صرح الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند والذي حصل على 51.67% من الأصوات في كلمة أمام الآلاف من أنصاره في ساحة “لاباستيل” بباريس بأن انتخابه هو “بداية حركة صاعدة في كامل أوروبا وربما في العالم” مضيفا بأن ذلك سيحفز شعوبا أخرى على التغيير. وقال هولاند في كلمة مقتضبة مخاطبا عشرات الالاف من انصاره “هذه هي رسالتي. انتم بالتأكيد اكثر من مجرد شعب يريد التغيير، انتم حركة صاعدة في كل اوروبا، وربما في العالم، لحمل قيمنا وتطلعاتنا ومطالبنا بالتغيير. شكرا، شكرا، شكرا”. وأضاف “عندما يحين الوقت للنظر إلى الوراء في نهاية فترتي وما فعلته من اجل بلدي سأسأل نفسي – هل احرزت تقدما في قضية المساواة وهل سمحت لجيل جديد بأن يأخذ مكانة في الجمهورية.” وخاض هولاند الانتخابات بناء على برنامج يتحدث عن المساواة ووعد بتحقيق توازن في ميزانية الدولة من خلال فرض ضرائب على الاغنياء والبنوك والشركات الكبيرة. وأثار هولاند عاصفة في فرنسا والخارج بتعهده بفرض ضرائب تصل إلى 75 في المئة على دخول من يحققون سنويا اكثر من مليون يورو (1.13 مليون دولار). ووعد هولاند بألا يتقاضى المديرون التنفيذيون للشركات التي تسيطر عليها الدولة او تملكها اكثر من 20 مرة من الحد الادنى للاجور في شركاتهم ويعتزم خفض راتب الرئيس والوزراء بنحو 30 في المئة. وقال “الجميع في الجمهورية سيكونون متساوين في الحقوق والواجبات.” وأضاف “تذكروا كل حياتكم هذا التجمع الكبير في ساحة الباستيل لانه سيحفز كذلك شعوبا اخرى في اوروبا على التغيير”، متعهدا “الانتهاء من التقشف”. وتابع “في كل العواصم، ابعد من رؤساء الحكومات والدول، هناك شعوب بفضلنا تأمل، تتطلع الينا وتريد منا الانتهاء من التقشف”. ووصف هولاند نفسه بانه “رئيس الشباب في فرنسا”. وكان الرئيس المنتخب وصل منتصف الليل الى ساحة الباستيل حيث احتشدت جموع غفيرة من انصاره للاحتفال بفوزه في الانتخابات الرئاسية في نفس الساحة التي احتفل فيها الاشتراكيون قبل 31 عاما بفوز اول رئيس اشتراكي للبلاد هو فرنسوا ميتران. واضاف الرئيس المنتخب مخاطبا انصاره “لقد سمعتكم، لقد سمعت ارادتكم في التغيير، قوتكم، املكم، واعرب لكم عن بالغ امتناني. شكرا، شكرا لكم لانكم سمحتم لي بان اصبح رئيسا للجمهورية”. وتابع “اريد ايضا ان اطلب منكم الا تثبط عزيمتكم، هناك الكثير لفعله في الاشهر المقبلة واولها اعطاء رئيس الجمهورية اغلبية”، في اشارة الى الانتخابات التشريعية المقررة يومي 10 و17يونيو. وقال هولاند مخاطبا انصاره في معقله تول بوسط فرنسا قبل ان ينضم الى عشرات الاف الفرنسيين المتجمعين في ساحة الباستيل للاحتفال بعودة اليسار الى السلطة “ان اوروبا تنظر الينا. في الوقت الذي اعلنت فيه النتيجة، انني واثق من ان شعورا بالارتياح، بالامل، عم الكثير من الدول الاوروبية، فكرة ان التقشف لم يعد اخيرا حتميا”. وقال “في كل العواصم، ابعد من رؤساء الحكومات والدول، هناك شعوب تأمل بفضلنا، تتطلع الينا وتتوق الى الانتهاء من التقشف”. وكتبت صحيفة لو فيغارو المحافظة الاثنين ان “اليمين سيعلق كل اماله على الانتخابات التشريعية .. وسيسعى لتحويلها الى دورة ثالثة من اجل تصحيح الانتخابات الرئاسية”. من جهتها كتبت صحيفة ليبيراسيون اليسارية في افتتاحيتها الاثنين “في بلاد تعاني كان يمكن ان تختار التحصن خلف حدود خيالية واسترجاع ماضيها، ان انتصار فرنسوا هولاند يثبت ان فرنسا فضلت الامل. انها توجهت بانظارها الى الامام وليس الى الخلف”. وانتخب هولاند لولاية من خمس سنوات على رأس احدى الدول الكبرى في العالم التي تملك السلاح النووي، هي عضو دائم في مجلس الامن وتلعب دورا رئيسيا في الاتحاد الاوروبي. وهو اول رئيس يساري منذ فرنسوا ميتران (1981-1995). وكان هولاند تصدر الدورة الاولى من الانتخابات في 22 نيسان/ابريل (28,6% نقلبل 27,2% لساركوزي) بعدما توقعت جميع استطلاعات الراي منذ اشهر فوزه. وهولاند من خريجي المدرسة الوطنية للادارة الشهيرة في فرنسا التي انبثقت منها النخب الفرنسية، وترأس الحزب الاشتراكي طيلة احد عشر عاما. انتخب عدة مرات نائبا عن مقاطعة كوريز (وسط) التي يترأسها غير انه لم يتسلم يوما منصبا وزاريا. وجعل هولاند من اعادة التفاوض بشان المعاهدة الاوروبية احدى اولوياته ويقضي برنامجه باعادة التوازن الى المالية الفرنسية عام 2017، زيادة الضرائب على الاكثر ثراء ومكافحة البطالة من خلال استحداث وظائف ولا سيما للشباب.