طويت أمس 20 اكتوبر صفحة أهم طغاة القارة الافريقية معمر القذافي حاكم ليبيا لاثنين واربعين عاماً . وعثرت عليه مجموعة من الثوار في احدى حفر الصرف الصحي بمدينة سرت وقتلته . وتضاربت الروايات حول كيفية العثور عليه وملابسات قتله . وأظهرت لقطات فيديو صورها أحد المارة وسط حشد وأذيعت لاحقا على شاشات التلفزيون في أنحاء العالم أن القذافي كان لا يزال حيا عند القبض عليه قرب سرت وتظهر اللقطات القذافي وهو يجر من داخل صندوق سيارة ويجر على الارض من شعره. وصرخ البعض مطالبين بابقائه حيا. ثم دوت أعيرة نارية. وابتعدت الكاميرا. وقال مصدر في المجلس الوطني الانتقالي لوكالة (رويترز) ان القذافي اعتقل حيا ثم ضربوه وقتلوه وهو ينقلونه. وأضاف المصدر أن القذافي ربما كان يقاوم. وكان المجلس الانتقالي ذكر ان القذافي قتل حين اندلعت معركة بالاسلحة النارية بعد القبض عليه بين مؤيديه ومقاتلي الحكومة وهو ما يتعارض بشكل واضح مع الاحداث التي صورها الفيديو. وتوفي القذافي برصاصة أحدثت جرحا في رأسه. وقال المجلس انه لم تصدر أوامر بقتله. ووصف القذافي المعارضين الذين ثاروا على حكمه المتوحش الذي دام 42 عاما بأنهم (جرذان) لكن في النهاية كان هو الذي تم الامساك به وهو يختبيء في أنبوب لصرف النفايات والقاذورات. وقال أحمد السحاتي – وهو مقاتل من قوات الحكومة عمره 27 عاما كان بجوار أنبوبي صرف أسفل طريق سريع (وصفنا بأننا جرذان لكن انظر أين وجدناه). وقبيل صلاة الفجر يوم الخميس خرج القذافي — الذي كان يحيط به بضع عشرات من حرسه الخاص الموالين له يرافقه قائد جيشه الذي لم يعد له وجود أبو بكر يونس جبر — من حصار سرت المستمر منذ شهرين وشقت المجموعة طريقها في اتجاه الغرب لكنهم لم يبتعدوا كثيرا. وقالت فرنسا ان طائراتها قصفت موكب مركبات عسكرية كان يقل القذافي قرب سرت في حوالي الساعة 8.30 صباحا (0630 بتوقيت جرينتش) يوم الخميس ولكنها قالت انها غير متأكدة هل قتل القذافي في الهجمات أم لا. ووقفت 15 شاحنة صغيرة مركب عليها مدافع الية محترقة ومحطمة تتصاعد منها ادخنة بجوار محطة كهرباء فرعية تبعد نحو 20 مترا عن الطريق الرئيسي الذي يقع على بعد ميلين الى الغرب من سرت. وكان من الواضح أنهم ضربوا بقوة تفوق كثيرا أي شيء في حوزة جيش الثوار . وداخل الشاحنات كانت رفات السائقين التي تفحمت والركاب الذين قتلوا على الفور في الضربة مازالت على المقاعد . وبعض الجثث الاخرى رقدت وقد بترت اجزاء منها وأصبحت مقلوبة على العشب. ويوجد نحو 50 جثة بصفة اجمالية. والقذافي نفسه وحفنة من رجاله نجوا من الموت وفروا فيما يبدو وسط مجموعة أشجار نحو الطريق الرئيسي واختبأوا في انبوبي صرف لكن مجموعة من مقاتلي الحكومة كانت تسير على دربهم في نفس الاتجاه. وقال سالم بكير بينما كان يحتفي به بعض رفاقه بالقرب من الطريق(في البداية أطلقنا النار عليهم من مدافع مضادة للطائرات لكنها لم تكن مجدية). وأضاف (ثم توجهنا اليهم سيرا على الاقدام). وأضاف ( أحد رجال القذافي جاء وهو يلوح ببندقيته في الهواء ويصرخ مستسلما لكن ما ان رأى وجهي حتى بدأ يطلق النار علي) وقال بكير (ثم اعتقد ان القذافي لا بد أنه أمرهم بأن يتوقفوا. (سيدي هنا سيدي هنا). معمر القذافي هنا وهو جريح) وأضاف بكير (توجهنا الى هناك وأخرجنا القذافي. كان يقول (ما الخطب. ما الخطب. ما الذي يحدث .. ثم أخذناه ووضعناه في السيارة.). وقال بكير انه في وقت القبض عليهم كان القذافي مصاباً بالفعل بأعيرة نارية في الساق والظهر. وروى احد أعضاء المجلس الانتقالي ان القذافي (كان ينزف من بطنه واستغرق نقله وقتا طويلا ونزف حتى الموت (في سيارة الاسعاف). وروى مسؤول اخر في المجلس الانتقالي طلب الا ينشر اسمه رواية اخرى لوفاة القذافي. وقال (انهم (مقاتلي المجلس الانتقالي) ضربوه بشدة ثم قتلوه. هذه حرب). وأظهرت التسجيلات المصورة القذافي وهو يترنح جريحا لكنه كان مازال على قيد الحياة ويلوح بيده اثناء جره من شاحنة بواسطة حشد من جنود الحكومة الغاضبين الذين كانوا يوجهون اليه الضربات ويجذبونه من شعره. ثم ظهر وهو يسقط على الارض يحيط به الحشد. وأعلن مسؤولو المجلس الوطني الانتقالي في وقت لاحق ان القذافي توفي متأثرا بجراحه بعد القبض عليه. وهتف شخص من بين الحشد مطالباً بالابقاء على القذافي حيا وصرخ مقاتل اخر صرخة مخبول مدوية. ثم اختفى القذافي من المشهد وسمع دوي طلقات نارية. وأظهر تصوير تلفزيوني اخر جثة هامدة على ما يبدو للقذافي توضع في سيارة اسعاف في سرت. وقال مقاتل اخر محمول على أكتاف زملائه انه شارك في القبض على القذافي وعرض مسدسا ذهبيا قال انه أخذه من القذافي. واياً تكن ملابسات مقتل القذافي فقد طويت صفحة حكمه الدموي في ليبيا ، والذي استمر لاثنين وأربعين عاماً ستلقي بظلالها على ما بعدها ، خصوصاً وانه حطم البدائل الديمقراطية من أحزاب ليبرالية ومجتمع مدني مستقل .