ظل لفترة طويلة يعارض الحكومة من القاهرة، بعد أن غادر الخرطوم في أعقاب إتهامه بالمحاولة الإنقلابية وسجنه، كون الجبهة الوطنية الثورية، وأصبح رئيساً لها، للرجل آراء ثورية ضد الحكومة، علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي في هذا الحوار طالب الميرغني بالتخلي عن السلطة والصادق المهدي بإيقاف الحوار مع الوطني، لحسنين مواقف مشهودة في البرلمان، التقته (الوطن) بالقاهرة وكشف المستور خلف السطور فماذا قال.. ٭ أستاذ علي هناك من السودانيين من يتحدث عن إنسداد الأفق السياسي بالبلاد ما يجعل البلاد أمام مفترق طرق هل من أمل؟ - الشعب أثبت أن النظام في الخرطوم هو أصل البلايا ولا يمكن احداث إصلاح ولا إنهاء حرب أو حل أزمة اقتصادية أو إنهاء الفساد إلا بإزالة النظام، لأنه نظام آيل للسقوط فلا يمكن ترميمه أو إصلاحه فهو غارق ومتهالك، ومثل هذا النظام لا يمكن أن يستمر وبقاء هذا النظام هو ضد طبيعة الأشياء. ٭ أنت تعارض من القاهرة، ولكن الإنقاذ شكلت حكومة ذات قاعدة عريضة شارك فيها أحزاب عدة من بينها حزبك؟ - هذه حكومة المؤتمر الوطني، ولكن وسعت بإضافة بعض العاملين وينتمون لتنظيمات أخرى، فهي حكومة تسير على نهج وبرنامج المؤتمر الوطني، وكل الصلاحيات بيد رئيس المؤتمر الوطني، والمشاركون من الأحزاب الأخرى هم مجرد موظفين لدى الوطني. ٭ مقاطعة.. حتى الحزب الإتحادي الأصل؟ - وعلى رأسهم الإتحادي أنا كنت وقلت إن الإتحادي لم يشارك في الحكومة كمؤسسة وإنما كأفراد تحت مسئوليتهم الشخصية وليس بإسم الحزب لثلاثة أسباب أولها: دستور الحزب يمنع المشاركة في أي نظام شمولي عسكري، ويلزم كل أعضاء الحزب بالنضال ضد النظام، ثانياً: تاريخ الحزب وإرثه النضالي يقوم على رفض الشمولية، وقد أستشهد رئيس الحزب ومؤسسه في سجون مايو وأستشهد خليفته الشريف حسين الهندي وهو يقاتل نظام مايو، ثالثاً: قواعد الحركة الإتحادية رفضت أية مشاركة أو حوار مع النظام وعبرت عن ذلك في بياناتها في كل مدن السودان ودول المهجر، وبالتالي فإن المشاركة غير قانونية وتعارض المسلك النضالي للحزب وتحالف رغبة القواعد ولا يمكن للإتحادي أن يلتزم بهذه المشاركة أو يطغى عليها أي قدر من المشروعية. ٭ علي محمود يعارض من القاهرة بعيداً عن قواعد الحزب؟ - المكان ليس مهماً أنا مؤسس للإتحادي منذ الخمسينيات وكنت قيادياً ولا زلت في هذا الحزب في كل تحالفاته المختلفة، وأنا على صلة يومية بكل كوادر وقيادات الحزب داخل السودان، وفي المهجر. ٭ مَن مِن الأحزاب حليف للجبهة الوطنية العريضة؟ - الجبهة الوطنية العريضة ينتمي إليها كل الشعب السوداني وأنا رئيس لها والشعب مصطف حولها بصرف النظر عن الإنتماء الحزبي وإنما بفهم الإنتماء للوطن ، وأنا الآن أعمل بإسم الجبهة الوطنية التي تدعو إلى مبادئ ثلاثة، أولها العمل على إسقاط النظام وعدم التحاور مع النظام ووحدة السودان. ٭ تتحدثون عن إسقاط النظام والمؤتمر الوطني يقول إنكم تحلمون؟ - الوطني هو الذي يحلم فهو الآن يقود سفينة غارقة يحاول أعضاء المؤتمر الوطني الخروج بها عبر مذكراتهم وإنتقاداتهم المتكررة دون جدوى، وإذا كنا نحلم فإننا نحلم بخير الأمة، ولكن الوطني يعيش في كابوس مفزع خوفاً من السقوط والإنهيار والضياع. ٭ تنشدون الوحدة مع الجنوب مجدداً؟ - وحدة الشمال مهددة بالخطر، ولكن بإسقاط النظام سيتوحد الشمال وبهذا الإسقاط تعود الوحدة مع الجنوب، فالجنوب لم ينفصل كرهاً في الشمال بل كرهاً في المؤتمر الوطني وسياساته. ٭ هل هناك إتصالات بينكم والقوى السياسية المعارضة؟ - نحن نتصل مع كل القوى الوطنية التي تؤمن بإسقاط النظام. ٭ (مقاطعة).. حتى مع الحركات المسلحة؟ - نحن لسنا حركة مسلحة، ولكننا حركة جماهيرية مصطف حولها الشعب السوداني كله، والحركات المسلحة جزء من الشعب السوداني لها قضايا عادلة تم التصدي لها في برنامج الجبهة الوطنية العريضة. ٭ الملاحظ أن الجبهة الوطنية لا تضم شخصيات معروفة غير شخصك؟ - الجبهة لا تنبني على الرموز الشخصية وإنما على برنامج وخط سياسي، وكل من يؤمن بالبرنامج والخط السياسي هو جزء من الجبهة، حتى ولو لم يتقدم بطلب عضوية، وبالتالي نحن ما نتحدث عن أشخاص وإنما نتحدث عن برنامج وطني عام يأتي في مقدمته السودان، فالجبهة لم تقم لإستجداء قيادات، فالقيادات جزء من الشعب السوداني نخاطبها بهذه الصفة وليست بأية صفة أخرى. ٭ لماذا يتواجد علي محمود بالقاهرة ولا يذهب للخرطوم هل يخشى الإعتقال؟ - أنا لا أخشى إلا الله وقضيت سنيناً في المعتقلات منذ عهد عبود وحتى الإنقاذ، ولكني هنا أكثر فعالية وقدرة على الحركة وأنا لم استن سنة الهجرة فقد استنها سيد الخلق أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأستنها كثير من المناضلين في كثير من الدول في العالم، فالهجرة إلى أرض الله الواسعة مطلوبة وهي شرط إسلامي قال تعالى (والذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها أولئك مأواهم جهنم وساءت مصير) صدق الله العظيم .. ٭ جماهير من حزبكم رفضت المشاركة في السلطة والآن لزمت الصمت؟ - إنهم لم يعبروا عن آرائهم بل عبروا عن إرادتهم ضد المشاركة إنتصاراً للحزب ودستوره وتاريخه، فهم يتجمعون في كل مكان داخل السودان وخارجه من أجل تصحيح المسار والإنطلاق نحو إزالة النظام. ٭ أنت تتحدث ككاتب لرئيس الحزب الإتحادي لكن الحزب أبعدك؟ - لا يستطيع أحد أن يبعدني فأنا الأمين على دستور الحزب ومبادئه وتاريخه، والذين يبعدون هم الخارجون على دستور الحزب، والمخالفين لرغبة قواعده وجماهيره فمن يبعد من. ٭ التوم هجو هو الآخر مبعد لأنه يحمل السلاح؟ - التوم هجو لا يحمل السلاح فهو رافض لقرار المشاركة ويعمل مع إخوانه في قيادة الحزب من أجل تجمع الإتحادي لإسقاط النظام. ٭ هل التقيت التوم مؤخراً؟ - نعم التقيته فهو في الأسبوع الماضي كان حاضراً في مؤتمر الحزب في واشنطن والذي أدان المشاركة وعدم التحاور مع النظام. ٭ كيف نفهم عدم رغبتكم في الحوار مع الحكومة؟ - نحن مع إسقاط النظام، والحوار مع النظام يعني الإعتراف به ويعني الخروج من مربع المعارضة إلى الحكومة، ويعني تقوية الحكومة، فأي إتفاق مع النظام وفقاً للسوابق إنتهى أي للفشل لعدم التزام النظام بأي اتفاق، والإتفاق ينتهي للمشاركة وتكون مشاركة ديكورية دون صلاحيات، وبالتالي تسقط كل أوراق من شارك وتنتهي مشاركته إلى الوظيفة والمال دون صلاحيات أو إختصاصات، وكل من يشارك أو شارك يعمل على تنفيذ برنامج المؤتمر الوطني ولن يكون المشارك ممثلاً لكيانه. ٭ المعارضة تتفرج على كل ما يحدث في جنوب كردفان والنيل الأزرق؟ - أبداً طلبنا من المجتمع الدولي تقديم مساعدات إنسانية للمتضررين من الحرب، لكن الحكومة رفضت السماح بذلك مما جعلها في نظر العالم سلطة غاشمة وستسأل عن سلوكها، فالحكومة تعاني أزمة إقتصادية حادة، ومن فساد مستشري وخزينة خالية، والسودان مقبل على مجاعة طاحنة، بالتالي فإن الحكومة عاجزة وغير راغبة في تقديم العون الإنساني. ٭ لكن الوضع في البلاد يدعوكم لمساعدة الحكومة والحوار معها؟ - نرفض أي حوار مع الحكومة وندعو الجميع لأن يتوحدوا في مسيرة ظافرة لإسقاط النظام. ٭ هل تؤيدون تحالف كاودا؟ - نحن رحبنا بتحالف كاودا كفصيل معارض، ولكننا لسنا جزءاً منه لأنه جسم مسلح ونحن كيان جماهيري. ٭ تتحدثون عن إسقاط النظام ولم تبدو عندكم آليات واضحة لذلك؟ - آلياتنا لإسقاط النظام هي الشعب السوداني، ولكننا لم نتوانَ في إتباع أية وسيلة متاحة لإسقاط النظام. ٭ قيادات بالمؤتمرالوطني تتحدث عن أنك عميل؟ - هذا سقط القول وهذا أسلوب كما قلت في مقابلة قناة الجزيرة وحاج ماجد سوار أن مثل هذا القول هو نموذج لمعاني «كألحس كوعك والزارعنا غير الله اليجي يقلعنا». ٭ بعد هذا الحديث الذي طرحته عن أوضاع البلاد هل من مخرج؟ - الحلول مع النظام مسدودة والحل والإنفراج هو بإزالة النظام. ٭ ماذا أنت قائل لهؤلاء؟ ٭ الميرغني: ندعوه لأن يخرج من السلطة ويتبرأ منها. ٭ المهدي: - أن ينصح أسرته بالخروج من هذا النظام، وأن يقف مع الآخرين لإسقاط النظام، فلا أمل في التحاور مع النظام أو تغييره. ٭ للشيوعي: - ظللتم قوى وطنية ثورية وعليكم أن تتقدموا مع الآخرين صفوف إسقاط النظام. ٭ قوى حملة السلاح: - عليكم أن تعملوا مع الآخرين لإسقاط النظام في إطار برنامج وطني يعالج قضايا الأمة. ٭ للشعب السوداني: - لقد صبرتم كثيراً على هذا النظام الطاغوتي وآن الآوان للإنتفاضة العملية لإجتثاث النظام من جذوره. ٭ سؤال أخير: من أين يصرف علي محمود حسنين على نفسه لحاجاته اليومية وأكله وشربه؟ - مصادر دخلي من عقاراتي التي بعتها وأبيعها وأعيش من مالي الخاص فأني أحمد الله تعالى.