صادرت سلطات المؤتمر الوطني كتاب الدكتور حيدر ابراهيم علي ( مراجعات الاسلاميين السودانيين – كسب الدنيا وخسارة الدين) . ويتناول الكتاب أزمة الاسلامويين السودانيين ويقيم مراجعاتهم حول هذه الأزمة . ومستشهداً بمقولة الكتاب المقدس (لقمة يابسة ومعها سلامة، خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام) يحلل المفكر حيدر ابراهيم أزمة الاسلامويين ( … خسروا أنفسهم ولم يكسبوا من الدنيا غير اوساخها: المال والعقار. لم يكسبوا الرحمة والتراحم والشهامة والبشاشة والمحبة ولم يمدحهم الحردلو: دا الاداك وكتر ما بقول اديت. وهم يستحقون فعلا تسمية “حزب الجراد” فهم قد جردوا البلاد والعباد من خيراتهم المادية والروحية). ويقول : ( … جمعت الحركة الاسلامية في تنظيمها، بين الشمولية والقدسية والقيادة الكارزمية، لذلك وجدت صعوبة في ممارسة النقد والنقد الذاتي ومن ثم المراجعة. فقد طغي الاحساس بالتفرد بين الاسلامويين، وتملكهم احساس الطليعة المؤمنة – كما ذكر (مكي) في إحدي المناسبات. كل هذا تسبب في قدر كبير من المكابرة، والشعور بالعصمة، وامتلاك الحقيقة المطلقة، وبعيدين عن المؤمن التّواب والنواب…). ( … يبدو أن الأخوان المسلمين والاسلامويين عموما، قد اقتنعوا بأنهم “شعب الله المختار”، باعتبار الأمانة الفكرية والرسالية التي اصطفاهم القدر لتحملها. فالاسلامي (..وى) يمتاز عن الشيوعي والطائفي والعلماني والقومي. وهذا إصطفاء ونعمة من الله، كونه مسلما ثم يهديه الله إلي جماعة تعمل علي إعلاء كلمة الدين. ويظهر هذا التصور عن الذات في كثير من مظاهر السلوك والمعاملة مع الآخرين. وهو أكثر بروزا في المجال السياسي وقد جاءت ممارسات العنف من هذا التصور. فالاسلاموي يعتقد أنه يملك الحقيقة المطلقة التي تسمح له بأخذ القانون في يده. ويبرر فعله بأنه يمكن أن يغيّر أو ينهي عن المنكر بيده أو لسانه (أن ينصحك أو حتي يسبك أو يزجرك لو تماديت). وأنظر لهم الآن كيف يسمون سلطة الغلبة والانقلاب “التمكين” ويصلونها بالله: “والذين إن مكّناهم في الارض”. وهذه الخصلة متعمقة في ثقافة وتكوين الاسلاموي بالذات المنظم… المرجعية التي ارتكز عليها الاسلامويون في التعالي وعدم الاحترام للآخرين المختلفين عنهم فكريا وسياسيا. وقد لاحظت ذلك كثيرا في تعامل المسؤولين مع ما يكتب عن ادائهم الحكومي، وغم أن هذا شأن يخص واجباتهم تجاه المواطنين) . ويضيف (…. الحركة الاسلاموية السودانية دأبت علي عدم احترام شعبها وأنها غير مسؤولة امامه. وقد تكرس هذا الشعور بعد الاستيلاء علي السلطة ونجاح الاسلامويين في تغييب الشعب. وصار الاسلامويون الحاكمون في السودان يعتبرون الصمت أو السكوت صوتا لصالحهم، وهذا ما اسموه: الاجماع السكوتي! ) ولأهمية الكتاب وقيمته التنويرية العالية تنشره (حريات) في قسم (استنارة) – استنارة سودانية على الرابط أدناه: