شرعت لجنة الصحة والسكان بالمجلس الوطني في التقصي حول ملابسات بيع مستشفى العيون، في وقت تبدأ فيه الحكومة في طرح عطاءات لبيع مبنى المستشفى الأربعاء المقبل. وأقرت ناهد خيري عضو لجنة الصحة ورئيسة اللجنة المكلفة بالتقصي لوجود تحفظات على بيع المستشفى لاعتبار أنه مبنى تاريخي، وقالت ل«آخر لحظة» أمس الأول مع الأمين العام لمجلس الوزراء عمر محمد صالح ورئيس اللجنة العليا المكلفة ببيع المستشفى، إن مجلس الوزراء وافق على البيع وبرر أسبابه لتهالك المبنى القديم وحاجته لإعادة تأهيل وصيانة بتكلفة عالية جداً، وقالت إن المجلس اشترط أن يتم تخصيص المبالغ التي سيباع بها المستشفى لشراء مبنى جديد في الخرطوم لإنشاء مستشفى للعيون، إلى جانب إنشاء مستشفيات أخرى بالولايات ببقية المبلغ، ونوهت إلى أن طرح العطاءات سيبدأ الأربعاء المقبل. وكشفت عن تشكيل لجنتين للبيئة وأخرى للجودة للتأكد من مطابقة المبنى الجديد للمعايير والمواصفات الصحية والبيئية ومدى ملاءمته لاستيعاب المعدات الخاصة بالعيون، وقالت إن الأمين العام أكد ضرورة إنشاء مستشفى نموذجي في مبنى حديث ومتطور كبديل للقديم، وأشارت خيري إلى وجود ممثلين من أطباء المستشفى في عضوية اللجنة العليا وقالت أجرينا معهم اتصالات وأكدوا لنا متابعتهم للقضية وعدم مواجهتهم أي إشكالات. واكّدت لجنة مجلس الوزراء المكلفة بمتابعة إجراءات بيع مستشفى العيون، أن المبنى القديم سيُطرح للبيع في عطاءات يوم السابع والعشرين من الشهر الحالي. وقالت ناهد خيري ل”الرأي العام” إنّ اللجنة اجتمعت مع د. عمر محمد صالح الأمين العام لمجلس الوزراء حول دواعي بيع مستشفى العيون التعليمي والخطوات التي تمت لتنفيذ القرار السابق ببيع المستشفى فعلياً، وكشفت عن تأكيد صالح تكليف لجان لاختيار مبنى بديل مناسب والتأكد من مطابقته للمواصفات البيئية ومعايير الجودة العالمية، وقالت إنّ اللجنة علمت بأن المبنى القديم سيطرح للبيع في عطاءات يوم السابع والعشرين من الشهر الحالي، وأشارت لاقتراح مقر جديد في منطقة العمارات – شارع (61). وكان بيع مستشفى العيون وعدد من المستشفيات المرجعية لاقى مناهضة كبيرة من العاملين في الحقل الطبي والمجتمع المدني، ونفذت وقفة احتجاجية ضد بيع المستشفى في الأحد 12 مارس الجاري نظمها كل من لجنة مناهضة بيع مستشفى العيون ولجنة اطباء السودان ورابطة الاختصاصيين وكانت القفة الاحتجاجية رافضة لقرار بيع مستشفى العيون المرجعي الوحيد بالبلاد. كما وجهت لجنة أطباء السودان بالتزامن مع الوقفة خطابا للرئيس عمر البشير انتقدت فيه أداء الدولة فيما يخص الصحة من تدني الميزانية المخصصة وسوء صرفها وقرار أيلولة المستشفيات للوزارة الولائية وقرارات بيع المستشفيات المرجعية، وعدم تنفيذ المتفق عليه بين الأطباء والدولة فيما يخص مطالبهم لتحسين بيئة العمل.