آخر تطورات ومستجدات قضية قتيل جامعة القرآن الكريم الطالب ربيع أحمد عبد المولى الذي راح مبكياً على شبابه في ديسمبر من العام الماضي رحمه الله على يد مجموعة من زملائه بالجامعة و«إخوانه» في حركة الطلاب الاسلاميين بسبب إنشقاقه عنهم وأخذه عليهم جملة من الممارسات دفعته ليس لترك التنظيم فحسب بل والمجاهرة علناً بتلك المآخذ، كشفت آخر هذه التطورات حسب مجريات جلسة المحاكمة التي إنعقدت الأول من أمس ونشرتها بعض الصحف أمس، أن عملية الاغتيال لم تكن إعتباطية أو فجائية وقعت نتيجة الاستفزاز المفاجيء ولم تتم على يد مجموعة متفلتة من عوام التنظيم، وإنما كانت عملية مدبرة ومخطط لها باحكام لدرجة تجهيز وإعداد أدوات التعذيب التي أفضت إلى مقتل هذا الطالب، وهي حبل قماش مفتول وطوق حديدي وخرطوش مياه وإختيار المكان المناسب وتأمينه كيما تتم عملية التعذيب في أمان وباطمئنان، وتولى التحقيق معه وإيقاع الجزاء القاتل به مجموعة من قيادات التنظيم بالجامعة، وهنا تكمن الخطورة لكون أن مثل هذه الممارسة القمعية القاتلة الخطيرة ليست شيئاً فردياً معزولاً ولا عملاً متهوراً وفالتاً، وإنما ممارسة مؤسسية يضطلع بها التنظيم كواجب من صميم واجباته في تأديب من يخرجون عنه وإرهابهم وتخويفهم من أن يمسوا التنظيم بسوء أو يكشفوا للملأ ما قد عرفوا وعلموا ما بداخله حين كانوا أعضاء أو قيادات فيه ولعله لذلك ولإرهاب أي خارج عن التنظيم وللجمه حتى لا يجرؤ على أن يفتح فمه بكلمة «بِغِم» في حق التنظيم وأسراره «الغميسة» التي اطلع عليها بحكم موقعه السابق فيه، تم إنشاء ما يسمى بجهاز أمن الطلاب كفرع مهم ونافذ ومن أهم أفرع التنظيم وقطاعاته ومكاتبه… وإن كان الناس قد علموا بما جرى لقتيل جامعة القرآن الكريم واستلم ذووه جثمانه ودفنوه، فالله وحده يعلم ما جرى لآخرين منهم محمد الخاتم موسى يعقوب ابن زميلنا الكبير الكاتب الصحفي المعروف موسي يعقوب الذي ظل إختفاءه لنحو ستة أعوام لغزاً محيراً حيث لم يعرف أهله عنه شيئاً طوال هذه السنين المتطاولة، وهل هو حيٌ فيرجى أم ميت فينعى، وقصة مفقود آل يعقوب تشبه كثيراً في سببها قصة قتيل جامعة الخرطوم من حيث أن المفقود محمد الخاتم كان أحد أبرز القيادات الشبابية في تنظيم الحركة الاسلامية بل كان أحد المقاتلين الذين خاضوا حرب الجنوب منذ سن باكرة ويحمل في جسده آثاراً من تلك الحرب اللعينة، كما ترقى في سلم التنظيم الإسلامي بالجامعة حتى تبوأ منصب رئيس مجلس الشورى وإنخرط بعد التخرج عاملاً بهمة بعدد من المواقع المهمة ذات الصلة بالعمل التنظيمي، ولكنه مثل فقيد جامعة القرآن وقف على ما جعله يخرج على التنظيم وينقلب على «إخوانه» فصار بحركيته المعروفة يذمهم وينتقدهم ويكشف عن سوءاتهم لدرجة كشفه عمن لهم علاقة وإرتباط بالمخابرات الاميركية والموساد الاسرائيلي، لم يترك منبراً ولا ركن نقاش إلا واعتلاه مبشعاً بإخوانه السابقين، ثم فجأةً وفي عصر جمعة من عام 6002م يختفي وإلى هذه اللحظة وكأنه «فص ملح وداب»، فمن يا ترى صاحب المصلحة في إختفائه كل هذه السنين أو لا قدر الله قتله و«متاواته» ولا من شاف ولا من دري… هل تدرون؟!!