هل تشعر معى بالحرقة أوغصة أو مرارة عندما تقرأ فى بعض الأحيان لبعض الصحفيين والكتاب الأفاضل؟. ألم أقل لكم إنه وضع بائس وتعيس حينما يوارى قادة الرأى الحقائق أو تجافى السلطة الرابعة التنوير. فلهذا يكون لزام علينا تقويمهم هم انفسهم. ليس الخدمة المدنية وحدها فلقد طالت كل شئ حتى الصحافة. إنها بالقطع سياسة التمكين ومخاض 23 عاما من الإستبداد والقمع والقهر والذى لم يولد شئ غير الغثاء أو الزبد. وحسب وجهة نظرى المتواضعة فإنها صحافة للإستهلاك الإعلامى فقط إلا مارحم ربى. فالصحفى والكاتب يكتب ليسلط الضؤ على موضوع معين ليضئ الجوانب المظلمة لكى يملك حقائقه للقارئ ثم يبين وجهة نظره فى الموضوع وذلك للمساهمة فى نشر الوعى والإرتقاء بالمجتمع. ودائما ما يكون للصحفى أو الكاتب مبادئ تبرز من خلال طرحه حيث يحوم حول أفكار معينة ومثل وقيم تقفز من هنا وهناك ما بين السطور. وكقارئ أحس بإضطرابات الصحفى أو الكاتب وتذبذبه من خلال الأفكار والمواضيع المبعثرة وغير المرتبطة ببعضها والتى تدل على عدم وضوح الرؤية او عدم وجود هدف من الأساس. وهنا يجب أن نصنف الكاتب هل هو معارض او مهادن او موالى او أرزقى أو مرتزق لكى يختصر القارئ زمنه. وتحيطنى الريبة دائما انه لايوجد فى الساحة من يستطيع أن يتملك الحقائق ويعمل بإخلاص لضميره وإبراء لذمته فى ظل الطغمة الحاكمة والقوانبن القامعة إلا الصحافة الممكنة. ومن يقدرمن الموالين أوالأرزقية لإظهار بعض الأمر والإعراض عن بعضه، من قصد أو غير قصد، فإنه يساعد على تضليل القراء وتزييف وعيهم وتشتيت فكرهم. ولسؤ الحظ هم المصدر الرئيسى للصحافة. ولذلك بالنسبة لى من يكون ولائه صريح ويلتزم خطه ويلبس أصفر ليظهر فيبدوا واضحا أفضل ممن يمسك العصا من المنتصف ويتذبذب. فمثلا، جل المواضيع التى تتحدث عنها الصحافة هى قضايا الفساد ولكن لا نجد التركيز فى تضمين الحل الجذرى دائما وتذكير القراء به لتوعيتهم. فقد كتب الأستاذ ضياء فقال: ((فإن في الدولة مضغة إذا صلحت صلح كل عمل الدولة واستقام على جادة الخير وهذه المضغة هي الأجهزة العدلية!)). ورددت عليه فى مقال “العين الثالثة للطعن فى الظل” وقلت: ( فإذا كانت (المؤسسات الأمنية والعدلية) هى المضغة فأين العلقة التى أتت بالمضغة؛ بل أين نطفة الفساد التى يأتى منها المنى الذى يمنى بالفساد والإفساد. سنجد أن مصدرها تراب واحد، جاء غصبا، أغنى نفسه وتمكن، ثم أقنى أخلاقه وتجنن فتعفنت نفسه وتنتن، فأنى تستقيم المضغة لتكون فى أحسن تقويم!!.). وأيضا تابعت المواضيع الأخيرة للأستاذ عثمان ميرغنى والذى ابى ان يفصح باسم ذلك ال “مفيسد” -تصغير فاسد أو مفسد- من الفاسدين. ومن أين للتيار ليكس هذه المعلومات؟. ويريد أن يطفئ الموضوع بتهديداته وماهى إلا تهديدات لس (Less). وقد تكفل المعلقون الكرام برجم