ورد في كتاب أستاذ الأجيال عبدالرحمن على طه .. بين التعليم والسياسة وأربجي لمؤلفته الدكتورة فدوى عبدالرحمن علي طه، وهو من إصدار درا جامعة الخرطوم للنشر ودار عزة للتوزيع والنشر عام 2004م، ويقع في أكثر من 500 صفحة من القطع المتوسط، ودر فيه أن التوسع في التعليم الثانوي كان يسير وفق خطة مرسومة حينما كان عبدالرحمن علي طه يشغل منصب وزير المعارف 1948-1953م في فترة الجمعية التشريعية التي سبقت أول انتخابات مهدت للاستقلال، وتقول الكاتبة “أن نفرا من كبار رجالات الطائفة الختمية قدم إليه خلال توليه وزارة المعارف لينقلوا له رسالة من السيد علي الميرغني، وكان الوفد يضم محمد الحسن دياب وعثمان حسن عثمان وآخرين ،أما الرسالة فقد كانت أن السيدين محمد عثمان وأحمد الميرغني قد أوشكا على بلوغ مرحلة التعليم الثانوي وأن الخرطوم بحري ليس بها مدرسة ثانوية وأن السيد علي يرغب في قيام مدرسة ثانوية بالخرطوم بحري ليلتحق بها ابناه. استغرب صاحب السيرة،أي عبدالرحمن علي طه، الطلب وأبلغ أعضاء الوفد أن السبب الذي أبدوه لا يدخل ضمن الاعتبارات الفنية التي تتقرر على ضوئها مسألة إنشاء المدارس أو تحديد مواقعها ، وأضاف الوزير أنه إذل أذعن لطلب الوفد فلن يستطيع أن يرفض مستقبلا طلبا قد يقدمه له السيد عبدالرحمن المهدي أو الشريف عبدالرحمن يوسف الهندي لإنشاء مدارس ثانوية لأبنائهم في أم درمان أو بري على التوالي. وأشار الوزير إلى أنه بإمكان السيد محمد عثمان والسيد أحمد الميرغني أن يلتحقا بمدرسة وادي سيدنا أو خور طقت أو حنتوب إذا اجتازا امتحان الدخول للمدارس الثانوية. وعدد صاحب السيرة الفوائد التربوية التي يمكن أن يجنيها الطالب بانتسابه إلى أي من هذه المدارس، وهنا قاطعه السيد عثمان حسن قائلا :” نحن لم نحضر إليك لتعطينا درسا في التربية، سنذهب إلى جيمس روبرتسون وسيأمر بإنشاء المدرسة”. وكان رد الوزير:”اذهبوا إلي روبرتسون إن شئتم وعلى أي حال أنا أشغل منصبا سياسيا ولست موظفا أعمل تحت إمرة روبرتسون ولا يستطيع أن يفرض عليّ شيئا لا أقره”. وبعد بضعة أيام من زيارة وقد الختمية اتصل السكرتير الإداري جيمس روبرتسون بصاحب السيرة حول إنشاء مدرسة ثانوية في الخرطوم بحري فكات رد صاحب السيرة أنه لا توجد في الخطة العشرية المعدلة مدرسة ثانوية في الخرطوم بحري وإنما في أم درمان في نهاية الخطة، أي عام 1956.” استمتعت بقراءة سفر العالمة الجليلة الدكتورة فدوى القيم خلال الأيام القليلة الماضية التي كان أهم أحداثها على الصعيد الداخلي اعلان التشكيلة الوزارية الجديدة ووجوهها الجديدة أيضا، وقد رأيت ان أقتطف منه للقاريء السطور السابقة بدون تعليق،على أن أعود للوقوف عند بعض محتويات الكتاب في مرة قادمة إن شاء الله. [email protected]