وعيد الفطر على الأبواب قال قريب لنا )والله لو الصيام ثلاثة أشهر ما حيكون عندنا مانع بس ما يكون بعده عيد)، وحالة اليوم هي حالة جميع السودانيين إلا قلة ممن (إنتفخت) جيوبهم، إما لأنهم (لصوص عديل) أو لأن السياسات الإقتصادية التى إختارتها الإنقاذ كانت سبباً فى إنتفاخ جيوبهم دون أن يكون لهم دور إلا إستغلال هذه السياسات. لقد جاءت الإنقاذ بحجة أن الدولار كاد أن يصل الى (عشرين جنيهاً) فأوصلته الى (ثاثمائة ألف جنيه) فى غضون (عشرون عاماً)، جاءت الإنقاذ ومعظم السودانيين يكسون أطفالهم فى عيد الفطر ويذبحون الفديه فى عيد الفداء، فحرمتهم الإنقاذ من كل ذلك. يستقبل السودانيين عيد الأضحى بتعاسه وبؤس، كيف لا يكون ذلك والعيد مقبل في ظل دخل (الأسره) الذي لا يفى البته بالإحتياجات الضرورية دون أن (يسد الرمق)، معظم الأسر تنظر للخراف كأنها (عزيز يمر دون تحية فتُضمِر له اللوم وهى تحبه)، مابالها (عزت الخراف) علينا والجميع يلعن (من كان السبب)، ليتأزم الموقف حينما يأتى الصغار فرحين فقد (مر بائع الخراف بجوار المنزل)، لينكسر خاطر الأب وتُنكِّس الأم رأسها فى إزلال، لتأتي الإجابه من الأخ الأكبر قائلة (السنه دى ما فى ضحيه). إرتفاع جنونى فى جميع الأسعار، وليس مجرد أسعار الخراف فقط، مما جعل مسألة التفكير فى (خروف العيد) مجرد ترف وإنصراف. وتعددت الكاريكاتيرات والحكاوى والنكات، لتظل القضية (مُعشعشة فى رؤوس الصغار)، عليه، ينطلق تساؤل مشروع في مدلوله الشعبي، لماذا لا يُصرف النظر عن مسألة الأضاحي طالما ان الظروف الإقتصادية لا تساعد على ذلك ؟ لكن الإجابة تأتي مباشرة (إنها الإنقاذ التي أوصلتنا لأن تصبح الضحية من كبائر الإمور). واقع الحال لايقول بأن كسوة العيد مجرد ترف ودلال ودلع، الفواكه لا تدخل البيوت إلا عندما يُوصي بها الطبيب للمريض الذي يوجد (على شفا حفرة الموت)، إنها الإنقاذ، التي صار في ظلها الحج (ليس لمن إستطاع إليه سبيلاً، بل (لمن إستطاع إليه سبل وسبل)، إنها الإنقاذ، ففي وقت كان فيه على سبيل المثال يدخل الشخص العادي فى صندوق يصرفه فى عيد الفطر، ليستعد للحج إبان العيد الثاني، فكم المبالغ المالية ماكانت لتُمحق في ظل التضخم المالي الحالي، الى أن أصبح (الحج) مصدر دخل للدولة، ومصدر قوت لمن لا يتقون الله، فما كان من أولئك الإنقاذيين إلا أن جعلوا من الحج أمر قاصر على (قله قليله). إنها الإنقاذ، والتي في ظل حكمها (لا حجيج) ولا (أضحيه) ولا (فرحة)، عيد قاتلهم الله أينما كانوا، فاليدع كل من حرمته الإنقاذ من (فرحة العيد) سؤال أخير الى ماتسمى ب (هيئة علماء المسلمين) ما رأيكم فى دولة تُصدِّر (الخراف)، في حين أن أسعار تلك (الخراف) أرخص في تلك الدول المُستوردة من دولتنا المُصدِّره ؟ أين أنتم يا (الهيئة) من حالة حرمان معظم المسلمين فى السودان من شرف الفداء نتيجة لسياساتكم الإقتصادية، والتى على ضوءها إرتفعت الأسعار (بهذا المستوى من الجنون)، هل هذا (حرام) أم (حلال) ؟ وهل يقع على ولي (أمر الأمه) و(إمامها) إثم ؟ أرجو أن (تفيدنا) في ذلك (هيئة العلماء) التي تعني ب (شئون المسلمين)، كما ظلت (تفيدنا) فى أمور بعيدة عن هموم الشعب على مدار العام… عذراً، فأنا أكتب (بمراره)، كمن يشتهى (المرارة) يوم العيد…