حين عودته إلى دارفور من ليبيا وجه الشهيد الراحل الدكتور خليل ابراهيم خطاباً للأمة السودانية 25 سبتمبر 2011م طرح فيه رؤاه الفكرية والسياسية ، مما يشكل وصيته وميراثه ، وننشر نصه أدناه : بسم الله الرحمن الرحيم حركة العدل و المساواة السودانية كلمة رئيس حركة العدل و المساواة للأمة السودانية بمناسبة عودته إلى أرض الوطن إلى الأخوات و الإخوة الأعزاء في معسكرات النزوح و اللجوء .. إلى الثكالى و اليتامى و الأرامل الذين قدموا أغلى ما عندهم من أجل القضية إلى المناضلين الشرفاء القابضين على الزناد المرابطين في الثغور إلى أهلي و أحبتي في كل ركن من أركان الوطن العزيز إلى كل الشعوب المحبة للسلام أُحييكم تحية المناضلين الشرفاء الذين ما لانت لهم في سبيل الحق و العزة و الكرامة قناة. و انتهز سانحة عودتي إلى أرض الوطن العزيز، بعد غيبة إجبارية طويلة، لأحييكم جميعاً أجمل و أبرك تحية، و أهنئكم بعيد الفطر المبارك، سائلاً المولى جلّ و علا شأنه أن يعيده على بلادنا و هي ترفل في ثياب الحرية و الأمن و الاستقرار. أحييكم و قد عدت إلى أحب البلاد إليّ رغم أنف عصابة الخرطوم العنصرية المتسلطة على رقاب الشعب، التي تآمرت مع بعض القوى الإقليمية و الدولية، ليكون ثمن عودتي بيع قضية شعبي بأبخس الأثمان، فخاب مسعاهم بعد أن اصطدموا بعزيمة قواعد و قيادات حركة العدل و المساواة السودانية التي لا تعرف الخنوع أو الخور، و ردّتهم على أعقابهم وحدة و تماسك عضوية الحركة و تلاحمهم مع قواعدهم الشعبية و العسكرية الذي أذهل العدو و فقع مرارته. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أسدي تحية إجلال و إكبار لأشاوس حركة العدل و المساواة السودانية الذين حملوا أرواحهم في أكفهم، و شقوا الصحاري، و تحمّلوا المخاطر و الصعاب، و نفّذوا “عملية قفزة الصحراء" ليجعلوا المستحيل ممكناً، فكانت العودة. والشكر موصول لكل فئات و قطاعات شعبنا، شيباً و شباباً ، نساءً و رجالاً، في الوطن الكبير جنوبه و شماله و في الشتات، لمواقفهم الصلبة الداعمة للحركة، و الذين ما فتئوا يسألون عن حالنا، و يدعون لنا و يصلّون لسلامة عودتنا، فقرت أعينهم بإجابة دعواتهم و صلواتهم. ثم عبّروا عن فرحتهم بعودتنا إلى أرض الوطن بصورة تنُمّ عن أصالة الشعب السوداني و تماسكه و نبل سجيّته. ولا يفوتني أن أغتنم هذه المناسبة لأعيد تهنئة أحبابي في دولة السودان الجنوبي بتحقق أمنيتهم و تطلعهم للاستقلال، الذي لطالما قدّموا في سبيله المهج و أجلّ التضحيات، و كلّي أمل في أن يأتي فيه اليوم الذي يلتئم فيه لُحمة الوطن الكبير رغم أنف أعداء الوحدة بقيادة الرئيس المطلوب لدى العدالة الدولية، و خاله رأس الفتنة صاحب الانتباهة الذين يواصلون الكيد لتفتيت البلاد. ثم اسمحوا لي أهلي و أحبتي الكرام، في هذه المناسبة الجليلة أن أوكد على الآتي: 1-حركة العدل و المساواة السودانية حركة قومية تنشد الاصلاح السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الشامل للوطن كله، و تعمل من أجل إقامة دولة مدنية ديموقراطية عادلة، تكون المواطنة فيها مناط الحقوق و الواجبات، و تقف على مسافة متساوية بين مواطنيها، بغض النظر عن إنتماءاتهم العرقية أو الدينية أو الجغرافية أو ألوانهم أو خياراتهم السياسية. وطن يفتخر بتنوع ثقافاته، و يجهد في تنميتها، و يحارب النزعات الإستعلائية الأحادية العنصرية التي أدت إلى فصل جنوبنا العزيز، و يعمل على تفتيت ما تبقى من الوطن. 