نبه الوزير الفرنسي المكلف التعاون هنري دن رانكور الاثنين في لوكسمبورغ الى ان الاتحاد الاوروبي قد يفرض عقوبات اذا استمرت حكومتا السودان وجنوب السودان المتنازعتان في عدم الوفاء بالتزاماتهما. وقال الوزير الفرنسي على هامش اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين المنعقد أمس “هنا كما في اي مكان اخر، اذا لم تتطور الامور ايجابيا، ثمة احتمال لفرض عقوبات على من لا يحترمون بنود تجاوز الازمة”. وفي بيان تبنوه الاثنين، دعا وزراء الخارجية الاوروبيون البلدين الى “وقف هجماتهما المتبادلة على اراضي كل منهما فورا”. واعتبر الوزراء ان “اللجوء الى القوة لن يحل المشكلات التي تتطلب تسوية بين البلدين”، داعين اياهما الى العودة لطاولة التفاوض. لكن وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اوضحت انه “ينبغي عدم استباق المواقف بالنسبة الى الوضع”. واضافت اشتون امام الصحافيين ان “هدفنا الاول والفوري هو ممارسة ضغط ايجابي للتوصل” الى تسوية النزاع بين البلدين. واضافت “سنظل نراقب من كثب ما يحصل، وسنبقي في اذهاننا ان علينا ان نكون واضحين لجهة الاهداف لتكوين رؤية واضحة عن الخطوات الاضافية التي علينا القيام بها حتى انعقاد الاجتماع المقبل”. واضاف دو رانكور “على هذين البلدين ان يتفاهما ما دام النفط موجودا في ارض احدهما وما دام هذا النفط يجب ان يمر في اراضي الدولة الاخرى”. وفي حضور الرئيس عمر البشير، احتفل الجيش السوداني الاثنين باستعادة السيطرة على منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها، وقام ايضا بشن غارة جديدة على مدينة بنتيو في جنوب السودان. واعلن البشير الذي قام الاثنين بزيارة تفقدية لمنطقة هجليج انه لن يتفاوض مع جنوب السودان وذلك على رغم النداءات الملحة من قبل الاممالمتحدة والولايات المتحدة. هذا وقد أصدر مجلس الاتحاد الأوربي بيانا بعد اجتماعه بلوكسمبرغ أمس حول شأن السودانين ترجمته (حريات) كالتالي: مجلس الاتحاد الأوروبي استنتاجات المجلس بشأن السودان وجنوب السودان اجتماع مجلس الشؤون الخارجية رقم 3159 لوكسمبورغ، 23 أبريل 2012 اعتمد المجلس الاستنتاجات التالية: “1. يشعر الاتحاد الأوربي بقلق شديد حول النزاع المتصاعد بين السودان وجنوب السودان. 2. الاتحاد الأوروبي يدعو حكومتي السودان وجنوب السودان لوقف هجمات كل منهما على أراضي الآخر على الفور، سواء مباشرة أو بالوكالة، ووقف الأعمال العدائية، وسحب جميع أفراد الأمن من أبيي وتجنب المزيد من الأعمال الاستفزازية والمزيد، بما في ذلك الخطابات الملتهبة، ويحث كلا الجانبين لتكوين الآلية المشتركة لترسيم ومراقبة الحدود بدون أي تأخير. 3. في هذا السياق، وبعد الإدانة الدولية للاستيلاء على هجليج واحتلالها من قبل قوات جنوب السودان المسلحة، فإن الاتحاد الأوروبي يرحب بالبيان الصادر مؤخرا عن حكومة جنوب السودان بأنها تسحب قواتها من هجليج. ويدعو جنوب السودان لئلا يشن أي هجمات أخرى مماثلة، ويحث حكومة السودان بعدم مهاجمة الجيش الشعبي أثناء سحب قواته. 4. يدين الاتحاد الاوروبي استمرار عمليات القصف الجوي وما ذكر من توغلات برية داخل جنوب السودان من قبل القوات السودانية المسلحة. 5. إن استخدام القوة لن يحل أي من القضايا العالقة بين البلدين. ويحث الاتحاد الأوروبي الطرفين على حد سواء للعودة إلى عملية التفاوض الراهنة، تحت رعاية فريق الاتحاد الأفريقي التنفيذي عالي المستوى (AUHIP)، وأن يجددا جهودهما بحسن نية للتوصل إلى اتفاق من خلال الحوار السلمي. 6. يجب على حكومة السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال الانخراط في عملية سياسية شاملة لتسوية النزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق. 7. يدعو الاتحاد الأوروبي حكومتي السودان وجنوب السودان، كخطوة أولى مطلوبة على الفور، للإيفاء بمذكرة التفاهم بينهما بعدم الاعتداء والتعاون والموقعة في أديس أبابا يوم 10 فبراير عام 2012. فهو أمر ضروري للسماح بحل سلمي لجميع القضايا العالقة. 8. يدعم الاتحاد الاوروبي بقوة الجهود التي يبذلها الاتحاد الأفريقي ولجنته التنفيذية عالية المستوى، بالتعاون مع الأممالمتحدة وغيرها من الشركاء الدوليين، لضمان أن تتخذ الحكومتان الخطوات المذكورة أعلاه على وجه السرعة.