نعلم ان ما يجري في مصر شأن خاص بالشعب المصري‘ لكننا لا نملك الا الانفعال به لان مصر ظلت تلقي بظلالهاالايجابية والسلبية على حياتنا السياسية قبل الاستقلال وبعده‘ ولا نريد التدخل في شانها الداخلي ولا نستطيع ‘ كل ما نستطيعه هو الدعاء من القلب ان يخرجها من هذا المازق السياسي الحالي الى بر الامان دون ان تفقد توازنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والامني. لن نتحدث عن الانتخابات الرئاسية المصرية التي اصبحت مثار تندر وتهكم المصريين قبل غيرهم‘ بعد ان اصبح الخيار في جولة اعادة الانتخابات بين الدكتور محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين والفريق احمد شوقي المحسوب على النظام السابق‘ نسأل الله ان يحفظ ( المحروسة) من كل الشرور والفتن. نخصص كلام اليوم عن ما ال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك الذي كنا نختلف مع سياساته التي تجاوزت سياسات الرئيس المصري الاسبق قريبنا محمد انور السادات الذي اختاران ( يمشي) على طريق الزعيم الراحل المقيم جمال عبد الناصر ب(الاستيكة) وزاد عليها حتى اصبح رجل امريكا في المنطقة بعد ان نأى بمصر عن دورها القومي التحرري. مرة اخري نحن لا نتحدث هنا عن ما يجري في مصرمن تداعيات بعد الثورة الشعبية الي اطاحت بالرئيس السابق مبارك وان كنا نخشى عليها عواقب الكيد السياسي الذي عانينا منه في بلادنا‘ فقط نتوقف عند بعض الدروس والعبر المستقاة مما يجري امام اعيننا من متغيرات ومستجدات. يكفي ان نتوقف اليوم بالتامل والتدبرلنرى كيف امضى السجين محمد حسني مبارك يومه الاول في سجن القناطرالذي التقيت فيه في زمن مضي في عهد الرئيس السادات بالولد الشقي الصحفي العبقري الساخر محمود السعدني عليه رحمة الله ‘ تذكرت لقائي معه وانا اتابع مجريات اليوم الاول للسجين مبارك بذات السجن وانا اردد بالدارجي الفصيح : حقا مادوامة. صحيح انهم وضعوه في غرفة من غرف العناية المركزة المجهزة باحدث الاجهزة الخاصة بالقلب والضغط والاكسجين والتكييف‘ لكنه انتقل في الدنيا القانية من هيبة السلطة والجبروت الى مذلة السجن والحبس ‘ وسبحان مغير الاحوال من حال الى حال . لانقول ذلك ( شماتة) في الرئيس المصري السابق حاشا لله وعليه ان يحمد الله على مصيره الذي هو افضل من مصير الرئيس الليبي القذافي الذي طغي وتجبر وسب ولعن الشعب الليبي فكانت نهايته اسوأ ‘ وافضل من بشار سوريا الذي لم يتعظ حتي الان وهويواصل قتل شعبه وتخريب بلده من اجل المحافظة على السلطة الزائلة. مرة اخرى نحن هنا لا نتحدث عن السياسة وصراعاتها ودهاليزها ومكائدها ‘ لكننا قصدناهذه الوقفة المهمة للاستفادة من هذه الدروس المجانية المحيطة بنا التي تؤكد اهمية التداول السلمي للسلطة ديقراطيا وان ارادة الشعوب فوق كل الاحزاب الحاكمة مهما كانت قوتهاوجبروتها .