اتهم جنوب السودان الخرطوم بتقديم الدعم لهجوم عبر الحدود شنه من وصفتهم بأنهم مرتزقة في ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط والتابعة للجنوب أول أمس الأربعاء، في وقت قالت فيه الحكومة السودانية إن لديها ملاحظات جوهرية على مقترحات الاتحاد الأفريقي في مسار التفاوض مع جوبا. وقال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين لرويترز إن المهاجمين "مرتزقة" يتلقون تدريبا من الخرطوم وتدعمهم بالأسلحة. من جانبه ذكر المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب أقوير أن ثلاثة مهاجمين قتلوا خلال الهجوم على منطقة كويك قبل الانسحاب عبر الحدود، وأضاف أن دبابتين تابعتين للقوات المسلحة السودانية ساندتا الهجوم، مشيرا إلى أن "المرتزقة من جنوب السودان وجندتهم وتمولهم الخرطوم". وأوضح أن الدبابتين كانتا تقصفان مواقع الجيش الشعبي لتحرير السودان، معتبرا أن هذه هي المرة الأولى التي تشترك فيها الخرطوم بوضوح في الاضطرابات عبر الحدود. وأشار أقوير إلى أن طائرات سودانية من طراز أنتونوف ألقت أيضا ثلاث قنابل في عمق أراضي جنوب السودان أول أمس، وذكر أنه لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا للغارة الجوية التي وقعت في كينو بمقاطعة راجا في ولاية غرب بحر الغزال. وطالب الأممالمتحدة بالحضور والتحقق من الانتهاكات ومن "ضلوع حكومة السودان في زعزة الاستقرار والأمن في جنوب السودان"، حسب تعبيره. نفي ونفى المتحدث باسم الجيش السوداني خالد الصوارمي الاتهام، قائلا لرويترز إن المعلومات غير صحيحة، وأكد أن الجيش لا يساند أي متمردين في الجنوب. وقد يزيد اتهام القوات المسلحة السودانية بالاشتراك في هجوم الأربعاء التوتر في العلاقات التي توترت بالفعل في أعقاب قصف مخيم ييدا للنازحين في جنوب السودان الأسبوع الماضي، ونفت الخرطوم مسؤوليتها عن الغارة الجوية. ملاحظات جوهرية من جانب آخر قال المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح إن السودان لديه ملاحظات جوهرية حول المقترحات الاقتصادية التي قدمتها لجنة الاتحاد الأفريقي. وأوضح مروح لوكالة الصحافة الفرنسية أن رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي أرسل مقترحات لحل قضايا النفط وتجارة الحدود وقضايا اقتصادية أخرى، واقترح يوم 19 نوفمبر/ تشرين الثاني موعدا للتفاوض بين الدولتين حول القضايا الاقتصادية في أديس أبابا. وأكد أن المختصين السودانيين لديهم ملاحظات جوهرية على المقترحات في الجانب الاقتصادي ومجمل مسار التفاوض مع جنوب السودان، بدون أن يوضح هذه الملاحظات. وأشار إلى أن مبيكي سيصل إلى الخرطوم يوم السبت للاطلاع على تلك الملاحظات بناء على طلب من الحكومة السودانية. ويتفاوض الطرفان في مسارين، الأول سياسي وأمني يتناول قضايا الحدود بين الدولتين ومنطقة أبيي المختلف حول تبعيتها لأي من الدولتين. ويتعلق المسار الثاني بالقضايا الاقتصادية، وتتمثل في تقاسم عائدات النفط الذي يتركز إنتاجه في الجنوب والبنى التحتية من موانئ وأنابيب ومحطات معالجة في الشمال، والديون الخارجية للسودان التي تبلغ أكثر من ثلاثين مليار دولار، وأصول الدولة والتجارة الحدودية بين الدولتين. وبدأ الطرفان التفاوض بوساطة أفريقية حول هذه القضايا منذ فبراير/ شباط الماضي لكنهما لم يحرزا أي تقدم ولم يتوصلا إلى اتفاق في أي من القضايا. وكان التفاوض في الجانب السياسي والأمني قد علق لمدة شهر في 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد أن فشلت اللجنة الفنية بين الطرفين في الوصول لاتفاق. مظاهرات وفي هذا السياق تظاهر مئات من اللاجئين الذين فروا من المعارك في السودان احتجاجا على عدم وجود حماية من جانب الأممالمتحدة وغياب المساعدة الإنسانية في مخيم ييدا. وهتف المتظاهرون في المخيم الذي يضم 25 ألف لاجئ "استيقظ يا بان كي مون، نحن بشر مثلك"، في إشارة إلى الأمين العام للأمم المتحدة. ووصف المتظاهرون المندوب السوداني في الأممالمتحدة بأنه "كاذب"، وذلك بعدما أعلن أن المخيم يشكل قاعدة خلفية للمتمردين المنتمين إلى قبيلة النوبة الذين يخوضون منذ يونيو/ حزيران معارك عنيفة ضد الجيش السوداني في ولاية جنوب كردفان الواقعة على الحدود بين شمال السودان وجنوبه. وطالب المتظاهرون بإعلان منطقة حظر جوي لمنع الجيش السوداني من قصف جنوب كردفان وجنوب السودان. ويعاني مخيم ييدا نقصا في التموين بالمواد الغذائية وفق ما أعلنه مسؤولون إنسانيون، وخصوصا بعدما أن انسحبت منه غالبية الوكالات الإنسانية إثر القصف الذي استهدف المخيم في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني.