داهمت قوة مكونة من حوالي ألف شرطي وعنصر أمن مجمع داخليات الوسط بجامعة الخرطوم فجر أمس 17 فبراير ، وأعتقلت حوالي (400) من الطلاب ، هم جملة المتواجدين بالداخليات إثر أغلاق الجامعة . واستباحت الأجهزة الأمنية الداخليات ، مدججة بالرشاشات والعصى الكهربائية والخراطيش ، وانهالت بالضرب على الطلاب ، وحطمت الكثير من الممتلكات ، ثم اقتادت جميع الطلاب المعتقلين إلى ساحة داخليات الوسط ، وأجرت معهم تحقيقات أولية اشتملت على سؤال عن (القبيلة ) ! وبعدها تم تقسيم المعتقلين على (10) مجموعات بحوالي (40) معتقلاً في كل مجموعة ، واقتيدت المجموعات في شاحنات شرطة إلى الأقسام المختلفة ، حيث تم فتح بلاغات باتهامات (الشغب) و(الازعاج العام) ، رغم ان جميع المعتقلين تم ايقاظهم وضربهم واعتقالهم حوالي الساعة الرابعة فجراً ! وخرج الطلاب المعتقلون من السجن مساء أمس بالضمان الشخصي ، باستثناء الطالب معمر موسى – عضو لجنة الطلاب ، الذي لا يزال معتقلاً لدى جهاز الأمن ، والطالبين محمد هارون وحسين آدم اللذين لا يزالان في المستشفى وقد أصيبا أثناء عملية الاعتقال . وذكرت لجنة الطلاب أن الاعتداء كان مفاجئاً وغادراً ، حيث تم الاتفاق بينهم والادارة بعدم إقتحام الداخليات ، وكان الجو العام جو تهدئة بعد تطمينات من الادارة بفتح الجامعة وتحقيق عدد من المطالب . وأصدرت الادارة مؤخراً بياناً يطالب باخلاء غير المنتمين لجامعة الخرطوم من داخليات الوسط ولم يشر من قريب أو بعيد لاخلاء طلاب جامعة الخرطوم ، خصوصاً وان من تبقى بالداخليات هم من أبناء الأقاليم غير القادرين على السفر والأكثر ضيقاً اقتصادياً . وعقدت لجنة طلاب جامعة الخرطوم مؤتمرأً صحفياً عصر أمس الجمعة بمباني المرصد السوداني لحقوق الانسان ، سردت فيه الأحداث بالتفصيل ، ونوهت إلى الحالة الانسانية المأساوية للطلاب المتجمهرين بحقائبهم وملابسهم التي اعتقلوا بها حوالي مبنى المرصد في إنتظار المجهول .