تابعت بإهتمام كبير خلال الأشهر الماضية كتابات بعض من الكتاب والسياسيين السودانيين،ولمست مدي تخوفهم من مجرد الحديث عن حق تقرير المصير للمنطقتين (جبال النوبة والنيل الازرق) وبقية المناطق المهمشة الاخرى في السودان، وقد ربط بعضهم تخوفه بأن تداعيات الأحداث في المنطقتين تشير الى ما ذهب إليه جنوب السودان بأنفصاله عن السودان وأعلان دولته المستقلة التي حملت الرقم (93) في المنظومة الدولية. وإذا نظرنا الي حال القوي السياسية السودانية ومدي تعاطيها مع الأحداث ومطالب أهل الهامش العادلة نجدها فاشلة وعاجزة فى تغيير المركز ليكون جاذب للهامش وبل فى إحيان كثير نجدها متماهية مع المؤتمر الوطنى ومتصالحة مع طرحه الإقصائي لكل من لم ينتمى للثقافة العربية الاسلامية. والكل قد تابع السكوت المريع والصمت الخجول من كافة القوي السياسية السودانية وعدم إدانتها عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية التى يمارسها المؤتمر الوطنى تجاه شعب جبال النوبة والنيل الازرق بتكرار لنموذج دارفور وقبله في جبال النوبة إبان الحرب الاولى التي أنتهت بإتفاقية نيفاشا للسلام،إذن ماذا تريد هذه القوي السياسية من الهامش ان يفعل ، اذا كان هنالك عدم تشابه بين مكونات الوطن الواحد حتى فى مشاعرهم تجاه بعضهم البعض فكيف يكون التنسيق أو التحالف بينهم. في أوقات كثيرة نجد أن القوى السياسية على أستعداد للخروج للشارع بسبب غلاء المعيشة وأرتفاع الاسعار ولكن لم ولن نجدها تخرج بسبب موت الالاف من الاطفال والنساء والشيوخ فى جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور. قد ضحى شعب جبال النوبة كثيراً من إجل السودان بوقفه فى وجه الإستعمار التركي والانجليزي وتقديم في سبيل ذلك كثير من الشهداء، ثم واجه شعب المنطقة إبادة جماعية منظمة أثناء فترة الحرب الاولى وأستمرت حتي موعد الاتفاق علي وقف إطلاق النار بسويسرا 2003 وفقد فيها شعب جبال النوبة الكثير من المثقفين. و الان شعب جبال النوبة أمام إبادة جماعية اخرى بشهادة العالم،ويبقي السؤال الذى يطرح نفسه لمصلحة من تخشي القوي السياسية من المطالبة بحق تقرير المصير والكل عاجز ان يغيير المركز ونحن وحدنا ندفع الثمن الحرب التي تدور الان ، وبل يرى البعض بان قضايانا ثانوية لنظل نخدم أهداف المركز الظاهر منها والمستخفي فى ثياب التحرر والتقدومية. فقد أن الاوان ان نقولها جهراً نعم للمطالبة بحق تقرير المصير لشعب جبال النوبة والشعوب المهمشة الاخرى فى السودان ،إذن ما هى أهمية وحدة يتم فيه التطهير شعوب بعينها؟ وما الضرورة من وحدة يفقد فيه الانسان كرامته وادميته؟ إذا فالنترك هذه الشعارات الجوفاء. وزير الصحة السوداني المستقيل