شريفة شرف الدين…. الصحافة اشتغال بكشف .. تحليل و تمليك المعلومة المجردة أما التقرب زلفى من السلطان و التسفار معه لا يزيدان الصحفي إلا مزيدا من تسليط الضوء على أنه مرتزق و إن شئت نفعي استنفاعي. عندما يقف بعض صحفيي بلادي عراة من لباس المهنية و الاحترافية العالية .. عندما يلهثون وراء فتات الحظوة التي ترميهم بهما السلطة .. عندما يلقي مثل هذا الصحفي المحسوب وراء ظهره ولاءه المجرد للصحافة و يجلس يضع الزينة على وجه السلطة القبيح .. عندها تدرك المستنقع الآسن الذي يتخبط فيه أولئك .. تدرك كم أن مخرجاتهم مغشوشة .. تدرك أنهم يستحقون قلادة الازدراء بجدارة و أنهم عار على الصحافة. على مدى حلقتين رتيبتين كان أحمد البلال الطيب و ضيفه نافع عبئا ثقيلا و هما يشدان تجاعيد الوجه القبيح للسلطة .. هذا يطبل و ذاك على إيقاعه يرقص .. يمسك بين يدين راجفتين كمّاً من الأوراق لا تفوت على المتتبع أنها أحادية الصياغة و المسعى و لا يقرأ منها إلا بانتقائية عالية .. فقط تلك التي توافق هوى الضيف… غير مدرك أن ارتباكه يبين للمتلقي و إن اجتهد أسلوب التحايل الرخيص الذي يلعبه … أين أحمد البلال الطيب من الدكتور فيصل قاسم وهو يسلخ كلا ضيفيه و يضيق عليهما بخناق الأسئلة الموضوعية حتى يتبين للمتلقي عمق و ضحالة الضيفين في التعاطي مع مسألة النقاش .. حتى متى أحادية اللقاءات؟ لماذا لا يرقى أحمد البلال بنا و ببرنامجه فينتهج أسلوب المواجهة باستضافة الطرف و الطرف الآخر؟.. أليست الإذاعة أوجب باستضافة حلقة فارغة طالما أنك و على مدى أربعة ساعات لا ترى خلالها إلا وجهين؟ ما الذي يضير لو أن استطلاعا استباقيا – رغم إنتقائيته – بث تزامنا مع القضية المطروحة لنرجع و لو بقليل صدق؟ لماذا نفر من المناظرة و حقاً حقاً .. صدقاً صدقاً مقالة الشاعر: تبّاً لأيامٍ نطقَ بُومُها ***** و صار بلبلها رهين سكات [email protected]