لا ادرى كيف يواجه ضابط الشرطة السودانى اعين زوجته وابنائه وهو يخرج صباحا متزينا ومعطرا ليبدا يومه بقمع العزل وقتل الابرياء ولا ادرى كيف يطعمهم هذا السحت الذى يتقاضاه فى مقابل ترويع من يدفعون راتبه مستقطعا من رزق يكتسبونه تحت شمس حارقه. ولا ادرى كيف يلتقى هؤلاء امهاتهم ويطلبون عفوهن بعد ان رزئت اكتافهم بدعوات المكلومين وعويل الامهات اللائى فقدن ابنائهن وبناتهن على ايدى هذا الجهاز القمئ. بل ولا ادرى كيف ينام هؤلاء الناس وهذه الارواح معلقه على رقابهم. اذا كانت حادثة مقتل عوضيه هى التى سلطت الضوء على الطبيعه القمعيه للشرطة السودانيه فهى لم تكن سوى حادثة ضمن حوادث عديده تشهدها البلاد وبصورة يوميه فمخافر الشرطة هى من اسوا الامكنة التى يمكن ان تضطر الى زيارتها ورجل الشرطة السودانى هو من لاتتمنى التعامل معه. سلحت الشرطه فى سنى الانقاذ باسلحة لاتتناسب مع طبيعة مهامها وصار من المالوف مشاهدة مواكبهم فى شوارع المدن فيما يعرف بطابور القوه وهو ما يتندر به الناس فهذه القوات تستاسد على العزل والابرياء ولا نرى لها اثر فى مناطق التوتر وما اكثرها على ارض السودان. وزارة الداخليه حاولت الالتفاف على حادث اغتيال الشهيده عوضيه على يد احد منسوبيها الا ان زيارة الوالى ومعتمده لاسرة القتيله يضع (الشرفاء) فى جهاز الشرطه امام تساؤل صعب ومعقد وهو كيفية ايجاد تفسير للتناقض البين بين الاوصاف التى وردت فى حق المغدوره وزيارة الوالى والذى يحسب ضمن (اتقياء) الانقاذ فمنذ متى كان صحابة اخر الزمان يعزون فى صانعات الخمر. انه الغرض وحده الذى يعمى عن البداهات لكنه ليس من الذكاء فى شيئ ان نتعامى عن حقيقة ان جهاز الشرطة قد اختطف على يد الانقاذ وحول بكامله الى جهاز اولى مهامه قمع الجماهير عوضا عن خدمتها وصيانة امنها.. اذا كان الشعب قد ربط ولزمان طويل بين الجندية والغباء فقد اسهمت الانقاذ فى ان ترتبط الجنديه بالشر المحض والوجدان المجرم وذلك بفتحها الباب لشذاذ الافاق وسقط المتاع وابناء الليل لينخرطوا فى صفوف الجنديه وكان ان شهد التاريخ الانسانى ولاول مرة دولة تسلح المجرمين والقتله بل وتدفع لهم رواتب شهريه على جرائمهم .. واذا كان السودان قد عرف قبل قدوم الانقاذ وعهدها المشئوم ضباطا متسمين بالرجولة والاباء فان اسلاميي اخر الزمان قد اجهزوا على هذا الجهاز وافرغوه وقاموا باستقدام عاطلى المواهب وضعاف النفوس واحالوا كلية الشرطه الى ضيعة يمارسون فيها امراضهم وتتجلى فيها اوضارهم وسخائم نفوسهم فعرف السودان ولاول مرة فى تاريخه ظاهرة الضابط البلطجى. وزادوا بان انشاوا اجسام موازيه لجهاز الشرطه ربما لعدم اطمئنانهم لجهاز يملك من التقاليد ما يتناقض مع خططهم الفوضويه والتخريبيه فعرفنا الشرطة الشعبية وشرطة امن المجتمع وعين على قيادة هذه الاجسام منتفخى الاوداج واصحاب اللحى فارتدت البلاد لمئات السنين وراينا وبعد سنيين من زوال الدولة المهديه جهدية الخليفه يتجولون فى شوارع الخرطوم. عرفنا على عهد الانقاذ قادة للشرطه من لايتورع فى سوق كامل الجهاز فى مغامرات يومية تهدف فى الاساس لحماية النظام وفى مقابل مخصصات عرفها القاصى قبل الدانى.. مثلت الشرطة بهياكلها الجديده احد اهم مظاهر الازمه وصار منسوبيها بدءا من القاده نهاية بصغار الجند مصدر صداع دائم للمواطنين وعامل اطمئنان بالنسبه لرجالات النظام فرجل الشرطه الذى يستفزه منظر امراة سافره لا يحرك ساكنا تجاه ما يجرى فى اليخت الرئاسي بل ويتعامى عن امتلاك كثير من شيوخ الانقاذ لدفاتر قسائم الزواج فى سياراتهم وملئهم لها عند اللزوم..وهذه لعمرى هى القواده فى اوضح صورها. ولما كانت الثقافة السودانيه تمجد الرجوله والشهامه فقد صار الشعب يحتقر منسوبى الشرطه وينعتهم باقذع الاوصاف وبلغ الامر بالكثيرين ان منعوا ابنائهم من الانخراط فى سلك الشرطه ربما خوفا من الولوغ فى دماء الخلق واستمراء اكل السحت وممارسة اعمال تماثل افعال اللصوص وابناء الليل وحارسى المواخير وقد قابلت الكثيرين ممن ارتبطت الشرطه فى اذهانهم بالشر المحض وقد عبر البسطاء عن ذلك بقولهم..البوليس شوك كتر). من هنا فاننى اقول لكل من تبقت فيه نخوه او رجوله ان يناى بنفسه عن هذا المستنقع لانه وحين يتنفس صبح الخلاص ستضيق بكم الدنيا بما وسعت ولكم فى تجربة الشرطة المصريه خير مثال ويومها لن يكون لكم من امر الشعب عاصم. ضعوا الاقلام وسلموا ( طبنجاتكم) لهؤلاء القاده المزيفين ودعوهم فى وحلهم فهم اضافة الى انهم لن يعصمونكم من طوفان الشعب فكذا الامر امام الديان الذى ستاتونه فرادى. تصوروا للحظه ان هذه الانتهاكات تمارس مع اخواتكم وامهاتكم وزوجاتكم وما هذا ببعيد فعراب التخريب واتباعه يعانون اليوم على ايدى تلاميذه وصنيعته. لايغرنكم السلطان والصولجان ولتتاملوا مالات كثيرا من قادتكم من الذين استباحوا الدم والعرض ولا اظننى بحاجة الى تذكيركم بقضية(اميره) وكيف ان الله قد اقتص لها واخذ قتلتها اخذ عزيز مقتدر. حين يحال احدكم الى التقاعد لن تبقى له سوى السيرة الحسنه وسط الناس وهذا مايفسر الولوله التى سمعناها من بعض القاده الذين تورطوا فى جرائم الانقاذ والذين حينما قذف بهم الى خارج الخدمه ايقنوا الا نصير لهم. ادخروا لمثل هذا اليوم وكذا حينما تقفون امام العزيز الجبار..الا هل بلغت اللهم فاشهد..