إستشهد الدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة فجر اليوم 25 ديسمبر . وبحسب مصادر مطلعة وموثوقة كان الدكتور خليل ابراهيم يقود عملية ضخمة ضد نظام المؤتمر الوطني وتمكنت الأجهزة الاستخباراتية والأمنية من تحديد موقعه فوجهت نحوه طائرات الإنتنوف وقصفته بأطنان من القنابل ، وبذلك أنهت حياة قائد ولم تنهي القضية ، فالقضايا العظيمة لا تموت بموت أصحابها ، وانما تزهر بدماء تضحياتهم . وعرف الدكتور خليل ابراهيم بالجسارة والتصميم ، وكان على رأس قواته دوماً في العمليات العسكرية الكبيرة . وتكره القوى المتآمرة على وحدة السودان ، وعلى رأسها نظام المؤتمر الوطني ، في الدكتور خليل ابراهيم انه لا يقبل الدنية ، فكان من قادة الهامش الذين لا يمكن احتواءهم بترتيبات اقليمية لتوزيع (السلطة والثروة) ، فقد استوعب تماماً بأن جذور معاناة الهامش في مركز السلطة بالخرطوم ، وانه لا يمكن تجاوز التهميش والاستعلاء والعنصرية بدون إعادة بناء المركز على أسس جذرية جديدة . ويشكل استشهاد الدكتور خليل ابراهيم خسارة جسيمة لقوى الهامش والتغيير ، ولكن قضايا الكرامة والعدالة والمساواة ، على مر التاريخ الإنساني ، لم تتوقف باستشهاد القيادات ، بل روت قطرات دمائهم جذورها وجعلتها عصية على الإقتلاع . ستتماسك حركة العدل والمساواة ، ستندمل جراحاتها ، تقدم قيادة جديدة تكون أمينة على ميراث الشهيد ، وتقتص للثوار والقضية . وتجدر الإشارة الى ان اغتيال الدكتور خليل ابراهيم يؤكد ما سبق ونشرته (حريات) ووسائل إعلام معارضة اخرى عن مخطط للمؤتمر الوطني لتصفية قيادات حركات المقاومة التي لا يستطيع احتواءها عبر صفقات جزئية لتقاسم السلطة والامتيازات . وبدأ المؤتمر الوطني الحرب في جبال النوبة بقصف منزل القائد عبد العزيز الحلو ثم أرسل طائرات لقصف مقر رئاسته عدة مرات ، كما بدأت الحرب في النيل الأزرق بقصف منزل الفريق مالك عقار ، وأرسل المؤتمر الوطني مجموعة اغتيالات الى نيروبي بقيادة العقيد ياسر حسن عبد الرحمن لاغتيال الأستاذ ياسر عرمان في أغسطس الماضي . وحاول جهاز الأمن بالتعاون مع دوائر اقليمية اغتيال الشهيد خليل ابراهيم باستخدام سم في طعامه بليبيا ، كما أرسل مئات العناصر الأمنية والعسكرية لقطع الطريق على خروجه الى دارفور . وبالتنفيذ العملي لأحد عناصر خطة المؤتمر الوطني باغتيال الدكتور خليل ابراهيم تستن قيادة المؤتمر الوطني سنة ستدفع عاجلاً أو آجلاً أكلافها الباهظة . (حريات) تعزي أسرة الشهيد الراحل وحركة العدل والمساواة وكافة قوى الهامش والتغيير . ويا كبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر.