على مجلس السيادة أن يساعد كامل إدريس للجلوس علي كرسي رئيس مجلس الوزراء عشان نشوف آخرتا    "مقامرة كبرى" خاضها ترامب بضرب إيران.. هل سيقطف ثمارها؟    سيناريو كارثي في 2032.. انفجار نووي على القمر يطلق "رصاصات فضائية" باتجاه الأرض    إسحق أحمد فضل الله يكتب: الذين سوف يُقتلون قريباً من هم؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: السودانيون والبحث عن مخرج    بينما تعادل النهضة الدمازين ومريخ كوستي سلبيا الفجر الابيض يغتال هلال كريمة بهدف قاتل    الترجي رابع فريق عربي يودع مونديال الأندية    عثمان ميرغني يكتب: معركة في لا معترك.. اتفاق جوبا    حادثة مروّعة في مصر.. سيّدة تطيح بأسرة كاملة    د. ياسر محجوب الحسين يكتب: من يحاول خطف نصر الجيش في السودان؟    الخرطوم.. "طوق أمنيّ" في"الجقب" والحصيلة مرعبة    حميدتي ما حصل يوم واحد اتكلم وحذر ناسه من الاستيلاء والسكن في بيوت المواطنين في الخرطوم    حمدوك طول عمره باهت ما تقدر تمسك منه كلمه ولا اي راي واضح    مكافحة المخدرات بولاية بالنيل الابيض تحبط محاولة تهريب حبوب مخدرة وتوقف متهمين    هل اقترب من الهلال؟.. الدعيع يثير الجدل بصورة مع ميسي    ((قاطعوا النخبة تربت يداكم))    شاهد بالفيديو.. الإعلامي محمد محمود "حسكا" وزوجته المذيعة "سماح" يخطفان الأضواء بإطلالة ملفتة مع طفلتهم الصغيرة    شاهد بالصورة والفيديو.. بعد أن حملها في حفله الجماهيري.. طفلة سودانية صغيرة تفاجئ الجمهور والفنان أحمد محمد عوض بحفظها كلمات أشهر أغنياته    السودان يشارك في إفتتاح مهرجان الاذاعة والتلفزيون العربي ال 25 بتونس    استدعاء مالك عقار .. لهذا السبب ..!    كامل ادريس يصدر قرار بتعيين وزيري الدفاع والداخلية ضمن حكومة الأمل    إدَارَة المَوهِبَة بَينَ نميرِي والترَابي ومِيسي ورونالدو    شاهد بالفيديو.. خلال حفل بأسوان.. راقصة "الطمبور" الحسناء "هاجر" تبهر الحضور بوصلة رقص مثيرة مع رفيقتها على أنغام أغنيات الفنانة ميادة قمر الدين    إيران فقدت الكثير من أوراق اللعبة التي كانت بيدها .. ووقعت ضحية لموجة تضليل أمريكي إسرائيلي    مدرب الأهلي المصري يوجه رسالة للجماهير بعد وداع المونديال    "سيستمر إلى الأبد".. ترمب يعلن بدء وقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل وإيران    هل كان أمير قطر علي علم مسبق بنية إيران إرسال صواريخها الباليستية إلي قاعدة العديد ؟!    قطر توجه رسالة للأمم المتحدة بشأن الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية    بالميراس يضع ميسي وإنتر ميامي في مواجهة نارية أمام باريس    السلام يستعيد كبريائه ويهزم بطل الدرجة الثانية بكوستي    بضربة حظ وحكيمي.. باريس يعبر سياتل ويتصدر مجموعته في مونديال الأندية    مزارعو القضارف يحذرون من فشل الموسم الزراعي بسبب تأخير تصاديق استيراد الوقود    إيران ترد على القصف الأمريكي بعملية عسكرية    قوات الجمارك مكافحة التهريب بكريمة تضبط كميات كبيرة من المخدرات    أسهم الخليج تتجاهل الضربة الأمريكية    التلاعب الجيني.. متى يحق للعلماء إبادة كائن ضار؟    السودان.. كامل إدريس يعلن عن 22 وزارة    هل ستتأثر مصر في حال ضرب المفاعلات النووية؟    نص خطاب رئيس مجلس الوزراء "كامل ادريس" للأمة السودانية    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سياج الذات .. الستيني..!
نشر في حريات يوم 20 - 05 - 2012


محمد عبد الله برقاوي..
هل للعلم والابداع كهولة او شيخوخة بالمفهوم الوظيقي لروتين وبروقراطية الخدمة المدنية فيحال عندها المبدع أو العالم الى الاستيداع لمجرد أنه ، قد بلغ الستين الا في بلادنا التي يتكلس فيها السياسيون ويا للمفارقة العجيبة على أنفاس وظيفتهم ولا قانون يحيلهم الى سلة المعاش ولو اصابهم الخرف الذي يضر بمصالح الوطن أو الوهن الذي يقتضي حتي تحويلهم الى دور العجزة ؟
في البلاد التي تقدر العلم والابداع فتخرجهما من ملاك الوظيفة العادية ، يبدأ عمر المبدع والعالم مع بذوغ فجر موهبته ونبوغه ويتجدد أخضرار عوده كلما سقطت عليه أمطار الخريف التي تزيد من ثمارخبرته فتتفتق عنها براعم جديدة تتلقح من ثنايا ذلك العطاء وتشكل منه امتدادات لا تنقطع !
