بشرى الفاضل.. الدكتور نافع على نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني مبدع في استفزاز جماهير الأحزاب السودانية وآخر تصريحاته في هذا الصدد مالا فاجأنا به في ودمدني حيث ذهب إلى هناك لتنشيط حزبه في مؤتمر عام بولاية الجزيرة ففي معرض هجومه على الأحزاب السودانية – التي ذكر أنها ساعية لاستغلال قضايا غلاء الأسعار للتظاهر ضده النظام – قال: (هذه الأحزاب تناست أن جميع أهل السودان مؤتمر وطني)! ولو كان كلامه صحيح ففيم الذهاب لمؤتمرات التنشيط؟ ولئن كان جميع السودانيين مؤتمر وطني فلماذا لا تتركهم الحكومة في حالهم بدلاً من ملاحقتهم بالاعتقالات والتشريد؟ وهل تطارد الحكومة عضوية حزبها الواحد الجامع المانع؟ أشار نافع إلى أن سوزان رايس بعد فشل أمريكا أربع مرات في احتواء السودان جنحت إلى أن (تتعجل أتباعها للقضاء على نظام السودان خوفا من ربيع الثورات العربية الداعمة للسودان). يعتقد نائب رئيس الحزب الوطني أن هذه الثورات الشعبية العربية داعمة لحكومة السودان وهذا قطف لثمار وهمية قبل أوانها و زعم ستكذبه صناديق الاقتراع في القريب العاجل فالثورات كانت جماهيرية وهي لإقامة الدولة المدنية فيما ذكره أغلب المشاركين فيها لا الدولة الدينية ولم تأت على ظهر دبابة.هي مثل ثورتي أكتوبر وابريل وشتان ما بين الهبات الشعبية وبين الانقلابات العسكرية في نوفمبر ومايو ويونيو. وأكد الدكتور استحالة إسقاط النظام، مشيرا إلى خيبة الأحزاب ودعوتها إلى التجمع في ميدان أبوجنزير حينما حضر نقد ولم يجد أحدا، وقال «ليس من العبرة أن يحضر الأموات إلي أبي جنزير ولكن العبرة أن يحضر الأموات الذين لم يقبروا»، كلام فيه إساءة بالغة للشيوخ ما عهدنا مثله عند مخاطبة كبار السن لتذكيرهم بانهم اقتربوا من الموت وهو كلام ينطوي على رغبة بشرية دفينة مدعومة بالرهان على العمر والتفاخر بصغر السن للتدخل في المصائر الإلهية للمفارقة فمن الذي يعرف قدره متى يعيش ومتى يموت؟ وبعد تأكيده على رشوة أحزاب التوالي من جديد قال نافع في تناقض ينسف ما قاله سابقاً: (إنهم في الحزب الوطني يحترمون أحزاب الأمة القومي والاتحادي الأصل لحوارهما المسؤول حول القضايا التي تهم الوطن). وهكذا ففي الدقيقة الأولى من خطاب هذا المسئول الوطني تطن عبارات (يهينون) وفي الدقيقة الأخيرة ترن عبارات ( يحترمون ). ذلك لأنه إن عزت الرشوة الفعلية فلتكن بالكلمات المجانية . [email protected]