائمة بطبول فرق تسد .. خلعوا جزور خضرة الجزيرة و حبسوا عنه الماء و شردوا إنسانه .. بددوا نعمة عائدات البترول في شراء الذمم لتضخيم بالونة شعبيتهم المزعومة .. قطعوا أواصر العلاقات الخارجية فبتنا في عزلة .. أشعلوا نيران الحرب .. فرطوا في الوطن و لكن الأخطر من كل ذلك أنهم بدأوا يسومون السودان بأثمان بخسة تارة بظاهر هو الإستثمار و بباطن هو البيع الرخيص للمصريين شمالا و ببيع أرخص و ثمن أبخس باسم الإتفاق الهزيل مع دولة الجنوب الدولة التي لم تنفطم بعد من الرضاعة السياسية. لا يملك البشير و أركانه غير الإذعان لإملاءات دول الجوار فبعدما نفد ما باعوا و أضاعوا من مؤسسات قومية بين خصخصة و بيع رخيص و بعدما أغرقوا السودان في ديون ستخنق رقبة العافية لدولتنا لسنوات و آماد طوال شرعوا في التلفت يمنة و يسرى يدقون أجراس المزايدة .