ألقت الأستاذة سارة نقد الله رئيسة اللجنة القومية لتخليد ذكرى المناضل التجاني الطيب الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم كلمة اللجنة القومية لتخليد ذكرى الأستاذ التجاني الطيب 20 مايو 2012م الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وإنا لفراقك يا عم التجاني لمحزونون. كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلقن ابنه الصغير إبراهيم أثناء سكرات الموت فسالت دمعة على خد عمر رضى الله عنه فسأله الرسول ما يبكيه فقال له إذا كان إبراهيم الصغير الذي لم يبلغ الحلم يجد رسول الله ليثبته أمام الموت فمن يثبت ابن الخطاب؟ فنزلت الآية (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ويُضلُّ الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)، نسأل الله العلي القدير مثلما ثبت عم تجاني بالقول الثابت في الحياة الدنيا أن يثبته في الآخرة. الأخوة والأخوات نرحب بكم في اللجنة القومية لتخليد ذكرى المناضل التجاني الطيب في أمسية الوفاء والعرفان لفقيدنا، وقد انبثقت اللجنة القومية عن لجنة تمهيدية من مهتمين وعارفين لفضل الراحل المقيم، قامت اللجنة التمهيدية بتقديم مقترح بشكل وتكوين اللجنة القومية وقد تم حصر المقترحات والرؤى المقدمة من كافة الجهات وبلورتها في مشروع يقدم للجنة القومية من أسرة وأصدقاء زملاء الفقيد وممثلين للقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني. وحرصاً على تنظيم العمل بكفاءة تم توزيع عضوية اللجنة القومية كالآتي تمت بلورة المقترحات الواردة من الأفراد والمكاتب الحزبية والشخصيات الاعتبارية والتي تشعبت وتنوعت إلى حد جعل تنفيذها في يوم واحد مستحيلاً، واستقر الرأي على برنامج يتم تنفيذه على مدى ثلاثة أيام كالتالي : الحضور الكريم .. ابتدر حديثي عن اللجنة القومية بالترحيب بكم جميعاً وشكركم على مشاركتنا في اليوم الختامي لتخليد ذكرى المناضل التجاني الطيب كما لا يفوتنا أن نشيد بتشريفكم الكريم لندوتي الحريات الصحفية والتحالفات السياسية .. اسمحوا لي باسم اللجنة القومية أن أشكر كل الذين ساهموا بفعالية في إنجاح جميع الأنشطة المتعلقة بتخليد ذكرى الراحل العظيم كما نخص بالشكر كل الذين ساهموا ماليا ونذكر منهم على سبيل المثال السيد إبراهيم الشيخ – السيد عبدالرحمن الصادق المهدي – البروفسير قاسم بدري– السيد ميرغني عبدالرحمن سليمان – الدكتور نصري مرقص وكل الذين مدوا يد العون المادي كثيرا كان أو قليلا ..والشكر موصول للشيوخ والشباب الذين بذلوا مجهودا مقدرا في أعمال اللجان، خاصة أولئك الذين ساهموا في جمع الوثائق وتحرير الكتب والإشراف على طباعتها.. لقد بذلت اللجنة الفنية مجهودا خارقا في إعداد المعرض وإنتاج الفيلم – المسرحية والكورال ونحن نشكرهم على ذلك العمل الدءوب والصبور. قامت اللجنة المالية بجمع المساهمات وأشرفت على ترشيد الصرف وإمداد اللجان بالمتطلبات المادية فهم ستحقون منا أجزل الشكر .. أذكر كل أولئك وهؤلاء ممن سمينا وممن لم نسم من الجنود المجهولين، وأشكرهم باسم اللجنة القومية مع أننا جميعا نعلم أنهم ما رجوا منا جزاء ولا شكورا، فكلنا يشعر بالعرفان للراحل المقيم وبحقه علينا في تخليد ذكراه .. السيدات والسادة الحضور .. بعد هذا العرض