شرعت وزارة الصحة بولاية الخرطوم في الخطوات العملية لبيع مستشفى العيون المرجعي بالخرطوم قبل شهور، وتنظم لجنة مناهضة البيع وقفة احتجاجية اليوم قبالة المستشفى بشارع النيل برغم محاولة مدير المستشفى إثناء القائمين على الوقفة. وجاء في موقع (اللجنة الدائمة لنواب الأخصائيين) في الفيس بوك أن الوقفة اليوم التي تنظمها لجنة مناهضة بيع وترحيل مستشفى العيون ولجنة اطباء السودان ورابطة الاختصاصيين، وتأتي تحت شعار: حقا تحرسوا ولا بجيك، حقك تلاويه وتقلعه، وتنفذ الوقفة في الساعة العاشرة من صباح اليوم الأحد. وتحصلت (حريات) على وثيقة عبارة عن خطاب من المهندس عمر آدم محمد مدير إدارة العامة للمباني بوزارة التخطيط والتنمية العمرانية لمدير عام مستشفى العيون في أكتوبر 2011م يطلب منه تسهيل مهمة الفريق الهندسي لتقييم عقار مستشفى العيون، وأن ذلك جاء وفقا لخطاب مقرر لجنة الإشراف على بيع مستشفى العيون وعن الأمين العام لمجلس الوزراء. هذا وقد قام العاملون بالمستشفى بإيقاف عمل اللجنة الهندسية للتقييم في حينها رافضين لبيع المستشفى والذي دافع عنه مدير عام وزارة الصحة بأنه قرار رئاسي لا يمكن الجدل حوله وأنه سيتم إيجاد بديل مناسب لإقامة المستشفى المرجعي للعيون. وتجيء المناهضة لبيع المستشفى بسبب تاريخيته والخدمة الفريدة التي يؤديها فهو المستشفى الوحيد الذي يغطي حوادث العيون لمدة 24 ساعة، ومعلوم أن حوادث العيون وطوارئها على قدر عال من الأهمية فالتأخر ساعة واحدة في بعض الحالات قد تكون له عواقب وخيمة تؤدي إلى فقد النظر. وقررت لجنة مناهضة بيع وترحيل مستشفى العيون تنفيذ الوقفة الاحتجاجية اليوم وكانت أرجأتها عن الأربعاء الماضية، لتوسيع هامش المشاركة وتحريض اكبر قدر من المهتمين لرفض الخطوة. وكان المدير الطبي بمستشفى العيون طلب من العاملين بوحدته إلغاء الوقفة الاحتجاجية لكن طلبه قوبل بالرفض. وقطع مصدر في اللجنة- فضل عدم الكشف عن هويته- في تصريحات الأسبوع الماضي برفض الخطوة من قبل الاطباء ومنسوبي اللجنة والعاملين في المستشفي العتيق الذي قال ان عمره تجاوز (107) عام ويخدم ما بين 7 الي 10 الاف مريض في الخرطوم والولايات، فضلا عن تقديم خدماته لمرضى العيون الذين يتراوح ترددهم اليومي بين (350 450) مريضا. وافاد بأن خطوة ترحيل المستشفى من شارع النيل الي حي العمارات الراقي من شأنها «تدمير هوية المستشفى التاريخي» واوضح ان عدد عامليه وموظفيه فاق ال(380) عاملا وموظفا، وزاد «من غير المنطقي نقل المستشفى لحي العمارات بحجة ضيق مساحته كما تدعي وزارة الصحة بولاية الخرطوم»، وقال ان الاطباء مطالبون بالابقاء علي المرفق في مكانه. وبرز اتجاه قوي تقوده حكومة ولاية الخرطوم لنقل مستشفى العيون المركزي من شارع النيل الى حي العمارات. الجدير بالذكر أن لمستشفى العيون له مكانة تاريخية فقد أسسه أول أخصائي عيون سوداني هو الدكتور حسين أحمد حسين عام 1952م خلفا لمستشفى الجيش الإنجليزي الذي أسس في 1907 وكان يسمى بمستشفى النهر، كما ارتبط بأحداث ثورة 1924م الخالدة حيث في هذا المبني (استشهد في مدفعه عبد الفضيل) كما تقول أنشودة الراحل محمد وردي. (نص خطاب مدير إدارة المباني أدناه) : ولاية ا لخرطوم وزارة التخطيط والتنمية العمرانية الإدارة العامة للمباني التاريخ 4/10/2011م السيد/ مدير عام مستشفى العيون حفظه الله،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، الموضوع: العقار رقم (21) مربع (7) الشاطئ شرق مستشفى الخرطوم (مستشفى العيون) بالإشارة إلى الموضوع اعلاه وإلى خطاب السيد مقرر لجنة الإشراف على بيع مستشفى العيون وعن الامين العام لمجلس الوزراء والى التكليف الصادر إلينا من مدير عام وزارة التخطيط والتنمية العمرانية ولاية الخرطوم بتقييم العقار المذكور أعلاه نرجو من سيادتكم التكرم بتسهيل مهمة المهندسين طرفكم حتى يتسنى لهم تأدية واجبهم. ولكم وافر الشكر والتقدير م عمر آدم محمد مدير الإدارة العامة للمباني