2-حركة العدل و المساواة السودانية حركة جعلت السلام العادل الشامل المتفاوض عليه خيارها الإستراتيجي، و وضعت نصب أعينها حقوق الشعب المسلوبة التي لا يمكن المساومة أو التفريط فيها مقابل مصالح شخصية آنية، أو وظائف ديكورية يمنّ بها أحد عليها. و قد سلكت منذ ظهورها إلى العلن عام 2001 كل سبيل يمكن أن يفضي إلى حقن الدماء، و رفع المظالم، و ردّ الحقوق، إلا أنها ووجهت بصلف العصابة الحاكمة التي لا تؤمن إلا بالحلول العسكرية الأمنية، و تسفّه كل ما عداها. و لم تترك العصابة العنصرية للشعب أو الحركة خياراً غير السعي الجاد لإزالتها عن سدة الحكم بكل الوسائل المتاحة، ما دامت سادرة في غيّها، و متمادية في رفض التغيير و التسوية السلمية. 3-حركة العدل و المساواة السودانية حركة وطنية راشدة، تناضل من أجل وطن تحترم فيه حقوق الإنسان، و تطبّق فيه المواثيق و المعاهدات الإقليمية و الدولية الخاصة بهذه الحقوق عبر آليات فاعلة، و على أساس من الشفافية و الانفتاح. 4-تقف الحركة بصلابة مع نضالات الأهل في جنوب كردفان و النيل الأزرق، و تدين بأغلظ الألفاظ جرائم الحرب، و التطهير العرقي، و الاعتداء السافر على المدنيين العزّل، الذي تمارسه العصابة العنصرية في الإقليمين. و تؤكد أنها مع وحدة المقاومة المسلحة و سائر القوى السياسية الوطنية المعارضة لهذه العصابة العنصرية، و تُعلن عن استعدادها لتقديم كل تنازل يُعين على رصّ صفّ المعارضة الجادة، كما تُعلن عن سعيها بكل جد و إخلاص من أجل وحدة كلمة المعارضة لقناعتها المطلقة بأن وحدة قوى المعارضة هي أقصر الطرق لتحقيق السلام العادل الشامل المستدام وفق شروط المعارضة، أو إزالة العصابة العنصرية الحاكمة و انهاء معاناة الشعب التي استطالت. و تسعى الحركة في هذا الخصوص إلى أن يلتئم شمل قوى المعارضة في لقاء عاجل يُتفق فيه على خارطة طريق واضحة، و آليات محددة لتنفيذها. 5- تدعو الحركة المجتمع الدولي و الأممالمتحدة إلى القيام بمسئولياتهم في حماية المدنيين في دارفور و جنوب كردفان و النيل الأزرق بفرض حظر الطيران الحربي في أجوائها. 6- تدعو الحركة إلى رفع معاناة الأهل في معسكرات النزوح و اللجوء، و تحسين أوضاعهم المعيشية، و ضمان حقهم في العودة الطوعية إلى مواطنهم الأصلية بعد توفير الأمن و المقومات الأساسية للحياة الكريمة فيها. كما تدعو إلى تعويض المتضررين من النزاع في إقليم دارفور تعويضاً عادلاً و مجزياً وفق المعايير الدولية. 7- تعمل حركة العدل و المساواة السودانية على إقامة دولة تحترم عضويتها في المجتمع الدولي، و تتمتّع بعلاقات خارجية متميزة، و تعرف معنى حسن الجوار، و لا تتدخل في الشئون الداخلية للآخرين، في الوقت الذي لا تفرّط فيه في شبر من أرضها. تعمل الحركة من أجل سودان يعتزّ مواطنه بالانتماء إليه، و يفخر بحمل جواز سفره، و لا يهان في كل مطار أو ميناء حدودي بسبب أعمال قادته الشريرة كما هو الحال اليوم. 8- تعلن الحركة تأييدها الكامل لثورة شعوب المنطقة المباركة ضد أنظمتها القمعية المستبدة في كل من تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سوريا. و تؤكد الحركة وقوفها المبدئي مع حق كل الشعوب في الحرية، و مع حقها في إختيار و إزاحة من يسوس أمرها. و السلام عليكم و رحمة الله؛ د. خليل إبراهيم محمد رئيس حركة العدل و المساواة السودانية القائد الأعلى لقوات الحركة 25 سبتمبر 2011 الأراضي المحررة