الإجرائي والتنظيمي لا يسعني وأعضاء اللجنة القومية إلا أن أحيي ضيوفنا الكرام الذين شرفونا من خارج حدود الوطن وتكبدوا مشاق السفر لمشاركتنا في تخليد ذكرى فقيدنا الراحل المناضل التجاني الطيب بابكر فمرحبا بهم وشكرا لهم على الحضور وأخص بالشكر ضيوفنا الكرام : - البروفسيرة يوشيكو كوريتا الأكاديمية المهتمة بتاريخ السودان - السيد حسين عبدالرازق عضو مجلس رئاسة حزب التجمع التقدمي الوحدوي المصري. - السيد صلاح عدلي سكرتير عام الحزب الشيوعي المصري - السيدة صفية زكي المحامية والناشطة السياسية المصرية السيدات والسادة الحضور.. سجل المناضل التجاني الطيب سفرا خالدا من العطاء ونكرن الذات فحفل تاريخه بالبذل السخي في كافة مجالات العمل النضالي المتجرد الموهوب لرفعة الوطن مما جعل الفقيد هدفا دائما للاعتقال والسجن والاختفاء القسري في عهود الدكتاتوريات الثلاثة التي عطلت مسيرة الوطن نحو ترسيخ دعائم الديمقراطية والحريات وتأسيس الدولة المدنية التي تكفل الاستقرار وتحقق التنمية المتوازنة وتوطد دعائم السلم والوحدة الوطنية .. إن الشيوعيين السودانيين وعلى رأسهم عم التجاني قد سودنوا النظرية الماركسية وجعلوا فكرهم مربوط بالسودان. كان الفقيد مهموما بالحريات بشكل عام وحرية الصحافة على وجه الخصوص حيث امتد عمله إلى الخارج مساهما فاعلا في مجلة السم الاشتراكية، وفي الداخل دأب على الرعاية الواعية لصحيفة الميدان السرية والعلنية – الورقية والإلكترونية امتدادا إلى مساهمته في تأسيس وتقوية شبكة الصحفيين مع متابعاته اللصيقة من التأسيس للعمل الفعلي .. وطوال تاريخ الحزب الشيوعي كان مشرفا ولاعبا أساسيا في صياغة خطه السياسي، وعبر التحالفات السياسية امتدت صلاته وتمدد دوره وسط اللاعبين الأساسيين في خارطة السياسة السودانية. كان المناضل التجاني الطيب بابكر يدرك تماما أن التحالفات مرتبطة بالنضال من أجل كسب مواقع جديدة في الطريق نحو التغيير الكامل وتحقيق الثورة الاجتماعية وكان واعيا للفروقات بين التحالف التكتيكي في اللحظة التاريخية المحدودة والتحالف الإستراتيجي للمهام المرحلية طويلة المدى . وقد لعب التجاني دورا محوريا في ذلك وقد كان أبرزها تجربة التجمع الوطني الديمقراطي حيث كان صارما في الحق ومشاركا فاعلا فيما يتعلق بمقترحات تطوير العمل مع التجرد ونكران الذات وكانت مساهماته جذرية في تأسيس قوى الإجماع الوطني. ولذلك لم يكن مستغربا تلاقي الحماس لتخليد ذكراه من كل هذا الطيف العريض، وكلنا التقينا التجاني في ساحات العمل العام وتقلدنا بعرفان مزاياه. ألا رحم الله التجاني الطيب بابكر وأسكنه فسيح جناته، وجعل لجهوده التي بذلها ومناضلاته وتضحياته ثمارا تمشي على قدمي الديمقراطية والتنمية والتقدم لهذا البلد المكلوم، ولتصر كلمات التجاني علما ننتفع به وتصبح حياته سننا حسنة في البذل والعطاء يحصد أجرها وأجر من تبعه إلى يوم القيامة. ويكون بذلك عزاء للوطن في فقدان ابنه البار وعزاء لأسرته في العمل العام داخل حزبه وخارجه، وعزاء لأسرته الصغيرة خالتي فتحية والأخت عزة ومحمد وحفيداته وذويه. ولنا كلنا أهل السودان، عزاؤنا الأساسي في أن نسترد للوطن حريته وكرامته وبذلك نكون خلدنا عم تجاني الطيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.