وضع شاب ليبي غض الايهاب حداً لطغيان الزعيم الليبي معمر القذافي الذي استمر 42 عاما بعد ان القى القبض على الزعيم المخلوع والمختفي في سرت منذ سبتمبر الماضي امس، وظهر الشاب أحمد الشيباني 18 عاماً امام اجهزة اعلام وهو يحمل مسدساً ذهبياً يبدو أنه غنمه من القذافي ، وقال المجلس الانتقالي الليبي إن القذافي سيدفن في مكان مجهول. وروى كل من محمد العوا وإبراهيم محمد المحجوب وهما من أفراد الكتيبة التي اعتقلت القذافي- ظروف العملية، وأكدوا أنهم توصلوا إلى مكانه عقب إطلاق نار من قبل مرافقين له، وبعد الاشتباك صعد القذافي الذي كان مختبئا في حفرة مجاورة حاملا مسدسا، وهو يتساءل «شنو فيه؟» «ماذا هناك؟».وأضاف أن القذافي «كان جسمه هزيلا جدا، وواضح أنه كان مريضا فلم يتحمل الإصابة». وافاد بأنه كان يرتدي بذلة بنية اللون وعلى رأسه عمامة. وأبرز ما كان بحوزة القذافي الحجاب أو الرقية، التي كانت معدة لحمايته على ما يبدو أو إبعاد الأعيان عنه وعن مخبئه، ويبدو أن هذا الحجاب أو هذه الرقية، لم تنفعه، بل عجلت بأجله. وأوضحت مشاهد بثتها قنوات فضائية، أن القذافي تمت تصفيته بعد اعتقاله. وتظهر ذات المشاهد القذافي وهو حي يرزق واقفا على قدميه، وعليه آثار دم في الوجه والرقبة، يبدو أنها إثر إصابته على مستوى الرأس، وهو يخاطب معتقليه «أبنائي.. لا تقتلوني». وظهر القذافي وهو يتعرض للدفع والضرب بيد مجموعة مقاتلين، وبدا انه يقاومهم في مرحلة ما. وكانت الدماء تغطي وجهه، وجرى جذبه الى سيارة، بينما ضرب على رأسه بمسدس. وقالت الجزيرة ان الصور اذاعها التلفزيون الليبي. وتعيش مختلف أحياء العاصمة الليبية طرابلس أجواء احتفالية عارمة بدأت منذ تواتر أول أنباء مقتل العقيد الليبي معمر القذافي. وفي قلب العاصمة، يتقاطر الليبيون فرادى وجماعات إلى ساحة الشهداء «الساحة الخضراء سابقا» وهم يكبرون، فيما يسمع دوي إطلاق النار في الهواء من الأسلحة الخفيفة والمدفعيات متوسطة الحجم إلى درجة يخيل لزائر المدينة أن الأمر يتعلق بتفجير قنابل أو بقصف صاروخي وهو ما ادى الى تعليق حركة الطيران في أجواء طرابلس. وذكر مراسل من رويترز أنه شاهد تسجيلا مصورا أمس الخميس للمعتصم القذافي المعتقل وهو يرقد على سرير وملابسه ملطخة بالدماء لكنه على قيد الحياة. وأعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي مقتل القذافي، ونقل جثمانه إلى مدينة مصراتة، كما أعلن عن مقتل وزير دفاعه أبوبكر يونس. وقال مراسل الجزيرة إن جثة القذافي وضعت في أحد مساجد مصراته. وقال أحمد السحاتي وهو مقاتل من قوات الثوار عمره 27 عاما كان يجلس بجوار أنبوب صرف أسفل طريق سريع «وصفنا بأننا جرذان لكن انظر أين وجدناه.» ويروى قصة الساعات الأخيرة للزعيم المخلوع مقاتلو الثوار ولقطات تسجيل مصورة ومشاهد مذبحة. وقبل صلاة الفجر بوقت قصير أمس الخميس خرج القذافي الذي كان يحيط به بضع عشرات من حرسه الخاص الموالين له يرافقه قائد جيشه الذي لم يعد له وجود أبو بكر يونس جبر من حصار سرت المستمر منذ شهرين وشقت المجموعة طريقها في اتجاه الغرب، لكنهم لم يبتعدوا كثيرا. وقال حلف شمال الأطلسي أن طائراته ضربت عربات عسكرية تابعة لقوات موالية للقذافي قرب سرت في حوالي الثامنة صباحا بتوقيت ليبيا لكن الحلف قال انه غير واثق مما إذا كان القذافي قتل في هجومه. ووقفت 15 شاحنة صغيرة مركب عليها مدافع آلية محترقة ومحطمة تتصاعد منها أدخنة بجوار محطة كهرباء فرعية تبعد نحو 20 مترا عن الطريق الرئيسي الذي يقع على بعد ميلين إلى الغرب من سرت. وكان من الواضح أنهم ضربوا بقوة تفوق بكثير أي شيء قام المعارضون السابقون بجمعه أثناء ،لكن لم تكن هناك حفرة نجمت عن انفجار قنبلة تشير إلى أن الضربة ربما نفذتها طائرة هليكوبتر حربية أو أن طائرة مقاتلة أطلقت مدافعها على القافلة. وداخل الشاحنات كانت رفاة السائقين التي تفحمت والركاب الذين قتلوا على الفور في الضربة مازالت على المقاعد. وبعض الجثث الأخرى رقدت وقد بترت أجزاء منها وأصبحت مقلوبة على العشب. ويوجد نحو 50 جثة بصفة إجمالية. والقذافي نفسه وحفنة من رجاله نجوا من الموت وفروا فيما يبدو وسط مجموعة أشجار نحو الطريق الرئيسي واختبأوا في أنبوبي صرف. لكن مجموعة من مقاتلي الحكومة كانت تسير على دربهم في نفس الاتجاه. وقال سالم بكير بينما كان يحتفي به بعض رفاقه بالقرب من الطريق «في البداية أطلقنا النار عليهم من مدافع مضادة للطائرات لكنها لم تكن مجدية.» وأضاف «ثم توجهنا إليهم سيرا على الأقدام.» وقال لرويترز «أحد رجال القذافي جاء وهو يلوح ببندقيته في الهواء ويصرخ مستسلما لكن بمجرد أن رأى وجهي بدأ يطلق النار علي.».وقال بكير «ثم اعتقد أن القذافي لابد انه أمرهم بأن يتوقفوا. (سيدي هنا سيدي هنا). معمر القذافي هنا وهو جريح.» وأضاف بكير «توجهنا إلى هناك وأخرجنا القذافي. كان يقول (ما الخطب. ما الخطب. ما الذي يحدث .. ثم أخذناه ووضعناه في السيارة.»وقال بكير انه في وقت القبض عليهم كان القذافي جريحا بالفعل بأعيرة نارية في الساق والظهر.