يتعاظم دور الشباب فى السودان بمختلف الايدولجياتهم وإنتماءتهم الحزبية والغير الحزبية بتعاظم الازمة السودانية القائمة اصلاً منذ استقلال السودان 1956 الى يومنا هذا بنسب متفاوتة حتى وصل زروتها بمجئ الانقازييون الطفيليون الى سدة الحكم عبر انقلاب عسكري يفوح منه رائحة المؤامرة من القائمين بأمر إدارة شئؤن البلاد وقتذاك ,أي بمعني اَخر الحكومة المنتخبة نفسها لم تكن حريصة على إستمرارية التجربة الديمقراطية فى السودان رغم هشاشتها وإفتقارها لابسط المعايير الديمقراطية المعروفة عالمياً, الا ان إستمرارها بالتأكيد أفضل لشعب السوداني من الحكومات العسكرية,لان الديمقراطية كتجربة إنسانية تنمو وتتطٌور بتطور العقلية الانسانية. والمؤامرة فى السياسة السودانية ولاسيما بين النخب المركزية الذين حكموا الدولة السودانية منذ الاستقلال حتى الاَن لايحتاج لخبراء لإثباتها لانها كانت ولازالت واضحة للذين لم يشاركوا فى تلكم المؤامرات واقصد هنا المهميشن السودانيين وهم بلا شك ضحايا تلكم المؤامرات.,وكل التجارب الانقلابية العسكرية فى الدولة السودانية وجدت الضوء الاخضر بشكل أو اَخر من النخب المركزية الذين يصفون انفسهم بأنهم ديمقراطيون ….!! وكلكم تلاحظون بأن عقلية المؤامرة وهى تحاول الاَن بأن تجد لها ادوات جديدة للاستمرارية فى قيادة شئؤن البلاد بشكلها القديم والدليل على ذلك ما يجري الاَن فى الساحة السياسية من مساوامات واتفاقات سرية كانت أو علنية بين محمد عثمان المرغني والمتهم عمر البشير الغرض الاساسي منه وهو محاولة لإجهاض عملية التغيير القادم التى اصبح ضروري وحتمي لكل مواطن سوداني غيور لهذا الوطن للحفاظ على ما تبقى منه واعادة توحيدها من جديد على اساس طوعي وبشروط جديدة متفق حولها سودانياً ,ولكن السؤال الجوهري الذي يجب ان يسأل لمولانا محمد عثمان الميرغني هو لماذا تريد ان ترمي شباب هذا الحزب العريق فى احضان المؤتمر الوطنى لكي يساهموا فى إبادة شعبهم فى جبال النوبة ودارفور والنيل الازرق ولكي يكونوا مجرمين بعد ما كانوا مناضلين وصمدوا 22 عام من السياسات المؤتمر الوطنى القمعية؟ ولكن جاء وقت الذي يكتب فيه الشباب السوداني تاريخ جديد لدولة السودانية وتحديد مستقبلهم ومستقبل السودان بمفاهيم جديدة تقدس الفكرة وترفض التبعية لفرد مهما كانت مكانته السياسية والدينية والاجتماعية , وبناء احزاب ديمقراطية مؤسسة ذات برامج سياسية واضحة وإيجاد قيادات شبابية واعية وحقيقية كبديل للقيادات التاريخية الفاشلة الذين فشلوا فى بلورة الهوية السودانية الجامعة لكل الشعوب السودانية و تحقيق الوحدة الوطنية, وزرعوا الفتن والحقد والكراهية بين الشعب بدل المحبة والسلام والاخاء. وحان الاَون بأن يتحمل الشباب المسؤلية التاريخية ويعيدوا قراءة الاشياء فى السودان بشكل عقلاني بعيداً من التفكير العاطفي ويخروجوا من جلباب التقليدية المشوه ويلتمسوا اَفاق الحادثة والتقدم والاذدهار ويشاركوا بشكل فعٌال فى تغيير الاوضاع الحالية التي تمر به بلادنا بسبب السياسات الغبية والمؤامرات الليلية ومن المؤسف حقاً تحاك هذه المؤامرات ضد الشعب السوداني والنتيجة ما نحن فية الاَن…!! ,ويجب على الشباب ان يواجهوا التحديات القائمة ويقدموا تضحيات جسيمة فى سبيل ايجاد حلول لها ويتقدموا صفوف النضال مدنياً وعسكرياً والعمل معاً من أجل اسقاط الدكتاتور الراقص ونظامه الفاسد ومحاكمتهم وبناء دولة القانون قائمة على مبادئ الديمقراطية الشفافية والمحاسبة. بشارة مناقو جدو المحامي [email protected]