اتهم جنوب السودان الخرطوم بتقديم الدعم لهجوم عبر الحدود شنه من وصفتهم بأنهم مرتزقة في ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط والتابعة للجنوب أول أمس الأربعاء. وقال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين لرويترز إن المهاجمين (مرتزقة) يتلقون تدريبا من الخرطوم وتدعمهم بالأسلحة. من جانبه ذكر المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب أقوير أن ثلاثة مهاجمين قتلوا خلال الهجوم على منطقة كويك قبل الانسحاب عبر الحدود، وأضاف أن دبابتين تابعتين للقوات المسلحة السودانية ساندتا الهجوم، مشيرا إلى أن (المرتزقة من جنوب السودان وجندتهم وتمولهم الخرطوم). وأوضح أن الدبابتين كانتا تقصفان مواقع الجيش الشعبي لتحرير السودان، معتبرا أن هذه هي المرة الأولى التي تشترك فيها الخرطوم بوضوح في الاضطرابات عبر الحدود. وأشار أقوير إلى أن طائرات سودانية من طراز أنتونوف ألقت أيضا ثلاث قنابل في عمق أراضي جنوب السودان أول أمس، وذكر أنه لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا للغارة الجوية التي وقعت في كينو بمقاطعة راجا في ولاية غرب بحر الغزال. وطالب الأممالمتحدة بالحضور والتحقق من الانتهاكات ومن (ضلوع حكومة السودان في زعزة الاستقرار والأمن في جنوب السودان) . وقد يزيد اتهام القوات المسلحة السودانية بالاشتراك في هجوم الأربعاء التوتر في العلاقات التي توترت بالفعل في أعقاب قصف مخيم ييدا للنازحين في جنوب السودان الأسبوع الماضي، ونفت الخرطوم مسؤوليتها عن الغارة الجوية. وفي السياق تظاهر مئات من اللاجئين الذين فروا من المعارك في السودان احتجاجا على عدم وجود حماية من جانب الأممالمتحدة وغياب المساعدة الإنسانية في مخيم ييدا. وهتف المتظاهرون في المخيم الذي يضم 25 ألف لاجئ (استيقظ يا بان كي مون، نحن بشر مثلك)، في إشارة إلى الأمين العام للأمم المتحدة. ووصف المتظاهرون المندوب السوداني في الأممالمتحدة بأنه (كاذب) ، وذلك بعدما أعلن أن المخيم يشكل قاعدة خلفية (للمتمردين) المنتمين إلى النوبة الذين يخوضون منذ يونيو معارك عنيفة ضد الجيش السوداني في ولاية جنوب كردفان. وطالب المتظاهرون بإعلان منطقة حظر جوي لمنع الجيش السوداني من قصف جنوب كردفان وجنوب السودان. ويعاني مخيم ييدا نقصا في التموين بالمواد الغذائية وفق ما أعلنه مسؤولون إنسانيون، وخصوصا بعدما أن انسحبت منه غالبية الوكالات الإنسانية إثر القصف الذي استهدف المخيم في العاشر من نوفمبر.