قال المبعوث الامريكي الخاص للسودان ، برينستون لايمان، ان نصف مليون شخص في جنوب كردفان والنيل الأزرق ربما يواجهون المجاعة بحلول مارس القادم . وأضاف لايمان أمس الأول في بريتوريا عاصمة جنوب افريقيا إن هذا ( يمكن أن يكون مأساة مروعة من شأنها أن تهز الضمائر في أفريقيا والعالم لسنوات قادمة). وقال إن على الزعماء الافارقة أن يحثوا حكومة السودان على السماح للوكالات الدولية ووكالات المعونة التابعة للأمم المتحدة من الوصول إلى المنطقتين. وقال لايمان إن الصراع في الولايتين (صراع خطير وبسبب هذا الصراع كانت هناك اشتباكات بين الحكومة السودانية وقوات جنوب السودان عبر الحدود) ، وأضاف ( لذا فإن هناك خطر ليس فقط من هذا الصراع ، وحسب وانما كذلك من أن ينتشر ويعم بين البلدين. إذا لم يوضع هذا الصراع تحت السيطرة فإن ذلك يشكل خطورة). وكان لايمان طالب الحكومة السودانية بايقاف القصف الجوي على المدنيين في الولايتين ، وقال انها اذا فعلت ذلك وسمحت لمنظمات الاغاثة ، فإن الولاياتالمتحدة على استعداد ل”المضي قدما” في المناقشات حول إزالة السودان من قائمة وزارة الخارجية للدول الراعية للارهاب. وقال زاك فيرتن، وهو محلل حول السودان من مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل ، إن إدارة الرئيس باراك أوباما ناقشت إمكانية بدء عملية تقديم مساعدات للمدنيين في جنوب كردفان والنيل الازرق من دون موافقة حكومة السودان. وأضاف في مكالمة هاتفية مع (بلومبيرج) أمس من نيروبي بكينيا: (إن واشنطن قد أعطت هذا الموضوع قدرا كبيرا من التفكير، لأنها وغيرها أوضحوا أنه سيكون من الصعب تجاهل كارثة أخرى في جنوب كردفان) ، واضاف (انها دعوة صعبة للغاية ، ولكن مع رفض الخرطوم تقديم أي سبل للتعاون وتوقع أزمة إنسانية أكبر تلوح في الأفق، فإن واشنطن تشعر بالضغط الداعي للتصرف). وقال فيرتن إن تقديم الولاياتالمتحدة للمساعدات دون موافقة حكومة السودان (ربما يكون له رد فعل سلبي من الخرطوم ، ويتسبب في المزيد من تدهور العلاقات بين الولاياتالمتحدة والسودان ..). وأورد الأستاذ عبد الفتاح عرمان في تقرير صحفي من واشنطن ان مسؤولاً بالخارجية الامريكية صرح لصحيفة (ذا ناشونال) الأميركية أن حكومته لن تجلس وتتفرج على موت مواطني ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان جوعاً لان حكومة الخرطوم ترفض إيصال الإغاثة لهم، مضيفاً: “نحن نخطط لهذا الأمر (الإغاثة) وحكومة الخرطوم تعلم ذلك”. وكشف المسؤول الأميركي أن الإدارة الأميركية تعتزم القيام بعمليات إغاثة واسعة النطاق في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية. وشدد على أن حكومته في أعلى المستويات لن تسمح بحدوث مجاعة في الولايتين. وقال مراقبون تحدثوا للصحيفة المعنية ان خطوة واشنطن ستقود إلى المزيد من التدهور في العلاقات المضطربة بينها وبين الخرطوم، في ظل شلل تام لمجلس الأمن الدولي “الذي لم يحرك ساكناً لإغاثة المنكوبين في الولايتين”.