لم أبلغ الستين بعد، ولكني أخطو نحوها ، وقبلها بسنوات وجدت نفسي على هامش الحياة !
لا أدعي بالطبع تميزا ولا أزعم تفردا أو تفوقا ما ! ولكني اتدفق أسى ويخنقني الاحباط حينما أسمع أن أستاذا جامعيا أو مهندسا مخترعا أو طبيبا نطاسا وغيرهم من ذوي الطاقات الخلاقة التي لاتبلى خلاياها الدماغية ولا يزيدها العمر الا نشاطا وتفتحا وقد عوملوا بمعايير الأفندى العادى مع احترامنا لعطاء الكل ، فينتهي زمانهم الوظيفي بمجرد ورقة ، تقول لهم اذهبوا الى ظلال الانكفاء الخلفية ، فالكرسي الهزاز ينتظركم عند أزيار السبيل لقضاء وقت فراغكم الذي سيمتد بكم عبورا الى محطتكم الأخيرة وهي الموت!
هل سمعتم أن مخرجا تلفزيونيا أو سينمائيا في المجتمعات والدول التي تحسن المشاهدة ، طلب منه ان يتوقف عن تصوير مشاهد لا زالت تنداح متسلسلة في مخيلته الثرة !
أو مذيعا لم يكمل قراءة تعليق على أحداث بقي صناعها كالديناصورات في غابة الحكم، وذهب هو لتسوية معاشه لهثا وأعياءا في دواوين القرف الذي لا يميّز بينه وبين قارئة الفنجان !
او كاتبا صحفيا استدعته هيئة المعاشات التي لا يهمها الفرق بين عموده وعمود زيارة المستشفى ليتوقف عن تسطير ذلك العمود لانه ينبغي ان يحبس حروفه خلف سياج الستين ..!
ولم أسمع أن في البلاد التي تطرب لسيمفونيات ألفها رجل أصم لم يسمعها ، قد طلبت من موسيقيا لمجرد ان شيب تراكم النغم قد وخط سوالف صدغيه ، فقالوا له أقطع شرايين اوتارك وأطويها مع بقايا اوراق نوتتك الموسيقية وراء حسك المتوقد ، لان رؤية الخدمة المدنية لأناملك لاتختلف عن منظورها لأية أصابع أعياها الامساك بيراعة ألأرقام الجافة أو أنهكتها ريشة الحروف السائلة مع دموع الموظف العادي الذي تنكر له الكرسي مثلما تجحد عربة الكارو بذل حصانها الذي هرم امامها وكم كان فتيا !
فحيال كل ذلك كانت هذه الحروف الخجولة التي نزفتها دمعا ايحاءا من حالات الذين لفظتهم الاوطان التي تحكمها قوانين النظر الى عمر الجسد وتتقاضي عن ألق الذهن الشفاف ، فخرجوا يتجددون في الضفاف البعيدة ، هربا من تصحر الاحالة وتحجر المواهب !
فاستشرفت مصيري المماثل ، وتصورت ذاتي حبيسا في سياج الذات الستيني وقد بدأت ملامح المأساة تطل برأسها وتعصر بكفها الجائر وردة الأعماق التي أراها لم تذبل بعد !..
قد أبدو حرا ..لكّني..
مكتوف بهمومي وحنيني..
أسئلة تسحق تفكيري..
وشكوكي تفترس يقيني..
حلمي بالشاطيء سنداني..
والموج مطارق يثنيني ..
احترقت سفني وأجنحتي..
وأنظر مينائي يناديني..
أسخر من بدني ..يدفعني..
اتحامل من خلف سكوني..
فأمد الطرف مع قدمي..
وخطاه تسحلني..تطويني
دربي يتلوى .. أظماني..
ثوبيّ معروق .. وجبيني..
يتفصد فيضا يغمرني..
أتراه يحنو.. يرويني..
ألهث في صخب الذكرى..
جمرات كلماتي ولحوني..
لا اسمع الا زفرات..
تلهب أنفاسي تكويني..
قد أبدو حيا ..لكّني..
مصلوب ..
على نصل السكين..
ما بال الدهر. . يجافيني..
يتعمد ظلمي.. يؤذيني..
ما ذنبي في عمري وسنيني..
أ.. لاني … عود ستيني..
لكن ّعطائي يملؤني..
وشراع الهمة يحدوني..
قد أبدو كهلا لكّني..
في خضرة قلب عشريني..
ما كلّت عينايا ولا شلّت..
في حقل الحرف يميني..
ما جفت أزهاري .. ولم ينضب
من نهر الفكر معيني..
فعلام الجفوة يا وطني..
وسحابك يأبي يدنيني..
فأراه سرابا يخدعني..
يتباعد دوما يشقيني..
لاصيف الغربة يرضاني..
ولا طلّ الأوبة يسقيني..
ما بين الشوق .. وحرماني
يضحكني الهم .. ويبكيني..
سامحونا ..
ودام شباب العطاء ، حيثما كان !
بامرالله المستعان..
وهو من وراء القصد..
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.