مثلما كان متوقعا تماما تمخضت قبة برلمان الانقاذ ، وولدت ( صرصارا ) وليته حتى كان فأرا ! فعلى خلفية احتلال جيش الحركة الشعبية وحكومة الجنوب لمنطقة هجليج الاستراتيجية جغرافيا و اقتصاديا ، انتفخت أوداج و عبايات نوابانا و تصاعدت زغاريد نائباتنا وكانوا قد أطلقوا العنان لتصريحاتهم بأنهم ينوون استجواب بل وطرح الثقة في وزير الدفاع الذي أدمن جلب الكوارث المهينة لكرامة الوطن والمواطن ، فحصل على نوط استضافة الجنائية بجدارة ! لكن نواب برلماننا الذين كان يمكنهم ومن قبيل ( التمثيل ) لتحليل رواتبهم أن يخفوا المجاهرة بالتطبيل للحكومة ووزارة دفاعها ولو بخداع من أعطوهم تفويض تمثيلهم من الناخبين في غفلة زمان الانقاذ بأن يمضوا في اللعبة الى نهايتها ولو بالتوبيخ وعتاب الأحبة بدلا عن الخروج بنفخة ومهزلة اعتبار حكومة الجنوب عدوا و اسقاط نظام الحركة الشعبية في جوبا هدفا لابد من بلوغه ولو قصر عمر الانقاذ ! وذلك وفقا لما جاء في تصريحات رئيس المجلس ، ذلك التشريعي البارع والقانوني الضليع القاضي احمد ابراهيم الطاهر ، والذي ربما لا يعلم خطورة تصريحاته ومردودها بذات القدر الذي يجعله لا يدرك أن مهمة البرلمانات الحقيقية هي ليست اسقاط حكومات الدول المعتدية ، وأنما اسقاط حكومات بلادها المقصرة متى ما فرطّت في السيادة ! وقد شهدنا منذ شهور قليلة تهاوى حكومات ايطاليا و اليونان ، دفعا باياد النواب الذين يعرفون حدود مسئؤلياتهم تجاه شعوبهم حينما أخفقت تلك الحكومات في معالجة المعضلات الاقتصادية رغم اجتهادها في تلمس الحلول ، فما بالك من حكومتنا التي انهزمت أمام القط الوليد وجاء ت تستأسد عليه بعد وقوع الفأس فوق الرأس ، فيما تخبيء رأسها في طيات خوفها هربا بعيونها من كتاحة حلايب ، وسفاية الفشقة ! فيا حسرتنا في برلمان يمالى الحكومة حتي في اخطائها وافراطها في الفشل واستجلاب المحن ويعادي لأجلها شعبه بتأييدها في اثقال كاهله بزيادة الأسعار وتحريشها على ايقاد النيران ، لا نصحها نحو اتباع خط الحكمة في مسار اصلاح حال الشقيق الأصغر وان تجاوز وطغي واساء أدب الجوار، وهي حالة يعيشها ربما شعبنا في الشق الآخر من الوطن المقتطع بموجب تأمر النظامين الذان قفزا فوق كل خطوط الحلول الخضراء المتاحة ، الى مربع تقرير المصير الذي ظل خطا أحمرا في كل العهود مستعصيا على مجرد التفكير فيه من أى طرف كان ! وهاهما يدفعان ثمن ما طبخته يداهما الآثمتين ويتذوقا ن زعاف السم وقد دساه في جوف تاريخنا المشترك ودهنا به أطراف جغرافيتنا التي عاشت متماسكة رغم كل شيء ، ورهنا حرية وارادة الشعبين خلف حاجز مصالحهما الذاتية من خلال اتفاق مثقوب يصعب رتقه لهشاشة نسيجه المهتريء! فلا تحزنا ايها الشعبين النبيلين لانهما نظامان سيزولان بفعل حماقتهما وستبقيان انتما في قوة ومنعة وتألف ان عاجلا أو آجلا ، حتف انفيهمها .. قاتلهما الله ومن والاهما على الدمار والمحاق والفتن .. انه المستعان.. وهو من وراء القصد.. محمد عبد الله برقاوي.. [email protected]