مواصلة لما ذكرناه في المقال السابق ، نجد أن اعلان الاممالمتحدة للشعوب الاصيلة يمنح شعب جبال النوبة والمناطق المهمشة الاخري في السودان حق تقرير المصير نتيجة لتعرضهم المستمر لعمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية وتغيبهم المتعمد من المركزعن هوية الدولة السودانية، رغم الصراع الطويل فى السودان حول الهوية، الا أننا لم نجد أن الحكوماتة السابقة كانت اكثر وضوحا فى طرح هوية إحادية كما حدث فى عهد المؤتمر الوطنى ،فحديث رئيس المؤتمر الوطنى الصريح فى القضارف بانه بعد انفصال الجنوب لا وجود لأي “دغمسة” ويعنى بذلك التنوع الديني والأثني، وأختارت القوي السياسية السودانية الرئيسية الصمت حيال خطاب البشير،ونخشي أن يكون السكوت هنا من علامات الرضاء . وما دفعنا لطرح مبدأ حق تقرير المصير للمنطقتين ( جنوب كردفان والنيل الازرق)هو الفشل الذريع الذي لازم أداء الحكومات المتعاقبة على حكم السودان وفشلهم فى بناء دولة تسع الجميع. فاي حل للازمة السودانية لا يتضمن مبدأ حق تقرير المصير فأن هذا الحل قابل للإنهيار فى المستقبل القريب، وأي دستور لا يقر مبدأ حق تقرير المصير آيل للذوال.لابد من وضع حد لمعاناة الشعوب المهمشة فى السودان. شعب جبال النوبة عاني الامرين اكثر من المائة عام ،تعرض خلالها لجميع انواع الانتهاكات بداية بتجارة الرق وانتهاءاً بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية، والمسكوت عنه فى السودان لابد ان يقال الأن حتى يأتي الأجيال القادمة معافة من كل عيب ومتسامحة ومتعايشة فى وطن حر ديمقراطى، يحترم حقوق الانسان ويؤمن بمبدأ المواطنة كأساس للحقوق والواجبات، وتكون التنشئة الاجتماعية مبنية على أحترام الاخرين وحقهم في أن يكونوا آخرين ، لا يكون أحدهما سيداً والاخر عبداً عائش بغرض خدمة سيده . وأذا كان تردد البعض بالمطالبة بحق تقرير المصير أملاً فى تغيير الحال، ولكن كل التحاليل المعملية أثبتت بأن السودان مصاب بمرض عضال علاجه يحتاج الى بعض العمليات الجراحية المعقدة والتى بالضرورة قد تقود الى بتر اجزاء اخري منه اذا لم يحسن الاطباء العلاج. المطلوب شفاء الوطن وصحته مهمة كانت مرارة العلاج وتكلفته. وزير الصحة السوداني المستقيل Abdalla Teia Juma Former Minister of Health in Sudan