ما أورد مباشرة. وهنا أستغرب كيف يغفل قائد رأى يتحدث عن الفساد عن حديث الرسول صل الله عليه وآله وسلم: ((و الله لو سرقت فاطمة بنت محمد-رضى الله عنها)). وبعدها فراغ على الثلج ضربا باليمين فكتب: “رغم كل شئ”، حيث لا يريد تبصيرنا بالفجوة الغذائية الواقعة لكى يزيد هوة عدم الوعى، وحتى لا يسمع السلطان الكلام الذى يبكيه. وهذا التربيت تدليس على الأحلام المزعجة للشعب ليواصل نومه الهنئ، فهو لا يود إنتهاره ليوقظ ضمائرهم. وبحمد الله قد عرفنا مصدر كرة الثلج التى يفتخر بها تكسيرا باليمين والشمال. فمن قذفها نفسه يحتاج إلى حمام “كارب” يزيل عن جسده الأوساخ والروائح التتنة أولا ثم من حوله ثانيا حتى تتدحرج الكرة نظيفة ونزيهة من غير تمييز بين الحابل الشريف والنابل الضعيف فيقام الحد على كليهما سواء. وهنا لابد ان ننوه ان كرة الثلج هذه قد صارت جبل جليد من زمان يجذب هواة التزلج على الفساد وإنه لجبل يزكم الأنوف حيث لا عزاء لدافنى روءسهم فيه لتكسير ما بداخله من ثلج. لقد إبتلينا بساحة سياسية مصابة بالعقر والصحافة أصيبت بفيروس التمكين، فأصابها الضعف، وأصبحت لا تهش ولا تنش، إلا عندما تستعين ببعض المنشطات لتقول الحق وماهى بقائلته، والشعب يغط فى نوم العوافى والحفظ الصمت. وبالرغم من هذه الرؤياء غير الواضحة من كمية البخور المحروق والإزعاج والضجبج من دق الطبول والزمير هناك بصيص أمل وضؤ ضئيل لدحض هذه المظاهر الخداعة ببروز تلألأ نجوم الصحف الإلكترونية فى فضاء الإسفير الحر. فهى السلطة الخامسة التى تكونت من فطرة الحرية والتى ستقف بالمرصاد لقطع ذنب السلطة الرابعة حينما تطيله للألق أو تهزهزه للملق. ولذلك نجد الهجوم على تلك المواقع لإطفاء هذه الأنوار. فآخر هجوم كان على صحيفة حريات كما تعلمون. لقد أصبح كتاب ومدونون ومعلقون هذه المواقع هم أصحاب السلطة الخامسة الذين يفحصون الأخبار والمواضيع بأشعة أعينهم الثاقبة ويعطون الوصفة لأخوانهم القراء لايسئلون عليه اجرا إلا المودة فى الوطن وحب الخير للشعب والناس أجمعين. فاختلاف زوايا نظرهم تعطى أبعادا لنور البصائر وجسورا لعيون الضمائر وجسارة لقلوب العقول لكى تفكر وتنطق صدقا بلسان الحقيقة. فما يكتب من القلب يذهب إلى القلب ويوفر الزمن ويوقر فى الصدر وينتشر به الوعى والحق، وما يكتب من الكلب يذهب إلى الكلب ولا يكون حظه إلا عضه!!. العالم ذاهب للإنفتاح والحرية المطلقة. فسيأتى يوم تأفل فيه السلطة الرابعة المنكوبة والمنكبة على حكوماتها الديكتاتورية وتندثر فيه تحت الأنقاض. وستسود فيه السلطة الجديدة بفطرة الحقيقة التى لا تستطيع دحرها جيوش الضلال. حيث ستذهب الحكومات الظالمة المستبدة مسحولة إلى مزبلة التاريخ أما السلطة الرابعة الموالية فستقطع اربا إلى سلة المهملات غير مأسوف عليهما. [email protected]