منعت الأجهزة الأمنية المعزين في الشهيد الدكتور خليل إبراهيم من أداء واجب العزاء لأهله بمنطقة (عد حسين) بالخرطوم ظهر أمس الأحد وأطلقت عليهم الرصاص المطاطي وقنابل الغاز . وقالت الأستاذة سلمى الترابي إنها ذهبت للعزاء مع والدتها وشقيقتها ووجدت أن قوات الشرطة طوقت المنزل وجاء أفراد من جهاز الأمن في زي مدني وحاولوا منع الرجال من إقامة سرداق العزاء وحدث صدام بينهم وبين الرجال في السرداق وتدخلت الشرطة بشكل عنيف لتفريق المعزين. وقالت سلمى ل (حريات) إن الشرطة أرهبت المعزين وأطلقت الرصاص المطاطي على الرجال بينما قذفت بعدد لا يصدق من علب الغاز المسيل للدموع داخل المنزل الذي كان مزدحما بعشرات النساء، وقالت إنها شخصيا عانت من الاختناق بصورة فظيعة وكانت معاناة والدتها أكبر حتى إنها أشفقت على حياتها وحاولت الاستنجاد بأية وسيلة لإيقاف حالة الاختناق المتزايدة داخل المنزل خاصة وأن قوات الشرطة رفضت خروج أي شخص من المنزل بعد تطويقه، وحينما حاولت السيدة زينات علي يوسف زوجة الدكتور خليل الخروج لمخاطبتهم والتماس فك أسر المعزيات اللائي عانين بشكل كبير جراء علب الغاز المسيل للدموع المقذوفة داخل المنزل، هددها شرطي من أن أية خطوة لها أخرى سوف تدفع حياتها ثمنا لها وأطلق الذخيرة الحية في الهواء تحذيرا . وأخرجت سلمى من حقيبتها علبة قنبلة غاز اصطحبتها معها دليلا على ذلك الهجوم الغاشم على أسرة مكلومة وأكدت إن منزل دكتور خليل يعج بمثل تلك العلب التي كادت تودي بحياة الكثيرين فقد امتلأ المنزل بالأطفال والرضع الذين اصطحبتهم امهاتهم. وقالت: من المؤكد كان سيسقط ضحايا لو استمر قذف علب البمبان في المنزل ولكن لطف الله وانسحبت الشرطة وأخلي سبيلنا قبل أن يقتلنا الاختناق . وعلمت (حريات) أن القوة التي داهمت منزل أسرة الشهيد الدكتور خليل تكونت من دفارين و10 بكاسي وكان الجنود فيها مدججين بالكلاشات والخوذات والهراوات والعصي وقد استخدموا الذخيرة الحية للتهديد والرصاص المطاطي لتفريق الرجال وقنابل الغاز المسيل للدموع .