صدقي الصادق [email protected] العادات والتقاليد في بلدي الجميل ارث اجتماعي أصيل , يضفي على ممارساتنا الوان من السعادة والبهجة سيما ان كانت العادة المقصودة في متناول ايادينا الضائعة , بعيدا عن البذخ والصرف الزائد والمغالاة .. ولا يخفى على القارئ ان الزواج له نصيب السبع من تلك التقاليد والموروثات كتوابل لابد من وجودها لتعطي مزيد من النكهة والطعم الرائع للمناسبة المنشودة .. غير أن التقاليد التي تمارس الان نقلا عن الاجداد في وطني العزيز أنما كانت روعة نكهتها بالبساطة ولم يك الغرض منها المباهاة او زيادة المصروفات او ماشابه ..انما هي اشياء بسيطة تضاف الى جو الفرح لتزداد الغبطة وتنتشر المسرة وتعم الفرحة .. أما ان تتحول بهارات الزواج وتوابله الى اساسيات حتى وان كانت تهد عاتق الطرفين ماديا وظرفيا ومعنويا فهذا شئ يحتاج الى وقفة ..خاصة في ظل الظروف التي نلم بها الان ونعاني منها اجمعين ..الا من رحم ربي .. المنصرفات التي تتبعثر في الافراح والليالي الملاح ارضاءا للمظاهر والمناظرات أليس من الأجدى ان تصرف في تأسيس عش الزوجية تأمينا لمستقبل طويل؟ وهل من الحكمة أن تنتهي السعادة بانتهاء شهر العسل حيث تبدأ الأسرة الحديثة حياتها بتسديد ديون مصروفات الزواج فتحيل حياتها الى معركة حامية بين السداد ومصروفات المنزل الجديد والتفاصيل الأخرى .. احتفالات ومراسم الزواج في ظل ظروفنا الحالية يجب أن تقسم الى ثلاث أفرع يتساقط منها مالم يكن في الاستطاعة والأفرع الثلاث : الأساسيات الكماليات الرفاهيات أما الكماليات فلا يجب الخوض في غمارها من الطرفين مالم يكن الظرف المادي ملائم تماما ..بينما الفرع الأخير انصح بالابتعاد عنه تماما وتركه (للجماعة اياهم ) اما المهور سادتي وما ادراك ماهي ..بكل اسف هناك بعض الاسر تنظر للمهر كأنه قيمة ابنتهم المرشحة للزواج , وكأنما يسترزقون بسلعة في أسواق البيع والشراء ..وهذا خطأ فادح وفاحش ..فلو كان المهر يحدد قيمة بناتنا لما زفيناهم بأموال الدنيا وكنوزها ..المهر لاعلاقة له بقيم بناتكن ايها الامهات فبنات بلدي اكبر من ان نضعهم في هذه المقارنة ولو كانت الافكار تلك هي الصواب , لما قال الحبيب عليه افضل الصلاة واتم التسليم : ( اقلهن مهرا أكثرهن بركة ) الزواج عالم اخر يجب ان يجتاز بوابته كل شاب بتسهيل المولى وعونه ..فلاتقفوا بين الشباب ورغباتهم ..ولاتعجزوهم بمزيد من الطلبات والمصروفات ..وليكن شرط الموافقة الاول والاخير (من ترضون دينه وخلقه ) واعلم ايها الوالدة ..وانتي ايتها الأم الكريمة أن سعادة بناتنا هي استقرارهن في بيوتهن مع من يصون عزتهن وعفتهن وكرامتهن ..وما مظاهر الترف والبذخ الاسراف الا لحطات زائلة لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة الزوجية الطويلة ..وستتحول الى صور للذكرى ليس الا اسال الله العفة والاستقرار لكل شباب الوطن واساله تعالى ان يحقق امال كل والد ووالدة في ابنائهم ودمتم اعزة كرام ودام الحب بيننا ودام السلام