يثار لغط كبير حول تنظيمنا ، ودوره وتاريخه ورؤاه ، لذلك يجب على الجبهويين عرض أفكارهم بوضوح كافٍ . وفي العلن . إن أردتم معرفة موقف الجبهة الديمقراطية من قضايا الواقع ، فهذا البيان موجه اليكم ! الجبهويون و النظام اللصوص في النظام معروفون ، والمطلوبون لقتل حفظة القرآن قي دارفور يفاخرون بذلك ! . يدمرون التعليم ويشردون الأساتذة الأكفاء ويعتقلون الأطباء المضربين ، يزورون الانتخابات ، يبيعون الداخليات ويفككون الجامعة ، يفرضون الرسوم القاسية على الطالبات والطلاب ، يزيدون أسعار الوجبات ويتلاعبون في أموال الكفالة . يتكلمون باسم الدين ويستغلونه في تحقيق أهدافهم الشخصية . والكل يعلم أنهم يتصرفون عكس مبادئه . النظام في حوجة دائمة للكذب ، ولا يستغني عن مروجي الأكاذيب داخل جامعتنا ، لأنهم بالنسبة له أداته الناجزة لخداع الطلاب وسيفه البتار لضربهم وقتلهم ، يطيعون أوامره مقابل إطعامهم ويحميهم من حساب القانون شاكراً لهم على مخالفته . مرتشون وقتلة ومخبرون – هكذا يختارونهم – وكلما ازدادوا نذالة كافؤهم ! . هؤلاء الكذابون : يحاولون اقناع الجميع أن الأمور بخير ، وأن الأحوال في تحسن والسير الحثيث نحو المستقبل المشرق مرهون بوجودهم هم فقط على كراسي الحكم ، كل مايقال ضد النظام في نظرهم إشاعات ومؤامرات – مدبرة بليل – لمحو وجودهم الجوهري لبقاء العالم ! يخيفون الطلاب والطالبات إن عجزوا عن اقناعهم ، ويغرونهم بملء بطونهم إن هم انصاعوا – منافقون – تخالف أقوالهم الظاهر من أفعالهم . النظام أحال علاقات التآخي الطلابي المبني على الإحترام المتبادل ، والثقافة الحرة والديمقراطية ، إلى شكل مادي بحت ، وقطع دروب التمازج بين طلاب السودان في الجامعة بحصره للمدارس الجيدة في العاصمة ، وحرم أبناء الفقراء من التعليم بالرسوم الهائلة ، وزرع الشكوك بينم بالحرمان من الامتحانات وتفكيك وحدتهم بكلمة ( انت مالك ومالو ! ) . خلق النظام عالماً في مثل صورته – مليئاً بالتوجس والريبة والقنوط – يجد الطالب نفسه وحيداً بلا سند سوى المال . ثلاث خيارات أمامه : أن يحمي جلاديه وينضم للكذابين الذين وصفناهم محولاً نفسه لمجرد مرتشٍ – أن ينطوي على ذاته ، وإما أن ينتحر ! ست ضحايا انتحار في ستة عشر شهراً ،وعدد مهول من المحاولات الفاشلة دليل ساطع لا يقبل انكاره عقل . وبالمناسبة، لا شيء أكثر إثارة للسخرية من ذعر النظام الأخلاقي المسرف في أخلاقيته ، بأن الجامعات غدت مرتعاً لكل ماهو مستهجن من سلوك ، وأن الطلاب والطالبات يحتاجون للقمع والضرب لكي يتأدبوا ! ويبرر بذلك تحطيمه لاستقلالية الجامعة . الأخلاق والجوع لا يجتمعان ، ومن لا يجد قوت يومه – بكل تأكيد – سيخرج على الناس شاهراً سيفه . أجيبوا أنتم : كيف لمن يقوم بمثل هذا الأفعال ، أن يكون ترياقاً لمشاكل الطلاب ؟ من يقتل الوطن لا يبني الجامعة ! ا علموا ذلك . الجبهويون يعرِّفون الأزمة تعريفاً شاملاً : صبيان النظام في الجامعة ( نتاج عرضي ) لبقاء النظام ، بزواله يزولون وتزول دعاياتهم الكاذبة ، وتتحرر العقائد من الإستغلال السياسي . إعادة الطلاب والطالبات إلى النشاط بدل اليأس والانعزال ، ضربة قاضية لجهوده في تدمير الجامعة . فلنتحد ! الجبهويون والطلاب إن علاقة الجبهويين بمجمل الطلاب والطالبات ، ليست نتاجاً فجائياً لتفكير هذا أو ذاك من العباقرة ، أو سيلاً جديداً من الأفكار والآيديولوجيات ، إنها تعبير حقيقي عن شروط صراع الجامعة – والجبهويون احدى مكوناتها – ضد النظام . الجامعة ليست ملكاً للنظام ، ولا لفصيل سياسي معين أو مرتهنة لفكرة مجردة غير واقعية ، الجامعة ملك لجموع السودانيين المتعلمين والأميين ، في الحواضر والبوادي ، إناثاً وذكوراً ، حاكمين ومحكومين . لذلك : الطلاب هم بنات و أبناء كل أولئك المذكورين ، إن أثَّر النظام على أهاليهم فإنه بالتالي يؤثر عليهم – في مستقبلهم وأحلامهم وطموحاتهم – ويتداعى ذلك التأثير عليهم أجمعين ! . الطلاب يبادرون بذكاء خلَّاق لمناهضة تأثيرات النظام عليهم – داخل الجامعة ، وعلى أهاليهم – خارجها ، يبتكرون شعاراتهم ويتحركون في مجموعات مختلفة التسميات والمطالب ، متحدين ضد عدو واحد هو مصدر كل مشاكلهم . بالتالي يتعلم منهم الجبهويون . والجبهويون يستعملون مختلف المناهج النظرية والتحليلية ، ورؤاهم السياسية الإستراتيجية لتقييم معارك الطلاب وفهمها فهماً شاملاً وموضوعياً غير متحيز ، ويربطون تلك المعارك بتحركات الشارع ضد النظام بحبل نظري متين ، ينشؤن بناءاً نظرياً متعدد الأبعاد ، يجمع داخل الجامعة وخارجها ، مع تبصرهم في قضايا العالم المعاصر كلها ، ويصقلون عناصرهم للمبادرة في التحرك ، أمام الأحداث لاخلفها لأجل القضايا التي تهم الطلاب ، وبذلك هم يعلمون الحركة الطلابية . يستطيع الجبهويون تلخيص ذلك في شعار : من الجماهير و إليها ، نتعلم منها ونعلمها . والنظام يمنع النشاط الحر المستقل ، ويحاول حشر تعددية منابر الطلاب في وعاء واحد ، لأنه لا يستطيع أن يعيش وينتج سلطته على الطلاب إلا بتغييب عقولهم . تحرير الصحف ، الموسيقى ، الإطلاع والثقافة وحرية البحث العلمي ألد أعداء للنظام ، وكل طالبة وطالب يقترب منها هو تهديد لبقاءه ، النظام لا يريد سوى طلاب يطيعون الأوامر ويربي كوادره على هذه الثقافة – ثقافة المنفعة المبتذلة – ليحمي نفسه من المثقفيين الحقيقيين . و هؤلاء هم الحلفاء التاريخيون للجبهويين ! . تنوع اهتمامات الطلاب حقيقة ماثلة ، ومواقفهم تجاه مختلف القضايا مختلف ، الجبهويون يعرفون ذلك ويعملون بإصرار من أجل تكريس الوعي بهذا التنوع وتوحيده كله ضد النظام في آن . يعلم النظام أن صدامه الحقيقي ضد الطلاب والجبهويين بسبب هذا المبدأ. مع زوال المسبب ، تزول الأعراض : أعراض مشاكل الرسوم الدراسية ، والتعثر الأكاديمي ، ومحاولات الانتحار ، تفكك نسيج الطلاب الاجتماعي . أعراض ضعف البحث العلمي وغياب الحريات وقمع النساء ، وعدم تجذر الديمقراطية في بلادنا ، باختصار : يفتح الطلاب و الجبهويون باباً جديدا لعصر سوداني ديمقراطي مجيد ! . الجبهويون و المتأثرون بالحروب لا خطة موحدة لتثوير أوضاع بلادنا ، يعلم الجبهويون ذلك ، فذلك يشغل من منطقهم النظري موقع اللب . ولكنهم يعلمون أيضاً أن للحرب الثورية جذوراً ضاربة في النظرية السياسية ، فالثوري إذ يحمل السلاح ، هو سياسي محنك يهدف من خلاله لكسر حلقة استغلال محروسة عسكرياً ، ليس للفئات التي يمثلها فيها نصيب من العائد أو المكسب ، بل قد يكون متضرراً منها أشد الضرر . الحرب الثورية لدى الجبهويين : هي حرب حماية للمواطنين من طيش النظام العسكري وانتهاكاته التي لا تتقيد بقواعد حقوق الإنسان . وفعل لا بديل عنه إلا الإبادة الشاملة . حرب دفاع وتغيير وتجديد . فرق تسد : هذا مذهب النظام مع المسلحين والناشطين في المدن ، يفرق بين الاثنين باستعمال أقذر أسلحة الدعاية العنصرية ، ويؤدي انعزال المسلحين عن التفاعل مع قضايا غيرهم من المعترضين على النظام إلى إنجاح جزئي لسياسة النظام . النازحون ، و تسليح الأطفال . سوء التغذية في المعسكرات و غياب شروط الحياة الانسانية بكل مقوماتها ، نتاج مقصود لأفعال النظام ، الحرب عنده للتدمير الشامل ، دمار للإنسان قبل الشجر والحجر . الإفقار و التجويع : هو القاسم المشترك بين الواقعين تحت نير الحروب من السودانيين ، والقابعين منهم في أطراف العاصمة القومية ، من سيحميهم ؟ الغذاء سلاح الحكومة لإجبار وتركيع شعبنا …. فلنعِ ذلك . يلمِّع النظام الانتهازيين من المنسلخين عن واجباتهم الثورية ، ويغدق عليهم الاعطيات مقابل سكوتهم ! تضليل رمزي فاعل مع ضعاف النفوس والمغيبين عن جذور القضايا وأصولها . ويفصِل المسلحين عن بعضهم لأسباب قبلية من صنع نفس الإنتهازيين ، هم العدو ! منذ 1995 : يرى الجبهويون أن النظام يجب أن يزال بواسطة الانتفاضة الشعبية المحمية والمعززة بالسلاح ، تفتح المسار نحو التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية . فليرتعدوا ! فهذا الأمر غدا أقرب من حبل الوريد الجبهة الديمقراطية جامعة الخرطوم 15-11-2011