سيف الحق حسن… وصلنى ايميل من المعلق الوطنى الغيور الواسوق والذى أعرب عن قلقه وهمه فى المتغيرات الحرجة التي طرأت على الساحة مما قد تؤثر في تصورنا عن العمر الإفتراضي للطغمة الحاكمة. فنسأل الله العلى القدير أن يحفظ ويتولى الوطن والشعب برعايته وفضله وان تنتهى هذه الحرب فى أسرع وقت. وتنتهى هذه الفتنة الوطنية التى تحاول الطغمة الحاكمة غرسها مع فتنهم السابقة من العنصرية والقبلية والجهوية. وأبدى الأخ الواسوق إقتراحا فى غاية الأهمية وهو وجوب التفكير فيه من الآن فى وضع تصور متكامل لسودان مابعد الإنقاذ إنشاء الله. وهو إقتراح أتفق معه تماما. فالإنقاذ المشئومة ذاهبة بإذن الله لا محالة و لكن لحماية الثورة التى ستقلعها لابد من سبق فى التفكير الذهنى أو التسارع الذهنى. فقد كانت أكتوبر التى راحت شمار فى مرقة أبريل شاهد على ضعفنا من هذه الناحية. ويتلخص مقترح الواسوق فى النقاط التالية:- * جسد معارضة جديد صلب مشكل من الوطنين فى الداخل والخارج. جسد مستقل على اساس الخبرة والاستحقاق وليس الشهرة والتاريخ من أناس لهم وزنهم واحترامهم الإقليمي والعالمي من علمائنا وخبرائنا المنتشرين في العالم. مدعومين مادياً باصحاب العمل المستقلين عن الانقاذ وما اكثرهم بالخارج. * محتوى فكرى يكون روح تغذى الثورة. تفعيل دور الصحفيين والكتاب الشرفاء لتدعيم الافكار والوعى والمبادرات والتى تساهم فى صياغة افكار جديدة واجندة وطنية لمرحلة ما بعد الانقاذ. هذا المحتوى سيخلق قيادات (من عموم الجديد المجهول). قيادات يلتف حولها الناس وقت الثورة بدل نبقى في حيص بيص بعدين ويكون الوقت راح والخطر في اعلى مستوياته مما يسمح بالانقضاض على الثورة زي ما شفنا في التجارب الحولنا. ومثال لذلك صياغة دستور وطنى لقطع الطريق على الكيزان من صياغتهم الآن لدستور اسلامى يكرس لهم الجلوس فى السلطة والكرسى الى ابد الابدين. * نشر الوعى فى مختلف المستويات. ليحس الناس بقوتهم وقدرتهم على المقاومة بأساليب فعالة كخطوة متقدمة على المعارضة التقليدية والإلكترونية المعرية للنظام. – نشر الوعي بين القواعد عبر إشراك القواعد والنقابات والأحزاب التقليدية في الصياغة مما يزيد نشر الوعي بالحقوق ويحشد التأييد بين القواعد الشعبية – تحفيز الاخرين على انتهاج الاساليب الخلاقة في الاتيان بمبادرات اخرى مما يفجر الطاقات الكامنة ويحرر الجموع المحيّدة من الاحباطات المفروضة عليهم الخ. لنثبت ان الشعب السوداني اقوى وأرقى واعظم. وبالتأكيد هذه خطوط عريضة تحتاج لصياغة خطط منبثقة تبين كيفية تطبيقها على أرض الواقع. فهل يمكن الأعزاء فى الراكوبة أو حريات أن يساعدوا أو يتبنوا هذا الطرح ويفتحوا منتدى لمناقشة كيفية الإنجاز. و مقترح أخى الواسوق يوافق تقريبا ما ختمت به مقالى السابق كيزان فى الميدان 2: الرابط: http://www.alrakoba.net//articles-action-show-id-14871.htm والذى لخصت فيه حوجتنا لثورة عقلية كاملة تخلع الساق (الإنقاذ)، وتقلع الجذور (الكيزان) وتقتل البذور (الإسلاميين). ثورة لردع ورد ودحض طغيان الإسلاميين على المسلمين. ثورة إنطلاق لحرية التفكير والإبداع وهو الذى لا يريده الإسلاميين. ثورة لتحقيق العدالة يين الناس. ثورة شرف لرد كرامة الإنسان الذى أكرمه الله بالعقل. ثورة فكر حر لتدمير كل أنواع الفساد ولا سيما سحق الفساد الفكرى… وهذا لا يتأتى إلا بالتخلص من العقلية السلبية وتنشيط العقلية النقدية وتحرير العقول لتهيئ المناخ. فالحرية الفكرية وسيلة ضرورية لتفعيل الإكتشاف والبحث بدل التلقى، والوصول للفطرة بدل التردى، والتحليق فى الإبداع بدل التأسى. وبالتالى ستتيح طبيعيا صيانة مكارم الأخلاق وتنمية الثقافة والمعرفة وبناء السلوك القويم. وفوق هذا كله تعبيد الطريق لأجيالنا القادمة لضمان إدارتهم للوطن بضمير وعقل ومسئولية تامة ونجاح كامل بإذن الله. والغرب والدول التى تفوقنا لم تتفوق علينا إلا بهذه الوسيلة التى يحاول قتلها فينا أعداء ضمير الفطرة الإنسانية. والله يرحم حميد شاعرنا العظيم الذى صاغ: من الواسوق ابت تطلع… ولكن طلعت الآن … من الواسوق طلع بازوك يِحَرقَ المدفع الخازوق يكفكف دمعة الأبرول ويشد ساعد الأقلام عشان تملا البلد فاروق ونصعد بالعلم صاروخ ويرجع النيل القديم ياهو ونرجع نحن ناس يا نا نزيل غصة حلقنا المشروق نضمد جرح حِلمنا المسروق نشيل الحمل من تانى ونكون يا نا نسطر أفراح الزمن تانى نفارق حظنا المغبون نبارح همنا المخزون ويكون النيل القديم ياهو ونرجع زى زمان يا نا عشان تطلع شمس فجرنا شروق و نقول لأطفالنا السمر مبروك ولا تَطَى الوردة الصبيى ونكون يا نا…